الغت المحكمة المركزية في مدينة الناصرة اليوم الأحد مناقصة لشراء اراضٍ وقسائم بناء في مدينة العفولة والتي فاز بها 47 مواطنًا عربيًا من سكان منطقة الناصرة ومرج ابن عامر في الحي السكني الجديد قرب مستشفى العفولة، ذلك بعد ضجة كبيرة تخللها عدد من المظاهرات، قام بها سكان مدينة العفولة، مُطالبين بإلغاء المناقصات.
د.الطيبي والمحامي السعدي: قرار المحكمة بابطال مناقصة القسائم في العفولة للعرب مخجل !
واثار القرار ردود فعل ساخطة، حيث يستشف منه خضوع المحكمة إلى الأجواء العنصرية التي سادت النشر عن الموضوع، وفي تعقيبٍ لهما قال كل من النائبيّن د. احمد الطيبي والمحامي اسامه سعدي (العربية للتغيير - القائمة المشتركة): قرار المحكمة المركزية مُخجِل وهو بنفس روح تصريحات سموتريتش وزوجته الداعية الى الفصل العنصري، مع اضافة صبغة قانونية تشكّل خضوعا واضحا لنداءات الفصل والتطرف، كما وانها تتماشى مع نداءات الكراهية التي اطلقها المتظاهرون ضد تواجد العرب في مدينة العفولة .
وأضافا: قرار المحكمة ليس غريبا، فقد ثبت منذ زمن أن المؤسسة القضائية في اسرائيل تُميّيز بين العرب واليهود، وهذا ما اكده بحث رتنر فيشمن من جامعة حيفا، كما وان هذه المؤسسة في غالبية قراراتها لا تقوم بخطوات ايجابية في القضايا التي تبحث في المواضيع الأساسية والجوهرية.
وأوضحا: في حال قُدّم هذا الاعتراض الى المحاكم الفرنسية ضد شراء جماعي لمواطنين يهود، ما كانت تتخذ نفس القرار، ولن تجرئ على القيام بذلك، وفي حال قامت بابطاله لقامت الدنيا ولم تقعد . قاضي المحكمة المركزية، بقراره هذا، قرر وقف "هرولة العرب الى العفولة " وهذا مخجل .
النائب ابو عرار: وصمة عار
بدوره، النائب طلب ابو عرار، قال معقبًا: هذه وصمة عار وعنصرية جديدة أخذ فيها دورًا الجهاز القضائي في إسرائيل والتي اثبتت الأبحاث في جامعة حيفا انها تفرق بين العرب واليهود.
وقال: المحاكم التي من المفترض ان تكون سلطة صادقة، والتي ينبغي ان تنصف في قراراتها، تنجر وراء سياسات الحكومة ووراء اهواء الجمهور اليهودي، علينا ان نناضل بكل قوة ضد مثل هذه القرارات بجميع الوسائل القانونية والشعبية المتاحة".
النائبة توما-سليمان: المحكمة تخضع للمدّ العنصري
اما النائبة عايدة توما-سليمان، فقلت معقبة: أن إلغاء المناقصة "ليس إلا شكل من أشكال عقلية وسياسة الفصل العرقي في إسرائيل".يُذكر أنه في إسرائيل هناك أكثر من ٩٠٠ بلدة يُمنع مواطني الدولة العرب من السكن فيها، "واليوم"، قد حصلت مدينة العفولة على مصادقة رسمية قانونية لتكون مدينة لليهود فقط؛ فكل الادعاءات حول التزوير في المناقصة والتآمر لربحها بين الفائزين العرب لا يتعدى كونه حجة واهية للعنصرين الذين يؤيدون الفصل العنصري والقمع ضد المواطنين العرب الفلسطينيين في البلاد.
واستطردت النائبة عايدة توما-سليمان: من المؤسف أنه بالذات في هذا الجو الذي تحكمه العنصرية، تقوم المحكمة بمنع المواطنين العرب من بناء بيوتهم في العفولة بعد الهجمة العنصرية التي شنت عليهم وعلى المناقصة التي يدعون أنها تشكل خطرًا على يهودية العفولة، والسؤال الذي يطرح نفسه هو لو كان كل الفائزين يهود هل كان سيساور أي كان شك حول مؤامرة تزوير؟ ولا حاجة لأن يكون الإنسان عبقريًا لاستيعاب أن المحفز الوحيد للمدّعين لم يكن الحفاظ على نزاهة المناقصة إنما حقيقة أن عربًا هم من نجحوا في الحصول على أراض بطريقة قانونية. إن المسؤول الأول والأخير عن حل أزمة السكن للمواطنين العرب هي دولة إسرائيل ويجب عليها توسيع مناطق النفوذ للبلدات العربية وفتح المجال أمام المواطنين العرب للسكن في أي بلدة يختارون".
الائتلاف لمناهضة العنصرية: الحل للعنصرية حركة مدنية واسعة
وفي تعقيبٍ له قال المحامي نضال عثمان، مدير الائتلاف لمناهضة العنصريّة: بغض النظر عن حيثيات قرار المحكمة والمناقصة نفسها فأن الموضوع يبقى على طاولة القضاء. نأمل ألا يكون قرار المحكمة متأثر من الاجواء التي اعقبت النشر عن الفائزين بالمناقصة، والتي عبرت عن آراء عنصرية رافضة لنتيجة المناقصة من منطلقات عنصرية كون الكثير من الفائزين بها من المواطنين العرب.
وأضاف عثمان: المقلق هو الاجواء التي سادت في العفولة، وبنفس الفترة في احدى البلدات اليهودية في النقب، الاجواء الرافضة لوجود العرب في هذه البلدات رغم فوزهم بالمناقصة، ويُسأل السؤال لو قامت مجموعة من اليهود بالتنسيق فيما بينها وقدمت اقتراحات اسعار منسقة، كما هو الادعاء ضد الفائزين العرب، هل كانت ردة الفعل ستكون مشابهة او حتى قريبة؟ بالتأكيد لا، وهذا هو المقلق اكثر من قرار المحكمة الذي ممكن ان يكون صحيح من الناحية القضائية ولكنه يمنح جواب يرضي العنصريين الذين يرفضون فوز العرب في المناقصة والذين لربما لم يرغب جزءً منهم بالسكن بالحي المذكور اصلا وإنما اراد فقط الاستثمار.
وقال عثمان: نحن نعلم ان احد الفائزين في المناقصة هو طبيب يقدم الخدمات الطبية لليهود والعرب في مستشفى العفولة وللأسف دوره الانساني هذا لم يساعده بأن لا يتعرَّض للهجوم العنصري بعد الفوز بالمناقصة.
وأوضح عثمان: نحن في الإئتلاف لمناهضة العنصرية سنستمر في العمل ضد العنصرية ومناهضتها ولكننا مقتنعون اكثر من اي وقت مضى انه علينا تأسيس حركة مدنية جماهيرية يهودية عربية ضد العنصرية تعتمد على الجمهور اليهودي والعربي ليقوموا بالتصدي للعنصرية المؤسساتية وليشكل بديلا وندا للعنصرية المتفشية بين الجمهور.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق