يواصل ممتحنو السياقة ألعملية اضرابهم عن العمل للإسبوع السادس، وذلك احتجاجًا على خطة خصخصة امتحانات السياقة التي تقترحها وزارة المواصلات، حيث عقد ممتحنو السياقة مؤخرًا اجتماعًا مع ممثلي لجنة مستخدمي المواصلات لمناقشة الاجراءات النقابية المرتقبة، بالتنسيق مع نقابة العمال العامة (الهستدورت)، خلصت الجلسة إلى توسيع رقعة النضال وتوقف الخدمات المقدمة والمتعلقة بامتحانات السياقة العملية .
من ناحية أخرى فقد نظمت خلال الأسبوع الماضي مظاهرتين شارك فيهما معلمو السياقة وعدد من الطلاب المتضررين، في تل العدس وفي القدس امام مكتب وزير المواصلات، بهدف الضغط على وزير المواصلات "يسرائيل كاتس" للمحاولة قدر الإمكان إيجاد حل جذري للازمة وانهاء الاضراب وإعادة المياه الى مجاريها.
وفي ظل ما يحدث اعرب عددٌ من معلمي السياقة عن استيائهم من الظرف الراهن والازمة التي يعاني منها الممتحنين منذ فترة بسبب قلة عدد ممتحني السياقة والذي من شأنه ان يؤثر سلبيا الامتحانات والطلاب و- "مما زاد الطين بلة" هو اضراب الممتحنين بسبب رفضهم لموضوع الخصخصة الأمر الذي زاد من حدة الازمة ووضع المعلمين في موقف حرج امام الطلاب واهاليهم عدا عن التأثيرات السلبية التي سببها الاضراب والظروف الراهنة لعدة اطراف وهي؛ الطلاب، الأهالي، المعلمين، الممتحنين وسط سكوت وعدم مبالاة وزير المواصلات "يسرائيل كاتس" رغم انه المسؤول عن هذه الازمة.
"بكرا" من جديد يطرح القضية من جوانب مختلفة... حيث تحدث الى معلمين، طلاب، كما توجه الى نواب البرلمان بهدف طرح الموضوع وحثهم على متابعته ومحاولة حله او إيجاد حلول بديلة ومؤقتة ريثما يتم نهاء الاضراب من قبل الممتحنين، حرصا منه كوسيلة إعلامية على المصلحة العامة.
اهتمام الحكومة بأزمة الاضراب قليل جدا لان معظم المتضررين من العرب!!
نادر مرشي صاحب مدرسة الأمير لتعليم السياقة اكد لـ"بكرا" قائلا في هذا السياق : معلمو السياقة يعانون معاناة كبيرة جدًا بسبب الاضراب، حيث ان ما يقارب الـ100 امتحان سياقة عملي تم الغائهم مما أدى الى انخفاض الدخل لدينا حتى اكثر من النصف، ذلك الى جانب معاناة الطلاب، وتراكم العمل الذي من الصعب ان ينتهي في ظل الوضع الراهن، والفراغ الذي يعاني منه المعلمون وكأنهم عاطلون عن العمل بسبب الاضراب وعدم اجراء الامتحان العملي مما يشكل معاناة نفسية بالنسبة لهم.
وتابع لـ"بكرا": هناك عدد كبير من معلمي السياقة وسائقي الشاحنات وسيارات الأجرة من المجتمع العربي لأننا عادة نلجأ الى الاعمال الحرة، لذا فان اهتمام اليهود والحكومة بموضوع الاضراب والتأثير السلبي الذي يتركه قليل جدا، حتى من قبل النواب العرب في الكنيست، لم نرى ان أي نائب عربي اهتم بالموضوع او حاول التواصل مع وزير المواصلات من اجل إيجاد حل جذري وانهاء الاضراب.
النواب العرب لا يهتمون بقضيتنا لأننا لسنا بفترة انتخابات!!
