ينتظر عشاق أتلتيكو مدريد الإسباني موعد قرعة نصف نهائي دوري الأبطال لكرة القدم اليوم الجمعة بمقر الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا) بمدينة نيون السويسرية، حيث سيكون فريقهم أمام سيناريوهين منتظرين لا ثالث لهما، وهما الوقوع أمام أحد فريقي ريال مدريد أو بايرن ميونخ وبالتالي سيكون أمامه فرصة للانتقام من الناديين اللذين حرماه من الظفر باللقب.
أما السيناريو الثاني فهو الوقوع أمام الفريق الرابع في المربع الذهبي وهو مانشستر سيتي الإنجليزي وبالتالي انتظار مواجهة لن تقل إثارة أمام مهاجمه الأسبق وأحد أبرز نجوم الستيزنس، الأرجنتيني سرخيو أجويرو.

وبعدما استطاع “الروخيبلانكوس” تخطي عقبة مواطنه برشلونة أمس الأربعاء بالتخصص في الدور ربع النهائي بهزيمته بثنائية نظيفة، في مباراة تفوق فيها رجال الأرجنتيني دييجو سيميوني على أنفسهم، ينتظر الفريق المدريدي منافسه الذي ستسفر عنه القرعة من أجل تجهيز أسلحته لبلوغ الدور النهائي الثالث في تاريخه.

وبالعودة قليلا بالزمن إلى موسم (1973-74) كان الفريق المدريدي على أبواب المجد الأوروبي عندما بلغ نهائي البطولة الأعرق في القارة العجوز للمرة الأولى في تاريخه أمام بايرن ميونخ على ملعب “هيسل” بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
15 مايو/أيار عام 1974 ، هو ذاك اليوم الذي يحمل في طياته ذكرى سيئة لكل من ينتمي لمنظومة “الروخيبلانكوس” من لاعبين وجماهير، حيث كان الفريق على بعد أمتار قليلة من معانقة المجد.

وبعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي بدون أهداف، بدأت الجماهير المدريدية في حلم ملامسه الكأس ذات الأذنين بعدما تقدم لهم أسطورة النادي الراحل كلاعب ومدرب، لويس أراجونيس، في الدقيقة 114 من تسديدة رائعة إثر ركلة حرة.
ولكن بدأ هذا الحلم في التبخر رويدا رويدا عندما عادل الفريق الألماني النتيجة بتسديدة بعيدة المدى من هانز جورج شوارزينبيك عندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة ليلجأ الفريق لمباراة الإعادة.

أقيمت مباراة الإعادة على ذات الملعب بعدها بثلاثة أيام واكتسح حينها الفريق البافاري نظيره المدريدي برباعية نظيفة تناوب على إحرازها كل من أولي هونيس وجيرد مولر.
وعاد التاريخ ليكرر نفسه ولكن بسيناريو آخر أكثر قسوة، في موسم (2013-2014) عندما بلغ أتلتيكو نهائي البطولة في مواجهة إسبانية خالصة حيث واجه قطب العاصمة الآخر الريال على ملعب “النور” بالعاصمة البرتغالية لشبونة.

ووجد الأتلتي نفسه متقدما في النتيجة منذ الشوط الأول عبر مدافعه دييجو جودين، ويظل الفريق متماسكا ومحافظا على تقدمه لتمر الدقائق ويزداد معها حلم الجماهير برفع الكأس، حتى استفاق الجميع على كابوس أعاد لهم ذكريات نهائي 74 ، عندما عادلت رأسية قائد الميرينجي، سرخيو راموس، النتيجة في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، لتمتد المباراة لشوطين إضافيين.
ونال هذا الهدف كثيرا من معنويات لاعبي “الروخيبلانكوس” في الوقت الذي ازدادت فيه ثقة منافسهم الملكي، وهو ما وضح جليا خلال الثلاثين دقيقة الباقية عندما أحرز لاعبو الفريق ثلاثة أهداف لتنتهي المباراة بفوز الريال بلقب العاشرة التاريخية.

بينما يبقى مانشستر سيتي هو السيناريو الأخير أمام أتلتيكو، حيث ستمثل هذه المواجهة حدثا خاصا للمهاجم الأرجنتيني سرخيو أجويرو الذي سيعود إلى الملعب الذي كان شاهدا على بداية تألقه في ملاعب القارة العجوز “فيسنتي كالديرون”.
وستكون المواجهة المنتظرة ليست فقط داخل الملعب بل أيضا خارجه حيث أن الجماهير تنتظر رؤية النجم الأرجنتيني الذي طالما أسعدها بهز شباك المنافسين، حيث أحرز 101 هدف خلال 232 مباراة رسمية، بالإضافة إلى قيادة الكتيبة المدريدية لمنصات التتويج برفع لقبي دوري أوروبا وكأس السوبر الأوروبي في الفترة ما بين 2006 وحتى 2010 قبل أن يعلن رغبته في الرحيل.

وتسبب هذا القرار في حزن بالغ لجماهير الأتلتي التي كانت تعتبر مهاجم التانجو نجمها الأول في ذاك التوقيت.
وأيا كانت هوية المنافس في المربع الذهبي، فإن أتلتيكو مدريد سيسعى بكل تأكيد أن تكون المرة الثالثة له في هذه المرحلة النهائية من عمر البطولة هي بمثابة نهاية الفأل السيئ وبداية لحقبة جديدة في تاريخ الفريق.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com