اثارت تصريحات بوجي هرتسوغ، رئيس حزب العمل وائتلاف المعسكر الصهيوني، خلال حفل شارك به امس الثلاثاء في مدينة "اشكلون"، عاصفة من ردود الفعل بين الناشطين في مؤسسات حقوقية داعمة ومؤسسات المجتمع المدني، حيث قال هرتسوغ أن حزب العمل وكي يعود ويكسب الأصوات عليه أن يتوقف من إشعار المواطنين أنّ أعضاء الحزب "محبون للعرب". وتحدث هرتسوغ أن الشارع الإسرائيلي مؤخرًا يميل نحو اليمين وأن هنالك تغييرات بالمجتمع الإسرائيلي تلزم الحزب بأن يغيّر أجندته كي يجذب المصوتين.

جعفر فرح: هرتسوغ نكرة، والمشتركة لا تكفي لتغيير الخطاب في الشارع اليهودي او التأثير عليه!

جعفر فرح مدير مركز "مساواة" عقب لـ"بكرا" على تصريحات هرتسوغ متسائلا: من هذا هرتسوغ.

واردف قائلا: هو نكرة. في غياب رؤيا لما تبقى من اليسار الصهيوني يعمل زعيمه على منافسة اليمين العنصري من خلال طرح تصور اكثر يمينيا وعنصريًا. ازمة الرؤيا والممارسة وعجز اليسار الصهيوني في اقناع الشارع اليهودي يتعلق في استعلاءه واستعلاء قيادته الطبقية والقومية على على العرب ومن ثم اليهود الشرقيين والروس والاثيوبيين، أي انّ ازمتهم ليست فقط مع العرب. كل اليسار الصهيوني مأزوم في علاقته مع مجتمعات مختلفة وجذور ازمته هو استعلاءه على كل المجتمعات التي تبحث عن بدائل، وبالتالي فان هذه المجتمعات لا تصوت لليسار الصهيوني او تدعمه بما فيهم العرب.

وتابع: هذه التصريحات ممكن ان تؤثر أساسًا على عجز اليسار والعرب من الحصول على الأغلبية البرلمانية المطلوبة، وفي نهاية المطاف هرتسوغ ليس لديه بديلا سوى التحالف مع العرب حتى يستبدل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بينما هو يحاول ان يستقطب اليمين ويصبح يميني اكثر منه، لذا الشعب سيصوت لنتنياهو خاصةّ في ظل غياب استراتيجيتنا -كعرب- والغموض حول كيفية تغيير الخطاب في الشارع اليهودي او التأثير عليه. لقد صوتنا للمشتركة، لكن لم نقم بامر ممكن ان يحمي أولادنا ومستقبلنا، حيث ان القائمة المشتركة لا تكفي اذا ما نجحنا باسقاط نتنياهو وحصلنا على بديلِ وهرتسوغ لا يستطيع ان يكون بديلا، لذلك بهذه المرحلة ليس لدينا "فرسان" ينهون الاحتلال ويغيرون وضعنا ويعطوننا حقوقنا.

نضال عثمان: هرتسوغ يساهم في تدهور الأحوال في البلاد اكثر وزرع اكثر لاجواء الكراهية الموجودة في البلاد ومنحها شرعية

بدوره المحامي نضال عثمان، مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية في اسرائيل قال لـ "بكرا": هرتسوغ بهذا التصرف دخل الى سباق ومنافسة مع قيادات سياسية أخرى موجودة في اليمين، في حرب التصريحات العنصرية، وهي محاولة تظهر عدم قدرتة على القيادة وبالتالي استعماله لهذا التوجه لتعزيز مكانته امام اليمين ومحاولة جلب أصوات مؤيدين من المركز واليمين.

وقال: على هرتسوغ عوضًا عن منافسة قيادات اليمين ان يعمل وبشكل واضح على مناهضة العنصرية، كون هذا التصريح يأتي من شخص المفروض انه قائد لحزب يحمل توجهات يسارية، هو عمليا يساهم في تدهور الأحوال في البلاد اكثر وزرع اجواء الكراهية الموجودة في البلاد اصلا، والأنكى من ذلك منحها شرعية.

وأضاف عثمان: للعلم فقط، قبل شهرين، خلال زوبعة الفصل في المستشفيات وتصريحات عضو الكنيست بتسلئيل سموترتش (البيت اليهودي) كان لهرتسوغ تصريحًا ممتازًا بخصوص الفصل وضد العنصرية حيث قال ان "العنصرية لا تجتازنا".. ولم يعرف انه سيقع في هذه الحفرة اذ ان تصريحه يحوي الكثير من التحريض تجاه المواطنين العرب.

رونق ناطور: السياسي الذي يتحدث عن المفاضلة ما بين مصالح العرب واليهود لا يصلح أن يكون قائدا لمعسكر اليسار!

رونق ناطور مدير مشارك في جمعية "سيكوي" قالت لـ"بكرا" في هذا السياق: يتسحاك هرتسوغ، مرة أخرى يقرر أن ينافس اليمين المتطرف بالعنصرية واقصاء المواطنين العرب وهو بذلك يكرس مكانته الدونية كتقليد بشع لليمين بدلا من أن يفرض نفسه كبديل حقيقي.

وأضافت: إن السياسي الذي يتحدث عن المفاضلة ما بين مصالح العرب واليهود لا يصلح أن يكون قائدا لمعسكر اليسار أو حتى المركز، فالمطلوب ممن يريد أن يكون في هذا المنصب هو أن يدرك ويقتنع حتى النخاع بأنه لا توجد مصالح حقيقية لشعب هنا على حساب الآخر، إنما هي في نهاية المطاف مصالح مشتركة بالضرورة!

وقالت: هرتسوغ يعلم جيدا ما أثبتته التجارب التاريخية بأنه لا يمكن اسقاط اليمين المتطرف دون الوزن النوعي والكمي للمواطنين العرب كما أنه يعلم جيدا بان المواطنين العرب لن يسمحوا له ولحزبه بلدغهم من نفس الجحر المرة تلو المرة ولن يكونوا يمدوا أيديهم للتقليد الممسوخ عن اليمين ومن هنا نجد بأنه بدأ يبحث عن أصوات له في ملعب اليمين موليا ظهره للشرائح الواسعة حتى من المجتمع الاسرائيلي نفسه، المتعطشة لبديل حقيقي.

المحامي رضا جابر: السؤال ما نقول نحن؟ وبالاصح، ما نفعل نحن؟

وقال المحامي رضا جابر لـ "بكرا" مختتمًا: لست مصدوما من تصريح هرتسوغ فالمركز في اسرائيل لا يسوغ موقفة من حل الدولتين او حقوق المواطنين العرب في اسرائيل، بمسوغات قيمية ديمقراطية وحياة مشتركة مبنية عليها، بل غالبية هذة المسوغات هي تتعلق بمصلحة الدولة. مصلحة الدولة أقل عدد من العرب على اكبر مساحة أرض ولذلك حل الدولتين. مصلحة الدولة صورتها الليبرالية أمام العالم ولذلك قشور المساواة للعرب. لذلك لا عمود فقري قيمي لهرتسوغ وغالبية حزبة فلا مانع للتذبذب حسب موجة التيار . السؤال ما نقول نحن؟ وبالاصح، ما نفعل نحن؟ نجهز ونبني مجتمعنا أم نطفو على سطح كل تصريح للسياسيين في اسرائيل ونغرق انفسنا بتحليلها والعتب على انحدارها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com