مديحة ريناوي معلمة سياقة عقبت لـ"بكرا" قائلة: الضرر ليس مادي فقط وانما هناك ضبابية معينة حول الموضوع وكأن الاضراب لن ينتهي ابدا، الطلاب يعانون معاناة كبيرة ويتواصلون معنا بشكل دائم ومكثف للاستفسار، بسبب الضبابية وعدم الوضوح وهذا الامر يؤثر كثيرا وبشكل سلبي على نفسيتنا كمعلمين، حيث اننا أحيانا نرى خلال التعليم بان الطالب تقدم كثيرًا وجاهزًا لاجراء الامتحان والحصول على الرخصة في حين انه بسبب الاضراب لا يتسنى له ذلك وبالتالي فان الطلاب يجلسون في البيت بانتظار ان ينتهي الاضراب مما يؤدي الى انخفاض في مستوى السياقة لديهم بسبب قلة الممارسة وهي متاهة يمر بها معلمي السياقة، لان الطلاب يخسرون نقودا على دروس إضافية ليسوا بحاجة اليها.
وأضافت: النواب العرب لا يهتمون بقضيتنا اطلاقا، لو كنا نمر في فترة انتخابات كانوا سيحاولون حل القضية والتواصل معنا، عدا عن ان وزير المواصلات غير مهتم لأي طرف ومصمم على خصخصت امتحانات السياقة العملية. وتنفيذ الخطة.
معلم السياقة عامر عبد الفتاح عقب لـ"بكرا" قائلا: الممتحنون اضربوا لان الوزير ينوي خصخصت امتحان السياقة العملي، ونحن معلمو السياقة نعتبر المتضررين الاوليين نتيجة هذا الاضراب، الى جانب الطلاب، خاصة وان هناك طلاب ينتظرون الرخصة حتى يتسنى لهم الحصول على عمل، كما ان هناك جانب من الأشخاص المتضررين الذين يعتمد عملهم على رخصة السياقة وينتظرون امتحان السياقة العملي حتى يعودون الى عملهم ومصدر رزقهم في حين ان الاضراب يمنعهم من ذلك، ونحن أيضا كمعلمي سياقة عملنا اصبح خفيف جدا، ومصدر دخلنا محدود، إضافة الى التخوف بانتهاء مدة الامتحان النظري لدى بعض الطلاب دون الحصول على رخصة سياقة بسبب اضراب الممتحنين.
وأشار لـ"بكرا" قائلا: لم نتوجه الى نواب عرب ، ولكننا حتى الان قمنا بمظاهرتين في تل العدس وفي القدس امام مكتب وزارة المواصلات ورئيس الحكومة، وحتى اللحظة لا يوجد أي جديد ونأمل ان تحل القضية لأننا الأكثر تضررا كمعلمي السياقة ، فمن ناحية الاهل والطلاب الذين يلوموننا ويضغطون علينا ومن ناحية أخرى المعاناة التي نعانيها بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعب التي خلفها الاضراب، لذا فانني أوجه نداء للاهالي والطلاب بان يتحلوا بالصبر لأننا لسنا المشكلة ونحن نعاني أيضا من الوضع القائم.
دمار اقتصادي ونفسي، وعلى الوزير تجنيد ممتحنين مؤقتين حتى حل الازمة وانهاء الاضراب!!
بديعة زعرور صاحبة مدرسة سياقة هاجمت وزارة المواصلات بشدة متهمة إياه باتباع نهج غير مسؤول ولا يقوم بواجباته الكاملة تجاه المواطنين في الدولة حيث قالت لـ"بكرا": وزارة المواصلات تحاول طوال الوقت التضييق علينا كمعلمي سياقة حيث كان لنا نضال سابق يتمحور حول عدم نقل الامتحان النظري الى العفولة وقد نجحنا بمنع ذلك علما انهم قاموا باغلاق مكتب الترخيص في نتسيرت عيليت ولكن بالمقابل هناك محاكم تجري بيننا الان، وبسببنا ينوون الان سن قانون جديد بانه على وزارة الداخلية ان تقوم بتمويل مكتب الترخيص في نتسيرت عيليت، أي ان وزارة المواصلات تنوي القاء هذا الامر على عاتق وزارة الداخلية وبالتالي فان الداخلية ستجبر المجالس والبلديات على تمويل مكتب الترخيص، مما سيؤثر علينا سلبيا.
