من مدينة غزة وتحت العلم الفلسطيني الواحد وبمشاركة شعبية حاشدة أطلقت المحافظات الجنوبية من الوطن صرخة في وجه الانقسام. فخلال وقفة جماهيرية في ساحة الجندي المجهول وبمبادرة من التجمع الوطني لإنهاء الانقسام وتحت شعار (بدناش) انقسام، وبمشاركة من قطاعات واسعة أهلية وشعبية ومهنية وأكاديمية وعمالية وشبابية ونسائية وطلابية، ورجال أعمال واقتصاديين، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، وبرلمانيين، وممثلين عن العشائر ومخاتير قطاع غزة، وشخصيات مستقلة، وغيرها من مكونات الشعب الفلسطيني، وبمشاركة من شخصيات من المحافظات الشمالية (الضفة الغربية)، وقفوا جميعا ضد الانقسام مطالبين بالعمل الفوري على إنهائه وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.


وخلال هذه الوقفة تم تلاوة بيان من قبل المحامية لجين الزعيم باسم التجمع الوطني لإنهاء الانقسام والفعاليات الأهلية والشعبية في المحافظات الجنوبية جاء فيه: "استكمالا للحراك الهادف إلى إنهاء الانقسام، فإننا من هنا من قطاع غزة بكل مكوناته نقول بأننا متفقون على أهمية وضرورة وحتمية إنهاء الانقسام وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني مؤكدين على أن خطوات إنهاء الانقسام واضحة ومعلومة من خلال اتفاق القاهرة 2011، وتفاهمات الدوحة 2012، وبيان الشاطئ 2014، والمطلوب إرادة سياسية لتنفيذها من قبل حركتي فتح وحماس".

المطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية...

وأكد البيان على أن إنهاء الانقسام لا بد أن يكون أساسه المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وإن إنهائه يتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية، يكون أساس برنامجها التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية، وإعادة توحيد المؤسسات المدنية والعسكرية بين المحافظات الجنوبية والشمالية من الوطن ومركزيتها مدينة القدس، والعمل على إعادة اعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في مدة أقصاها ستة أشهر من تاريخ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وممارسة صلاحياتها، كما أكد البيان أيضا على ضرورة تطبيق إعلان القاهرة للعام 2005، والخاص بمنظمة التحرير الفلسطينية، والدعوة وبشكل فوري لاجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني على أن يضم هذا الاجتماع كل مكونات الشعب الفلسطيني، وإجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، على أساس ما يتم الاتفاق عليه بين مكونات النظام السياسي بحيث تضمن هذه الانتخابات تمثيل عادل للكل الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في الوطن والشتات. وطالب البيان بإعادة تفعيل ومأسسة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتحديد شكل وطبيعة العلاقة بينها وبين السلطة الفلسطينية، والاتفاق على أشكال المقاومة التي تنسجم مع المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وضمن مرجعيات سياسية معلومة ومحددة ومتفق عليها من الجميع، وبناء نظام سياسي قائم على أساس الشراكة التامة، وقبول الآخر المختلف داخل المجتمع الواحد، ملتزم بالحريات الجماعية والفردية، وفق نظام ديمقراطي تعددي، ومركزه مدينة القدس.

وأضاف البيان بأنه لا بديل عن إنهاء الانقسام كممر إجباري لإنهاء الاحتلال، وعلينا جميعا أن ندرك بأنه لا يمكن لأحد أن ينفي الآخر في الساحة الفلسطينية، وعلينا أن توظيف تناقضاتنا الداخلية وتسخيرها لمواجهة الاحتلال، فكلنا شركاء في هذا الوطن، ولم يسجل التاريخ أن شعبا انتصر على عدوه وهو منقسم على نفسه، فكلنا نتحمل مسؤولية وأمانة إنقاذ وتحرير الوطن. كما طالب البيان أن تكون لقاءات الدوحة الأخيرة هي نهاية مطاف الانقسام، وأن تكون مخرجات حواراتها هي تنفيذ بنود ما تم الاتفاق عليه في القاهرة2011، حالا وفورا. وطالب البيان المجتمعون بالقول: عليكم تحمل مسؤولياتكم الوطنية والتاريخية عليكم إنهاء الانقسام، عليكم توحيد الشعب ومكوناته السياسية في هذا الوطن قبل أن نفقده"، لا تعودوا قبل إنهاء الانقسام.

