في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، في مجالات الحياة المختلفة منها السياسية الاقتصادية والاجتماعية، وفي ظل سياسة التمييز والتهميش الممنهجة التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية تجاه الأقلية العربية الأصلانية، أضف إلى ذلك العنصرية المتفشية سواءً على المستوى الجماهيريّ أو المؤسساتي أو حتى التشريعي، الذي عمل في السنوات الأخيرة على قوننة عددًا من القوانين التي تؤكد أنّ إسرائيل ماضية في تثبيت نظام الأبرتهايد، ووسط صمت وسكون الرأي العام المحلي والعالمي، وحتى الذي يدعي اليسارية، والتفكير بضرورة تعزيز قوتنا في البرلمان علمًا أن أعضاء المشتركة ناشطون لكن على ما يبدو فأن هذا النشاط غير كافٍ، دعا اكاديميون الى تشكيلِ حزب اكاديمي جديد يضم اكاديميين عرب يعملون على "أخذ زمام الأمور وقيادة الجماهير العربية الى بر الأمان عبر استحداث آليات وطرق نضال جديدة وخلاقة من شأنها ان تعزز من قوة المجتمع سياسيًا وتغيرها نحو الأفضل، بعيدًا عن الإنشغال بالانقسام الحزبي"- كما جاء على لسان أحد المبادرين.
واشار المؤسسون إلى أنّ "تشكيل الحزب يهدف فقط إلى خدمة الجماهير العربية والارتقاء بالمجتمع العربي نحو الأفضل، الى جانب التركيز على مناحي معينة غابت عن خاطر السياسيين التقليديين، بشكل موضوعي وعقلاني ويعتمد المهنية، وبالتالي التأثير إيجابيًا على النمو الاقتصادي وتحصيل حقوق الأقلية العربية".
اسعد غانم: اين الوفاق؟ لماذا لا يدعون لبناء برنامج عمل حقيقي يتعامل مع احتياجات المجتمع العربي؟
عن هذه المقترح عقب بروفيسور اسعد غانم قائلا: اقلت سابقا بانه كان يجب التفكير بضم قطاعات مختلفة غير حزبية الى القائمة المشتركة التي شكلت قُبيل الانتخابات وضمت أحزاب سياسية منها من ليس لها أي شرعية في الشارع، وبذلك تكون القائمة فعلا ممثلة للجماهير العربية جغرافيًا وجندريًا.
وتابع: للأسف القائمة المشتركة هي عبارة عن تكتل بسبب رفع نسبة الحسم، هو ائتلاف بين الأحزاب وليست ممثلة للجماهير العربية كما يجب ان تكون، وانا شخصيا أرى في الظروف الحالية ان الأحزاب السياسية لا تعمل مع بعضها بشكل حقيقي ودائما هناك خلافات، حيث ان قيادات القائمة المشتركة تستعين بالجماهير العربية فقط يوم الانتخابات، وللأسف بدل ان يطوروا العمل والتواصل مع الناس عبر اشراك قطاعات مختلفة من شعبنا وليس فقط الاكاديميين، فان الحرب بين الأحزاب تتواصل.
واختتم قائلا ومهاجمًا مجموعة الاكاديميين التي ظهرت قبل الانتخابات تحت اسم "لجنة الوفاق" وعملت على التوفيق بين أعضاء المشتركة وسهلت تشكيل القائمة: السؤال هنا اين هؤلاء الاكاديميين الذين عملوا على توفيق وتشكيل القائمة المشتركة، لماذا لا نسمع صوتهم اليوم في ظل الانقسام والخلاف الحاصل، لماذا لا يدعون لبناء برنامج عمل حقيقي يتعامل مع احتياجات المجتمع العربي.
امجد شبيطة: التحصيل الجامعي ليس فكرا يتم الاجتماع حوله أو نهج عمل
الناشط الاكاديمي والسياسي امجد شبيطة قال في هذا السياق: بالنسبة للأكاديميين فأنا لا أوافق على فكرة أن تكون لهم أحزاب خاصة بهم فهنالك الأكاديمي الاشتراكي والرأسمالي والأممي والطائفي والوطني والخائن، لذا التحصيل الجامعي ليس فكرًا يتم الاجتماع حوله أو نهج عمل، بالمقابل نعم يجب ان نفكر بايجاد او استحداث أطر قادرة على استنهاض الأكاديميين وجعلهم يساهمون أكثر في حياة مجتمعنا وشعبنا.