ونوهت قائلة لـ"بكرا": بما يتعلق بالازمة الحالية فأن الوزارة تحاول قدر الإمكان التضييق علينا حيث انها منذ البداية لم تعرض على الممتحنين اتفاقية تحافظ على حقوقهم كموظفين بعد الخصخصة، ومن المعروف ان حقوق العامل اهم امر في البلاد ولا يمكن المساومة عليها، في حين ان الوزارة تقرر اتخاذ اجراء الخصخصة دون الاخذ بعين الاعتبار موقف الممتحنين ضد الخصخصة والإجراءات التي ممكن ان يتبعونها خلال هذه الفترة قبل تمرير الخصخصة مثل الاضراب الذي يؤثر علينا سلبيا بشكل كبير، كان من الممكن ان تعين الوزارة ممتحنين مؤقتين يسدون احتياجات المواطنين ويساهمون في حل الازمة المادية والعملية حتى إيجاد حل جذري بين الطرفين.
وتابعت: وزير المواصلات قرر بانه لن يخضع وسيقوم بالخصخصة لذا فانه مسؤول عن معاناتنا ولا يريد ان يحل المسألة حتى بعد المظاهرة التي قمنا بها كما انه لا يقوم باي تصريحات من شأنها ان تهدأ الأوضاع، نحن لا نلقي اللوم على الممتحنين لانهم يحاولون الحفاظ على مصدر رزقهم ، الوزير خطط للقيام بالخصخصة في حين انه حتى يصل الى هدفه فان المعاناة ستكبر وتتفاقم، نحن نعاني كثيرا بسبب الاضراب، نحن في ضائقة مادية كبيرة جدا، انا لدي ولدين في الجامعة وانا المعيل الوحيد في البيت، وهناك الكثيرين مثلي، نحن نعاني من دمار اقتصادي ونفسي، الى جانب الأشخاص الذين يعتمدون على رخصة السياقة للعمل مثل سائقي الشاحنات والباصات حيث تعتبر الرخصة مصدر رزقهم الوحيد.
واختتمت زعرور لـ"بكرا": امر مخجل بان الدولة تقوم بامر مشابهه، ممكن ان تقوم الدولة بتجنيد ممتحنين مؤقتين كحل مؤقت، غير يمكن ان يتم تجاهل مشكلة تتفاقم بسبب نزاع او خلاف بين الممتحنين ووزارة المواصلات، وزير المواصلات عليه ان يتجاوب مع مطالب الجمهور ومصلحته وان يجند ممتحنين مؤقتين بهدف حل مشكلة المواطنين، غير مقبول ان يخطط للخصخصة دون الاخذ بعين الاعتبار للازمة التي نمر بها ودون بحث الموضوع من جوانبه المختلفة، هو وزير المواصلات وهذه مسؤوليته.
"انا يئست بدي تست"!!!
كما ذكرت سابقا في بداية التقرير بان هناك اطراف عدة يعانون بسبب الازمة التي خلفها اضراب ممتحني السياقة منهم الطلاب الذين يمرون هم أيضا بضائقة نفسية كبيرة ومعاناة لا تنتهي مما اضطر بعضهم الى التعبير عن غضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، في محاولة منهم الإفصاح عن ألمهم ومعاناتهم والتأثير بطريقة او باخرى، حيث قالت الطالبة نور أبو ربيع من الناصرة ، طالبة تنتظر امتحانها العملي الأول، لـ"بكرا" معقبة: انا متضايقة جدا من الوضع القائم حيث انني اتعلم في الجامعة وابيت هناك واتلقى درسين سياقة في الأسبوع ومن الصعب ان استمر بتذكر السياقة في حال انني لم اخوض امتحان سياقة عملي بسبب الاضراب وخاصة ان معلمي السياقة توقفوا عن إعطاء الدروس للطلاب بسبب الاضراب وعدم اجراء الامتحان العملي.