منيب المصري: هذه الفعالية تأتي حلقة في سلسلة فعاليات شعبية سلمية تم تنفيذها في ساحات المسجد الأقصى في القدس

وخلال وقفة إنهاء الانقسام قال منيب المصري بأن هذه الفعالية تأتي حلقة في سلسلة فعاليات شعبية سلمية تم تنفيذها في ساحات المسجد الأقصى في القدس، وفي رام الله، ونابلس، وطولكرم، والخليل، والآن في غزة هاشم، ولدينا في التجمع الوطني لإنهاء الانقسام برنامج كامل من الفعاليات الجماهيرية السلمية الهادفة إلى طي هذه الصفحة السوداء من تاريخ الشعب الفلسطيني. مؤكدا أن الطريق إلى دحر الاحتلال وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة والدولة تبدأ بإنهاء الانقسام والشروع الفوري بترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، والاتفاق على برنامج سياسي يضم كل مكونات الشعب الفلسطيني. مشيرا إلى أن الاحتلال هو المستفيد من الانقسام من خلال التسريع في تنفيذ خططه المبرمجة والهادفة إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتهجيره قسراً، والقضاء على حقوقه المشروعة، فالاحتلال يريد أن ينهي إمكانية قيام دولة فلسطينية على الأرض المحتلة عام 1967، وهدفه الآن هو اسرلة وتهويد وتزييف التاريخ وتشويه المكان وإقصاء الإنسان، والسيطرة الكاملة على الأرض وتهجير للسكان بطريقة ممنهجة سواء من مدينة القدس أو من باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدا أن ترتيب البيت الفلسطيني هو ركيزة رئيسية في ومواجهة سياسات الاحتلال ودحره وتحصيل الحقوق الفلسطينية.
من جانب آخر وخلال التقدمة للوقفة الجماهيرية قال المستشار شرحبيل الزعيم مرحبا بالمشاركين قائلا وَأَنْتُمْ تَجْتَمِعُونَ هُنَا الْيَوْمُ رَفْضًا لِاسْتِمْرَارِ الِانْقِسَامِ الْبَغِيض واِسْتِكْمَالًا لِلْجُهُودِ الَّتِي بُذَلَتْ وَلَا زَالَتْ وَسِيَرًا عَلَى خُطَى الْخَيْرِيِّينَ مِنْ أَبْنَاءِ هَذَا الشَّعْبِ الصَّابِرِ الْمُنَاضِلِ الرَّافِضِينَ لِلِانْقِسَامِ وَاقْتِدَاءِ بِمَنْ كَانَ لَهُمْ شَرَفَ السَّبْقِ فِي هَذَا الْمِضْمَارِ وَهُمْ كُثُرُ نَعْلَمُ بَعْضُهُمْ وَنَجْهَلُ الْكَثِيرَ.

وَتَأْكِيدًا لِلتَّوْصِيَاتِ الَّتِي صَدَرَتْ عَنْ الْعَدِيدِ مِنْ الْفَعَّالِيَّاتِ وَالْمُؤْتَمَرَاتِ الكَثِيرَةٌ. ونَحْنُ هُنَا الْيَوْمُ اسْتِكْمَالًا لِوَقَفَاتٍ مُمَاثِلَةٍ قام التجمع الوطني لانهاء الانقسام فِي رَامِ اللَّهِ وَالْقُدْسِ الشَّرِيفِ فِي بَاحَاتِ الْأَقْصَى الْمُبَارَكِ وَفِي نَابُلُسَ وَفِي طُولْكَرْمَ والْخَلِيلِ وَالْيَوْمِ فِي غَزَّةَ لِنَكُونَ حَصَاةَ فِي جَبَلِ إِنْهَاءِ الِانْقِسَامِ. وَنَدْعُو لِتَضافُرِ جَمِيعِ الْجُهُودِ وَتَكَاتُفِهَا وَتَكْثِيفِهَا عَلَّهَا تَنْجَحُ فِي الضَّغْطِ عَلَى صُنَّاعِ الْقَرَارِ لِيَتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذَا الشَّعْبِ وَفِي هَذِهِ الْأَرْضِ. لَا نُرِيدُ سَلَامَ أَيْدِي وَلَا قِبَلَ تِلِفِزْيُونِيَّةِ، نُرِيدُ مُصَالَحَةً حَقِيقِيَّةً يَتْلُوهَا عَمَلٌ جَادٌّ وَصَادِقٌ حَتَّى نُنْقِذَ مَا يُمْكِنُ إِنْقَاذُهُ.

وقال السيد خليل رزق رئيس اتحاد الغرف التجارية الفلسطينية، ورئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة رام الله والبيرة، أن هذه الوقفة تأتي في سياق وحدة الوطن وتكامله، وتعبر عن إرادة جماهيرية كبيرة وصادقة في أهمية وضرورة وحتمية إنهاء الانقسام، مضيفا أنه برفقة عدد من الشخصيات من المحافظات الشمالية موجودون الآن في هذه الفعالية للتأكيد على أن الوطن هو وطن واحد والمصير هو مصير واحد وأن فلسطين تتسع للجميع.

كذلك تحدث أثناء هذه الوقفة الدكتور فيصل أبو شهلا، والدكتور إسماعيل رضوان، والسيد خالد البطش، والأستاذ حسني المغني، والسيد وليد الحصري، حيث أكدوا جميعا على أهمية إنهاء الانقسام، مشددين على أهمية هذا الوقفات الجماهيرية السلمية في تحشيد الرأي العام من اجل ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، مشيدين بما يقوم به رئيس وأعضاء التجمع الوطني لإنهاء الانقسام من اجل وحدة الوطن وتوحيد مؤسساته.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com