علي حيدر: نحن بحاجة الى أحزاب ذات رؤى جديدة وشخصيات جديدة وطروحات وأفكار واليات مختلفة..
بدوره، عقب المحامي علي حيدر على إمكانية تشكيل حزب اكاديمي يضم اكاديميين ذات أفكار جديدة، حيث طرح هذا الموضوع قبل فترة من الزمن وقال لـ "بكرا": اعتقد انه من الضروري تنشيط الحراك السياسي في الداخل الفلسطيني وهناك متسع لاحزاب وحركات واطر جديدة يمكن ان تعمل في مستويات مختلفة سواء على المستوى المجتمعي المحلي والتعاطي مع كل القضايا الملحة والصعبة والقاسية التي يواجهها مجتمعنا العربي وهناك أيضا مكان لاحزاب وحراكات تستطيع ان تخوض الانتخابات في البرلمان، ولكن يجب ن تكون هذه الأحزاب ذات رؤى جديدة وشخصيات جديدة وطروحات وأفكار واليات مختلفة ومبدعة، لانه لا مكان لمن يريد فقط ان يكرر النظم الحزبية القائمة او يقلدها او من يريد فقط ان يحقق مصلحة شخصية او جماعية، ولكن كان هناك قرار وهناك حاجة وخصوصا ان الكثير من الأحزاب السياسية والحركات قد فقدت علاقتها الوطيدة مع المنتسبين لها وناخبيها وهناك العديد من الأحزاب التي لا تفعل فروعها او مؤسساتها الا بصورة شكلية او في فترات معينة من السنة او ما قبل الانتخابات وهناك العديد من الأحزاب التي لا تصدر صحفها او منشوراتها ولا تحتلن مواقع الانترنت التي تديرها، ولذلك من الضروري أيضا ان تفعل الأحزاب القائمة ذاتها وان تضم الى داخلها طاقات ودماء جديدة من اجل احياء وتنشيط الحراك السياسي الذي بامكانه تحصيل نتائج عملية ملموسة من جهة وتحافظ على الهوية الوطنية من جهة أخرى، وليس من الضروري ان يكون الحزب هو حزب اكاديميين لان مجتمعنا مركب من انتماءات مختلفة من الضروري ان يأخذ الاكاديميين العرب دورًا فاعلا ي الحياة السياسية وان يبادروا الى نشاطات من خلال الأحزاب القائمة او اطر أخرى.
رنا زهر: كل حزب يجب ان يكون متنوعا من ناحية مركباته اذا ما كان جندريا او طائفيا او او اكاديميا او غيرها ، وليس مكونا من شريحة واحدة فقط
الناشطة السياسية، وعضو بلدية الناصرة، د. رنا زهر عقبت قائلة لـ"بكرا": بالنسبة لاقامة حزب للاكاديميين، برأيي لا حاجة لذلك. الاكاديميون هم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا وعليهم الانخراط داخل اطر مجتمعنا المختلفة بشكل طبيعي والا يتقوقعوا داخل حزب واحد. وهم بطبيعة الحال موجودين بكل الاحزاب والاطر السياسية والاجتماعية تقريبا ويعملون جنبا الى جنب مع باقي شرائح مجتمعنا. المشهد الصحي، برأيي، كل حزب يجب ان يكون متنوعا من ناحية مركباته اذا ما كان جندريا او طائفيا او او اكاديميا او غيرها ، وليس مكونا من شريحة واحدة فقط.
خالد أبو عصبة: الاكاديميين لديهم طرح اكثر موضوعي وعقلاني ويعتمد المهنية
ومختتمًا، قال د. خالد أبو عصبة لـ "بكرا" قائلا: حق الاكاديمي ان يشارك في العمل السياسي، وكل من يرى بنفسه انه يريد ان يدخل المعترك السياسي له الحق في ذلك، والاكاديميين لديهم طرح اكثر موضوعي وعقلاني ويعتمد المهنية.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق