في اعقاب الزيارة التي قام بها الملد السعودي سلمان بن عبد العزيز لتركيا توجه "بكرا" الى وديع أبو نصار خبير العلاقات الدولية للحديث حول الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، لا سيما تلك المتعلقة بالعربية السعودية، وزيارة الملك السعودي الى تركيا والمصر واهداف الزيارة ونتائجها وتأثيراتها وتبعياتها المستقبلية، حيث قال أبو نصار لـ"بكرا": الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز زار مصر لمدة خمسة أيام واعقبها بزيارة الى تركيا، وليس هناك شك اننا نتحدث عن رغبة لدى الملك السعودي بالتوسط لمصالحة مصر وتركيا حيث ان العلاقة بين البلدين توترت بالأساس بعد الإطاحة بمحمد مرسي، من قبل قائد الجيش وقتها عام 2013 علد الفتاح السيسي، ومنذ ذلك الحين توترت العلاقات بين البلدين لان مرسي المحسوب على جماعة الاخوان المسلمين كان بعلاقة طيبة مع رجب طيب اردوغان المحسوب أيضا على التيار الإسلامي في تركيا، ومنذ الـ 2013 وحتى اليوم العلاقة توترت جدا حتى على المستوى الشخصي بين الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي وبين الرئيس التركي اردوغان.

قلق من الحليف الأمريكي وخلق محور مشترك خوفا من ايران..

وتابع: الهدف من إعادة هذه العلاقات مركب بالأساس من امرين رئيسيين، الأول ان السعوديين يعتقدون ان هناك حاجة لخلق محور ما يسمى بدول الاعتدال ذات الأغلبية السنية والسعوديين يروا ان محور من هذا القبيل لا يكتمل الا بوجود مصر وتركيا معا، لا يمكن ان يكتمل بمصر لوحدها او بتركيا لوحدها، حيث ان هناك رغبة لدى السعوديين ان يقوموا بامر ما خاصة وانهم يتخوفون من تعاظم مكانة ايران في المنطقة.

وأضاف: اما الامر الاخر فكما يبدو سواء السعوديين او الاتراك او المصريين هم نوعا ما قلقين من ما يمكن ان يفسر بعدم ولاء امريكي لحلفائهم في المنطقة، حيث ان هؤلاء الثلاية دول مصر السعودية وتركيا يعتبرون حلفاء لامريكا في المنطقة وهناك نوع من خيبة الامل من الإدارة الامريكية لا سيما من إدارة أوباما، وهو ليس سرا، وكما يبدو هناك رغبة لدى السعوديين لتنسيق المواقف مع الاتراك والمصريين، خاصة في كيفية التعامل مع الامريكان من جهة وتعاظم التدخل الروسي في المنطقة من جهة أخرى..

الفجوة ما زالت كبيرة وعلى رأسها الخلاف الشخصي بين اردوغان رئيس تركيا والسيسي رئيس مصر

وعن مقدار نجاح السعي السعودي في لم شمل البلدين من جديد قال: وفق بعض المعلومات التي تشير ان زيارة الملك السعودي لم تأت من فراغ بل أتت بعد جهود كبيرة جدا بذلت من وراء الكواليس من قبل مسؤولين سعوديين كبار خاصة امنيين من اجل تقريب وجهات النظر بين مصر وتركيا، وهناك من يعتقد وانا اميل لهذا الاعتقاد، ان هذه الزيارة لن تحدث بالضرورة اختراق فوري بل ستتواصل الجهود لان الفجوة لا تزال كبيرة نوعا ما بين مصر وتركيا في الكثير من القضايا، مثلا في الموضوع السوري الاتراك لا يزالوا يصرون على ضرورة رحيل الأسد في حين ان المصريين يأخذون موقف محايد اكثر حيث انهم ليسوا مع الأسد وليسوا ضده، وفي القضية الفلسطينية هناك اختلاف في وجهات النظر حيث ان الاتراك اقرب الى حماس بينما مصر اقرب الى فتح ، فبالتالي صحيح ان السعوديين يحاولون تقريب وجهات النظر لكن الفجوة ما زالت كبيرة وعلى رأسها الخلاف الشخصي بين اردوغان رئيس تركيا والسيسي رئيس مصر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com