على الرغم من تصويتها على بند "إخراج شرطة المدينة من الناصرة" بالرفض، الأمر الذي أدى إلى هجوم عليها، قامت جبهة الناصرة اليوم بتعميم بيانًا على وسائل الإعلام شنت من خلاله "الحرب" على "شباب التغيير، المصوت مع بند الإخراج، متهمًا اياهم بالتهجم الكلامي على الجبهة.

وقال البيان: شنت مجموعة "شباب التغيير" هجوما أرعن حاقدا مسموما على جبهة الناصرة، سعيا منها للتمسك بورقة توت مهترئة، تستر بها عورة دعمهم الأعمى لعلي سلام رئيسا للبلدية. فخرجت تخادع المدينة بأنها حققت "مكسبا" بحل "شرطة المدينة"، التي نؤكد أنها تحولت في العامين الأخيرين بالذات، الى ذراع ضارب بأيدي سلاّم ذاته. وتجاهلت هذه المجموعة عن قصد، قضايا أساسية ومركزية تضمنتها ميزانية البؤس التي تعرضها إدارة سلاّم، كما أن "المجموعة" تتغاضى عن الكثير من القضايا السياسية، مثل التواطؤ مع "الكيرن كييمت"، لتشن حرب "فشوش" على جبهة الناصرة الديمقراطية، سترتد عليها لا محالة.

شباب التغيير داعم لشرطة المدينة

وقال البيان: تزعم مجموعة شباب التغيير بأنها استصدرت قرارا في المجلس البلدي لحل "شرطة المدينة"، كشرط من ناحيتها للتصويت الى جانب ميزانية البلدية، متجاهلة مخاطر كثيرة في الميزانية، ومتعامية مع سبق الاصرار والترصد عن نهج علي سلاّم في ادارته البلدية، بموازاة مواقفه السياسية، وتغييب البلدية عن المشهد الوطني لجماهيرنا العربية.

وقال البيان: كانت كتلة جبهة الناصرة في البلدية، قد أصدرت بيانا شرحت فيه سبب رفضها للمشاركة في النقاش والتصويت على ما أسماها علي سلاّم ذاته "الصفقة" المبرمة مع "شباب التغيير" لغرض تمرير الميزانية. بمعنى أن الأمر ليس مبدئيا، ومسألة تطبيق القرار في "عهد" علي سلاّم، يصبح موضع شك، وشكا كبيرا، وهذا ما يعيه "شباب التغيير" ولكنهم يتعامون، لأنهم يتوهمون بأن ذاكرة الناس قصيرة.

الجبهة تعترف أن شرطة المدينة مشروع لمعاقبة الناس 

وأضاف البيان: تؤكد الجبهة أن موضوع "شرطة المدينة" يستحق البحث المعمق، خاصة بعد أن تحوّلت "شرطة المدينة" من مشروع للأمن والامان الى مشروع لمعاقبة الناس، وخصوصا مخالفات السير في الاحياء. وطالبت الجبهة بعقد جلسة خاصة لمناقشته بكل جوانبه الايجابية والسلبية. وقالت الجبهة "لدينا الكثير من الملاحظات حول أداء عمل "شرطة المدينة" في الآونة الاخيرة، إذ أصبحت اداة بيد رئيس البلدية لمعاقبة الجمهور، وليس لحمايته".

وتسائل البيان: نحن نسأل "شباب التغيير"، طالما أن موقفكم مبدئي كما تدعون من "شرطة المدينة"، فلماذا دعمتم وأيدتم ميزانية البلدية في العام الماضي؟ أليس كان هذا أيضا دعما لشرطة المدينة؟ أما أن اغراء منصب ما لمندوبكم في المجلس البلدي، في حينه، يستحق دعمكم "لشرطة المدينة". لقد كان واضحا للجميع، أنكم قبلتم على أنفسكم أن تكونوا أداة تسلية بيد علي سلام، أداة مطواعة، منصاعة لإملاءاته. ألم يكن من واجبكم تجاه ناخبيكم على الأقل، أن تشرحوا لهم ما هو مصير اتفاقية الائتلاف التي لوحتم بها في العام الماضي، وطارت بسرعة في مهب الريح، بعد أن حصل منكم علي سلاّم على دعمكم للميزانية؟ ألم تدعوا في حينه أنكم حققتم للبلدة القديمة مشاريع لم نر منها شيئا الى اليوم؟وطالما أنكم ضد "شرطة المدينة"، وضد الخدمة المدينة، فما رأيكم بعضو المجلس الاستشاري الحكومي للخدمة المدينة، الذي يجلس في مكتب علي سلاّم، وتلتقون معه في دعم سلاّم.

بوصلتكم حقدكم

وقال البيان: نذكر أداءكم جيدا في الشارع النصراوي، خلال الدورة السابقة بقيادة جبهة الناصرة، التي علّقتم عليها كل موبقات سياسة التمييز العنصري الحكومية، فجعلتم من البلدية المسؤولة الأولى عن العنف في المدينة، كي يكون هذا باب تحريض، بينما اليوم لا نسمعكم تنبسون ببنت شفة ضد الادارة الحالية، رغم استفحال الجريمة على أنواعها، وأجواء العربدة والخاوة في المدينة.

وأضاف: تقولون إنكم ضد وجود الشرطة في المدينة، فلماذا كنتم في ما مضى تتظاهرون أمام مقر الشرطة (المسكوبية)، كرد على العنف، فماذا كانت مطالبكم من الشرطة؟ وكيف تطالبون الشرطة بفعل شيء في المدينة وأنتم ترفضون وجودها؟ نذكركم ببياناتكم التحريضية وبتظاهراتكم الكثيرة في الدورة السابقة، لدى زيارة أي مسؤول حكومي للمدينة والبلدية، فلماذا توقف نهجكم هذا في ظل الادارة الحالية؟، هل لتثبتوا مجددا، أنكم لا أقل من أداة للتسلية، أداة مطواعة بيد علي سلاّم.

هيا بنا نلعب 

وقال البيان: تدار بلدية الناصرة في العامين الأخيرين، بيد شخص واحد، تحركه الأحقاد، ويتسلى بالكتل البلدية الصغيرة، فيجذبها قبل ليلة من جلسة التصويت على الميزانية، وليتجاهلها في اليوم التالي. فهذا ما حصل في العامين الماضيين، وهذا ما يحصل في هذه الأيام. بلدية تدار على الأحقاد والمكاسب الشخصية والذاتية، والبلد تغرق في فوضى عارمة.

وأضاف: لقد قلنا منذ اليوم الأول، وهذا ما نطبقه على ارض الواقع، أننا معارضة مسؤولة هدفها مصلحة البلد، وموقفنا من ميزانية البلدية، واضح كليا، ونحن لسنا على استعداد لبث الأوهام والتلاعب بعواطف الناس، من أجل مكاسب سياسية هشّة وتافهة. وجبهة الناصرة تتخذ مواقفها بعد أبحاث معمقة، من منطلق المسؤولية تجاه البلد، وتجاه جماهيرنا العربية الراسخة في وطنها، فالسياسة يا "شباب التغيير"، لا يمكن أن تكون على نمط "هيّا بنا نلعب"، ولا يمكن أن تكون "لعبة كراسي"، ومن لا يستطيع أن يكون مستقلا بقراراته، ويقبل بأن يكون تابعا، فلا يحق له خوض السياسة بكل جوانبها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com