وأضافت: لا يوجد أي اهتمام من قيادة الجماهير العربية حيث كان هناك مظاهرتين في الأسبوع الأخير دون مشاركة النواب العرب، كما ان القيادة العربية لم تحرك ساكنا حتى بعد المظاهرات.
الطالب صالح مصري من الناصرة نشر عبر صفحته الخاصة في الفيسبوك منشورا بطريقة كوميدية يظهر من خلاله الوضع النفسي السيء لعدد من الطلاب بسبب عدم اجرائهم الامتحان العملي وجاء فيه "انا يئست بدي تست" وقال معقبا: انا الان انتظر اجراء الامتحان العملي الثاني وقد حصلت على دروس كثيرة والان توقفت عن تلقي دروس إضافية، كما انني أخاف من انتهاء مدة امتحان السياقة النظري "تيئوريا" حيث بقي فقط اشهر قليلة على انتهائها، معلم السياقة يستطيع ان يعطيني 100 درس سياقة دون فائدة، انا جاهز لاجراء امتحان السياقة العملي ولكنني لا استطيع بسبب الاضراب.
النائب غنايم: معلمي السياقة لم يدعونا الى المظاهرة، واعد بمتابعة الموضوع منذ الاحد القادم والضغط على الوزير!!
وفي توجه للنائب مسعود غنايم ومحاورته حول نهج الصمت الذي يتبعه أعضاء الكنيست العرب بما يتعلق بهذه القضية علما انها تتفاقم والازمة الاقتصادية لدى الأطراف المختلفة تكبر، في حين انهم يناضلون من اجل قضايا اخرعقب لـ"بكرا" قائلا وممتعضا: نحن نرافق هذا الموضوع منذ سنتين حيث تمت مناقشته في اللجنة الاقتصادية للكنيست بمشاركة نقابة معلمي السياقة، منذ البداية تناولنا الموضوع من زواياه المختلفة، أولا قضية زيادة عدد الممتحنين قضية تقصير المدة بين الامتحان والأخر وقمنا بمعالجة قضايا عديدة، ولكن المشكلة الأخيرة هي ان وزير المواصلات يعمل على الخصخصة، خصخصة مجال تعليم السياقة ونحن بطبيعة الحال ضد هذه الخطوة.
وتابع: يؤسفني ان معلمي السياقة قاموا بمظاهرة كبيرة في القدس ولم يتم دعوة النواب العرب، وانا علمت بهذه المظاهرة بعد انتهائها من خلال وسائل الاعلام، ولو قاموا بدعوتنا لكنا شاركنا وتجندنا ، نحن كأعضاء كنيست عالجنا القضية منذ عام ونحن نلاحق معاناة المعلمين وحتى الممتحنين لان الطلاب والاهل يصبون جام غضبهم على المعلمين بغير حق، الخصخصة مشكلة لأننا لا نستطيع ان نعرف مكانة معلمي السياقة العرب في الخصخصة، كما تم التوجه الينا بالنسبة للاضراب وكيف ممكن تعويض الخسارة على المعلمين والطلاب .
واختتم: الحل للأسف الشديد فقط بيد رئيس الحكومة ووزير المواصلات، انا شخصيا منذ الاحد القادم ساجدد المحاولة علما اننا قمنا بكل الجهود قبل ان نصل الى هذه المرحلة حتى نمنع قضية الخصخصة ونحسن ظروف عمل الممتحنين ومعلمي السياقة، ولكنني اعد بانه منذ الاحد ساجدد الضغط على وزير المواصلات من اجل تحسين ظروف معلمي السياقة وانهاء هذا الاضراب والعدول عن فكرة الخصخصة التي ليس فيها مصلحة للمجال.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق