دائماً ما تحتل الغرف المغلقة المرتبة الرئيسية في إصدار القرارت، فهي المطبخ الذي يحضر به الأطباق مع اختلاف أشكالها وألوانها لتكون قراراتٍ وأحكاما تسري على القاصي والداني.

لازلنا كقرائنا الأعزاء ننتظر يوماً بعد يوم أن يخرج لنا أحد المواقع المختصة بتسريبات عقود اللاعبين، ويقول لنا أن النادي الفلاني كذب في تعاقداته مع النجم هذا وأن مدة العقد كذا وكذا وأن بنود غريبة الأطوار تربطه بالفريق!

بالطبع لن نطيل عليكم لنشير بالبنان عن هذا الموقع والذي شغل العالم مؤخراً وهو موقع "فوتبول ليكس" Football Leaks، الذي كانت نشأته في بلاد رونالدو وأزيبيو البرتغال وخورخي مينديز ثم مالبث أن تعداها ليكشف عن أسرارٍ أحرجت بعض الرؤوس الكبيرة في أوروبا.

بيل ورأس الأفعى!

عقد نجم ريال مدريد الإسباني غاريث بيل والذي كُشف عنه كان بمثابة صدمة للجميع، فكيف لأحد أقطاب المجرة الكونية مؤخراً كريستيانو رونالدو أن يكون الأقل وليس الأعلى في النادي رغم تأكيدات الملكي بكذب الصحف الإنجليزية، ليخرج موقع التسريبات المذكور ويؤكد أن فإن صفقة الويلزي زادت بنسبة 6 % لتصبح 99.7 مليون يورو إضافة إلى 1.01 مليون يورو كعلاوات ليصبح السعر الإجمالي والحقيقي لانتقاله من توتنهام 100.7 مليون يورو، ما يعني أنه رسميا أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم وليس أوروبا فقط.

قد يستغرب البعض لماذا طرحنا قضية بيل قبل أن نتحدث عن غيره، سنقول لكم إن توقيت كشف سر بيل كان تحديداً في 21-01-2016، وفي هذه الفترة كان رونالدو بعيداً عن مستواه، كيف ذلك تعالوا معنا لنسترجع قليلاً من صفحات الميرنغي والدون...

رونالدو ياسادة كان لايزال في معمعة مشكلته أو قضية انتقاله إلى باريس سان جيرمان، بعد اللقطة الشهيرة "صفعة بيريز، والمشادة بين البرتغالي والإمبراطور بيريز، ولم يكن له الكلمة إلا بعد أن جاء زيدان وأقيل بينتيز، والجميع يعلم أن بينتيز كان على علاقة جيدة مع بيل.

لماذا كان الكشف في ذاك التوقيت، وهل فعلاً أن هناك ملفات تحفظ في أجهزة الأندية ويمكن اختراقها أم أن هناك فعلاً أيادٍ خفية من بعض الأندية ورائها وكلاء اللاعبين، ليس طرف ثالث فقط بل رابع وخامس وسادس .. مارأيكم؟

هيا تعالوا معنا مرة أخرى لنرى ماهذا الموقع الذي يدعي "جون" أحد مؤسسيه أن هدفه الكشف عن الطرف الثالث في انتقالات اللاعبين، وفي نفس الوقت، يدعي أنه يحارب الفساد، وتم اختراقه مراتٍ ومرات ولاتزال الشرطة والإنتربول يحققان في أمره، وحالياً خشية من الضغط الكبير الذي وقع عليه انتقل إلى "سيرفر" للعمل في أكبر دولة في العالم روسيا!

في الغالب إن أردا أحد القراصنة أن يسرق معلوماتٍ من جهازٍ ما عليه أن يرسل إشارات أو رسائل وهي ما قد توقع الضحية بالفخ/ كرسائل الـ"سبام" التي تأتي عن طريق الإيميل وربطها البعض في سرقة مصارف بنكية كبيرة!

ولكن في الأندية أن توضع عقود الإنتقال وهل تحفظ على جهاز ما، في قسمٍ معين، هذه كلها تساؤولات بالتأكيد ستدور في خلد وذهن من سمع بالفوتبول ليكس وتسريباته، وهل لأن ريال مدريد مثلاً الفريق الأكبر في أوروبا من حيث عدد الألقاب طالته أسهم هذا الموقع أن هناك شيء آخر قد يجعلنا نرفض فكرة أسطورة الملكي ونعود لنفتش في حلقاتٍ سبقت عن وكلاء اللاعبين وعن ذاك الملك الذي يحكم ويؤمر ويعين ويعزل "خورخي مينديز" صاحب الجنسية البرتغالية لربما كشخص مقصود من هذه التسريبات وليس كمحرك هذه المرة!

وإن كان مينديز ليس وكيل أعمال بيل أو داني كارفخال أو كروس أو مودريتش أو أوزيل ... و العديد من لاعبي ريال مدريد إلا أن جنسية الموقع التي كشف عنها تجعلنا نفكر في الموضوع بقذارة إن صح التعبير، لأننا كما أسلفنا متابيعنا اختلطت السياسة ولامبادءها في هذه الأمور فأصبحنا أمام تبرير الغاية والوسيلة فقط!

مينديز من جديد!!

هل تذكرون تلك الشركة التي تحدثنا عنها في حلقة وكلاء اللاعبين سابقاً وتدعى "دوين سبورت" والتي طالتها اتهامات قضايا الطرف الثالث في العديد من المرات، وهي من دفعت الـ 55% من صفقة إنتقال فالكاو لموناكو وحصلت على 40% من قيمة إنتقال نيمار إلى برشلونه، تلك الشركة التي تعمل من مالطا والتي تأسست في 2011 ومقرّها في مالطا؟

وهي نفسها من تساعد خورخي مينديز في تعاقداته فغير فالكاو كان هناك العديد من الأسماء حتى صفقة خاميس رودريغيز ارتبطت بها عند ذهابه نحو موناكو، كل ذلك في كفة والقول الأوحد والأقرب هي أن الشركة يمتلكها مينديز ويضع نيليو لوكاس رئيساً لها، والحملات التي تحدث حالياً من كشف للحقائق وتسريبات هي محاولةٍ لسحب البساط من تحت مينديز!

مملكة دوين!

قد يرى البعض أن مينديز ليس وكيلاً للاعبين الذين تم الكشف عنهم، صحيح ولكنه كان وسيطاً في العديد من الأحيان كيف لا وبداية الموقع وهويته برتغالية، سنضع لكم بعضاً من الأسماء التي تمتلكها دوين وأنت لكم الحكم بعد ذلك:

الفرنسي .. إيلياكويم مانغالا تعاقد مع مانشستر سيتي مقابل 32 مليون جنيه إسترليني (53.70 مليون دولار)، مستواه لايوحي بالمبلغ الكبير الذي دفع به وحالياً يعتبر من الصفقات الفاشلة في الستيزن، ولكن الشركة البرتغالية لديها الأيادي التي تسوق وتقنع الأندية بالشراء حتى لو على الـ"عمياني" كما يقال.

البرازيلي فيليبي اندرسون لاعب لاتسيو، العديد من الأندية اقتربت من التعاقد مع اللاعب ومانشستر يونايتد أقربهم لخطفه، أخبار تحدثت أن السبب في تأخير صفقة أندرسون هي شركة دوين بعد رفض اليونايتد وساطتها بل ورفض المبلغ الذي تريده في الصفقة، التي وصلت إلى 60 مليون يورو.

وكيل أعمال أندرسون هي يوليانا جوميش، شقيقته والتي يعرف الجميع علاقتها القوية بمنديز وأنها تتلمذت على يده، وهي لاتملك تلك الخبرة لتدير أعماله!

الفرنسي جيفري كوندوغبيا لاعب إنتر ميلان الإيطالي مقابل 40 مليون يورو من موناكو أيضاً، لم يقدم المأمول منه، هو بالفعل كان جيد في وسط النيراتزوي وحل بعض المشاكل ولكنه لم يظهر أنه ذاك الشرس الذي كان عليه سباق محتدم بين الجارين في مدينة الموضة، لربما هو يؤكد أن اتصال مانشيني السريع به سيكون له الثقل الأكبر على أداءه!

البرازيلي لوكاس ليما لاعب سانتوس البرازيلي لديه عروض كثيرة للعب في أوروبا تتجاوز الـ20 مليون يورو، وكيل أعماله فاغنر ريبيرو وكيل أعمال نيمار لاعب برشلونة الإسباني.

الأرجنتيني ماركوس البرتو روخو أرجنتيني لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي انتقل من سبورتينغ لشبونة البرتغالي مقابل 20 مليون يورو وكيل أعماله ولديه أيضاً المدرب البرتغالي أندريه فيلاس بواش.

الكولومبي رادميل فالكاو لاعب تشيلسي الإنجليزي وصاحب الصولات والجولات، وكنا قد تحدثنا مطولاً عن انتقالاته وكيف كان لجيستفوت الشركة التي يملكها مينديز الذراع الكبرى في كل شي بها، وكذا موضوع المساعدة التي أوصلته لموناكو وغير ذلك، وكيل فالكاو معروف لن نعيد ذكره لأنه أصبح صداعاً لكم ولنا بالفعل.

تسريبات فالكاو أكدت أنه انتقل على سبيل الإعارة إلى موناكو كما قلنا قبل ذلك في حلقاتنا السابقة مقابل 45 مليون يورو وليس 60 مليون كما أعلن.

..ملاحظة.. اللاعب الجزائري نجم بورتو ياسين براهيمي لديه عقد مع هذه الشركة، وكانت مرات ومرات وعدت العرب والجزائرين بأنه سيكون ضمن صفوف ميلان، ولكن ذلك لم يحدث بعد خصوصاً أن المستر بي لم يتفق بعد بيرلسكوني على كل شيء والمستر "بي" تيتشابول التايلندي الذي على علاقة أخوية بهذه الشركة التي أيضاً لديها أصدقاء واستثمارات مع عائلة "عارف" التركية التي تشتهر بتواجدها في سلك المافيا!

أسماء كثيرة موجودة في أجندة هذه الشركة، ولكنها لاتعتمد على لاعبي أوروبا بل مايهمها هو استغلال الفقر والحاجة الموجودة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

أخيراً موضوع فوتبول ليكس يبدو أن شائكاً وليس واضح المعالم، موقع فكرته مستوحاة من ما قام به الكاتب الأسترالي جوليان أسانج مؤسس موقع ويكليكس، وإدوارد سنودن العميل الأمريكي الذي كشف فكرة البرنامج التجسسي الأمريكي "بريسم" ودائماً ماتكون أوقات التسريبات لديها مدة زمينة معينة وتنتهي لربما بالتقادم لانعرف!

وحتى لانذهب بعيداً هناك من يقول أن تسريبات بنما هي الأخرى لديها وقت معين وستنتهي، وهدفها رفد الاقتصاد الأمريكي بالأموال التي ستخرج من المصارف المذكورة بمعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المستفيد الأكبر من هذه الفضائح.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com