اصدرت وزارة السياحة الاسرائيلية مؤخرا كراسا ارشاديا مرفقا بخريطة خاصة عن القدس ومعد خصيصا للسياح الاجانب وقد تم في هذه الخريطة وفي هذا الكراس تجاهل المعالم الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس.

وقال وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني ان الخريطة الاخيرة التي اصدرتها وزارة السياحة الاسرائيلية لم تشر لاي من المعالم او المقدسات الاسلامية او المسيحية معتبرا ذلك يصب في اطار محاولة التغييب النهائي للوجود الفلسطيني في القدس.

الحسيني: اسرائيل تنظر للوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة على انه مؤقت

وقال ان الجانب الاسرائيلي ينظر للوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة على انه مؤقت وسوف يزول عبر المخططات الاسرائيلية الظالمة.

وشدد الوزير الحسيني على ان هذه المخططات لن تنجح بعزيمة وصمود الشعب الفلسطيني.

فيما قال رائد سعادة مدير التجمع السياحي المقدسي ان الصراع من اجل القدس يأخذ اشكال متعددة مؤكدا ان الهوية الاسرائيلية للقدس هي عنوان الصراع. وقال ان الاسرائيليين عمليا بداوا بضم القدس لكافة المستويات الاكاديمية والقانونية والسياحية. مضيفا ان الهوية المقدسية تتحول الى هوية إسرائيلية وكان القدس أصبحت جزء من "القدس الكبري".

رائد سعادة: علينا ان نرد على الخطوة الإسرائيلية بإصدار خرائط تعبر عن وجهة النظر الفلسطينية

وقال علينا ان نرد على الخطوة الإسرائيلية بإصدار خرائط تعبر عن وجهة النظر الفلسطينية والسؤال المطروح ماذا علينا ان نفعل؟ علينا إصدار خرائط تبرز الهوية والبرنامج المقدسي وعناصر التمييز والوجود والتنافس والبقاء على هذه المدينة.

وعبر سعادة عن مخاوفه من المرحلة القادمة في ظل استمرار الحصار على القدس مؤكدا ان الحصار حرمان لتنفيذ مشاريع سياحية في المدينة المقدسة ردا على المشاريع الإسرائيلية.

وقال ان عنوان خطتنا استعادة مركزية السياحة والثقافة في مدينة القدس وهذا يجب ترجمته على اكثر من مستوى وخطتنا تتمحور في اعداد برامج مختلفة وشيقة , مضيفا ان هناك دراسة لتحويل شارع نابلس في قلب المدينة الى مقصد سياحي لان الإسرائيليين نجحوا بترويج فكرة ان قلب المدينة هي شارع يافا(غربي القدس).

عطا الله حنا: هدف الكراس والخريطة المزورة انما هو تضليل الزوار والحجاج

من جانبه استنكر المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس هذه الخطوة الاستفزازية التي تأتي في فترة نستعد فيها لاستقبال اسبوع الالام وعيد القيامة حيث سيصل الى مدينة القدس عشرات الالاف من الزوار والحجاج الاجانب للمشاركة في هذه الاحتفالات الدينية التي ستقام في مدينة القدس .

وقال بأن هدف هذا الكراس وهذه الخريطة المزورة انما هو تضليل الزوار والحجاج الآتين من كافة ارجاء العالم وهنا يأتي دور الكنيسة المحلية وكافة المؤسسات الدينية والوطنية في القدس بهدف ابراز الوجه الحقيقي للمدينة المقدسة ورفض التزوير الاسرائيلي الهادف الى تغيير طابع المدينة المقدسة .

وقال المطران حنا بأن سياسة تزوير التاريخ والوقائع في المدينة المقدسة مستمرة ومتواصلة منذ ان تم احتلال مدينة القدس ولكننا نلحظ في الاونة الاخيرة امعانا في هذه السياسة ومحاولة لتكريس واقع جديد في المدينة المقدسة واستهداف للحضور العربي الفلسطيني الاسلامي المسيحي في مدينة القدس.

واضاف نتمنى من زوار المدينة المقدسة ومن الحجاج الاتين اليها ومن الذين ينظمون هذه الزيارات عدم التعاطي مع هذه المنشورات المشبوهة.

واشار الى ان مدينة القدس هي مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ولا يجوز تشويه صورتها وتاريخها وبعدها الانساني والروحي والتاريخي .ولا يحق لاسرائيل ان تدعي ان القدس يهودية وتنكر اهميتها في المسيحية وفي الاسلام .مؤكدا ان السياسة الاسرائيلية في القدس تهدف الى تحويل الصراع الى صراع ديني .

وتساءل ما قيمة القدس بدون القيامة والاقصى وبدون هذا التراث الانساني والروحي والحضاري؟!.والحجاج المسيحيون الآتون الى القدس في عيد القيامة انما يزورون القدس من اجل الصلاة في كنيسة القيامة والسجود امام القبر المقدس .

انتقادات شديدة من المرشيدن السياحين

ووجه المرشدون السياحيون انتقادات شديدة الى هذه الخارطة، وقال شالوم بوغوسولبسكي، معقبا: "ليس فقط ان وزارة السياحة امتحنتني في معرفة المواقع الاسلامية التي تغيب عن هذه الخارطة، وانما تتوقع مني ايضا ان أروج "التوجه الاعلامي" الاسرائيلي. كيف يمكنني تفسير هذا الأمر؟ نعم سيدي السائح، نحن لم نقرر بعد ما اذا كنا دولة او شطاعطال (بلدة بلغة الايدش)، ولذلك قام موظف ما بإخفاء 1300 عام من التاريخ المقدسي من الخارطة، ووضع مكانها بيوت رفاقه".

وقالت وزارة السياحية الاسرائيلية انها "تقف وراء ما يظهر في الخارطة التي تم اصدارها بالتعاون مع مرشدين سياحيين مع اخذ توصياتهم وخبرتهم في الاعتبار. وهي خارطة مريحة تفصل المواقع الرئيسية للسياح. ومنذ نشرها خدمت بشكل ممتاز وبرضى تام الاف السياح الذين زاروا المكان"! على حد قولها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com