شيع العشرات من أهالي الناصرة اليوم جثمان رئيسة مدرسة راهبات المار يوسف الأخت (السير) مريم دهبر وذلك عن عمر يناهز الـ (83) عامًا، متممة واجباتها الدينية والإنسانية، ومجسدة معنى العطاء ومحبة الله والإنسان.

وقد اقيمت مراسم القداس الإلهي الجنائزي ظهر اليوم الجمعة 15.04.2016، حيث سجى جثمانها الطاهر في كنيسة بازيليك البشارة للاتين في تمام الساعة الثانية عشر حتى الساعة الثانية عصراٌ، وبعد القداس انطلق الموكب الجنائزي بالسيارات من كنيسة البشارة إلى مدرسة راهبات مار يوسف وقد حمل جثمان الفقيدة على الأكف داخل حرم المدرسة، وبعدها انطلق الموكب نحو مقبرة مستشفى العائلة المقدسة - (النمساوي) حيث ووري الجثمان الثرى.

عن السير مريم دهبر
ولدت الأخت مريم في بلدة يبرود، قضاء دمشق في سوريّا يوم 3.4.1933. ووصلت إلى البلاد عام 1947 لتسكن دير الراهبات استعدادًا لرسامتها راهبة في خدمة الرب.

عام 1954 انتقلت إلى مدينة الرملة وشغلت منصب مديرة مدرسة راهبات مار يوسف الابتدائيّة هناك لغاية
عام 1970 انتقلت إلى مدينة يافا وشغلت منصب مديرة مدرسة راهبات مار يوسف مدّة ستّ سنوات ومسؤولة في المدرسة الداخليّة مدّة أربع سنوات لغاية عام 1980.

عام 1980 وصلت إلى الناصرة لقضاء سنة استراحة من الشؤون الإداريّة، تخصّصها للدراسة، فانتسبت إلى دورة في جامعة حيفا لمدّة عام.

لكنّ حبّها لمدينة الناصرة وأهلها شدّها إلى البقاء في مدينة البشارة، فاستلمت إدارة المدرسة الابتدائيّة الواقعة في بيت الراهبات الأصليّ في منطقة السوق قرب كنيسة البشارة للاتين وذلك في الفترة الواقعة بين 1989-1981، لتنتقل بعدها إلى إدارة المدرسة الثانويّة في حيّ النمساوي، لكنّها استمرّت في إشغال منصب مديرة المدرسة الابتدائيّة أيضًا، على الرغم من وقوع المدرستين في موقعين مختلفين، ولم يكن هذا بالأمر السهل، إلّا أنّها استطاعت، بإصرارها وقدراتها، النجاح بإدارة المدرستين، وذلك في الفترة الواقعة بين 1991-1989.

شغلت منذ العام 1991 حتّى أواسط التسعينيّات منصب مديرة المدرسة الثانويّة، لتُشغل بعد ذلك، ولغاية آخر يوم في حياتها المليئة بالعطاء، منصب الرئيسة العامّة لمدرسة مار يوسف في الناصرة، بمراحلها المختلفة.

ومن أبرز إنجازات الأخت مريم ، الإنجاز العمرانيّ- التربويّ:
عملت، بشكل جبّار، على نقل المدرسة الابتدائيّة من السوق القديمة إلى موقعها الحالي، فقامت بتشييد مدرسة ابتدائيّة جديدة، كما وقامت ببناء قسم خاصّ بالحضانة، وفق أحدث المواصفات العصريّة والتربويّة.

بنت جناحًا خاصًا بالقسم الثانويّ، وشيّدت مختبرات حديثة مجهّزة بآخر ما توصّل إليه العلم من تقنيّات وتحديثات، ليتكلّل إنجازها العمرانيّ بالقاعة الضخمة الجديدة وما رافقها من مرافق وغرف تدريسيّة في القسم الحديث من المدرسة.

كانت الأخت الفاضلة تعدّ لمشروع عمرانيّ جديد لكنها فارقتنا قبل البدء به حسب مشيئة العناية الإلهيّة.
لكلّ من عرفها قصص وأخبار كثيرة تؤكّد تفرّدها وتميّزها لا سيّما في ما يخصّ النواحي الإنسانيّة التي عكست حبّها للّه وكلّ من خلقهم من بشر، وما خلقه من مخلوقات وطبيعة، فإلى جانب عطائها للإنسان، قد كانت تحبّ الأرض وترى صورته في جمال أشجارها ونباتاتها، لهذا دأبت على زراعة حدائق جميلة زاهية حيثما أمكن ذلك.

وفي المجال الإنسانيّ- الاجتماعيّ، ومن القصص التي ترويها الراهبات عنها، أنّ الناس لقّبوها بـ "أمّ الفقراء"، لأنّها كانت تحرص على مدّ يد العون لهم، رحمك الله أيّتها الأخت- مريم وأسكنك فسيح جنّاته.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com