اعرب مدير عام سلطة الخدمة المدنية، سار شالوم جربي خلال زيارته لاحدى المدارس العربية والتي التقى خلالها بلفيف من المواطنين ابناء المنطقة، عن رضاه من الاقبال المتزايد على اداء الخدمة المدنية في المجتمع العربي، حيث وعد بمواكبة منتسبي الخدمة اثناء ادائها وبعد انهائها!
ولا يخفى على احد ان هناك جهات معينة ومؤسسات تعليمية ومدارس عربية "تؤمن" بأن على شبابنا الانخراط في مشروع الخدمة المدنية. حيث بات واضحا في الآونة الأخيرة ان أصواتهم بدأت تعلوا بـ "نشاز" امام طلابنا بهدف دمجهم في هذه السياسة، كما ان هناك مدراء مدارس اعلنوا وبشكل جلي وصريح عن نيتهم في المساهمة بانخراط الطلاب العرب في الخدمة المدنية بإدعاء أنها، اي الخدمة المدنية، تحمل في طياتها بذور الاندماج والمواطنة الصالحة- على حد تعبير هؤلاء!، علمًا أن الحقوق غير مشروطة بالواجبات، وتجربة الشباب العربي الدرزي الذي يفتقد إلى الحقوق، كما بقية الشباب العربي، رغم خدمته في الجيش، تؤكد أن سياسة التهميش والتمييز للعربي ليس لها أي علاقة بالخدمة إنما هي مشروع "تدجيني" بإمتياز.
ويبقى هؤلاء يقودون حملاتهم التي تحمل أفكارًا من شأنها ان ترسخ قواعدًا مزيفة في عقول الطلاب العرب ينشطون دون رقيب أو محاسبة!
محمد حسن كنعان: اناشد عبر منبر "بكرا" كل رجال التربية والتعليم وكل مدراء المدارس العرب بان يحافظوا على مستقبل وطهارة شبابنا وشاباتنا
محمد حسن كنعان رئيس لجنة مناهضة الخدمة المدنية في لجنة المتابعة عقب على الموضوع لـ"بكرا" قائلا: اعتقد انه من العار ان يقوم مدراء مدارس عرب باستقبال هكذا شخصيات، الخدمة المدنية مرفوضة كليا، يحاولون ان يروجوا بان الخدمة المدنية في ازدياد في المجتمع العربي وانا أؤكد ان هذا غير صحيح، رغم المروجين لها الذين يعتبرون منتفعين ومستفيدين ماديا ويحاولون الترويج لها الا ان ذلك لا يعني ان هناك ارتفاع في المجتمع العربي لان الأرقام التي يعطونها غير صحيحة وغير دقيقة.
وتابع كنعان: هذه الظاهرة مقلقة جدا لكننا نعمل على محاربتها بكافة الوسائل والطرق وهناك مناهضين كثيرين للخدمة المدنية والعسكرية في مجتمعنا العربي خاصة في ظل الظروف التي تعيشها الأقلية العربية في الداخل الفلسطيني.
وأضاف قائلا: اناشد عبر منبر "بكرا" كل رجال التربية والتعليم وكل مدراء المدارس العرب، من اجل الحفاظ على مستقبل وطهارة شبابنا وشاباتنا، بان يرفضوا هذا الموضوع كليا بكل اشكاله وان لا يسمحوا لمروجي الخدمة المدنية والعسكرية بدخول مجتمعنا العربي لان هذا الامر يشكل خطرًا كبيرًا على اللحمة والنسيج الاجتماعي لابناء الشعب الواحد، خاصة اننا نواجه سياسة متغطرسة وخنق مالي وعنصري من قبل حكومة إسرائيل وذلك يتطلب منا اليقظة والحذر وان نرفض استقبال مروجي الخدمة المدنية سواء ان كانوا عربا او يهودًا.
واختتم قائلا: نقوم بحملات توعية وهناك جمعيات توعوية كما قمنا في العام الماضي بمؤتمرين ضد الخدمة المدنية ووثيقة شرف وقعت عليها كل الأحزاب العربية في الداخل لمواجهة الخدمة المدنية، كما ان هناك برامج عديدة ستجري بعد تنظيم لجنة المتابعة ولجانها وستكون مسألة الخدمة المدنية ومناهضتها على سلم أولويات لجنة المتابعة.
غالب سيف: الدروز اكثر من خسروا علما انهم يخدمون في الجيش الإسرائيلي!!
وقد علم "بكرا" من مصادر ان السبب في رفع نسبة المنتسبين للخدمة المدنية في المجتمع العربي هو توجه الفتيات الدرزيات للقيام بالخدمة المدنية رغم أنه مرفوض مجتمعيا تنفيذهم للخدمة العسكرية. غالب سيف، رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية المناهضة للخدمة العسكرية قال لـ"بكرا" في هذا السياق: بشكل مبدأي وقبل كل شيء نحن ضد التجند والتجنيد للخدمة المدنية، والاعتبار واضح جدا انه في حال استمرار الصراع بين شعبنا الفلسطيني والمؤسسة الإسرائيلية فانه من غير الطبيعي ان يقوم أي شخص ان يخدم خدمة مدنية او عسكرية، وبالنسبة للفتيات الدرزيات بما يتعلق بالخدمة المدنية فانهن مثلهن مثل سائر الفتيات من مختلف الاطياف في المجتمع العربي، والفتيات اللواتي يتوجهن للخدمة المدنية فانهن يتوجهن بشكل يتنافى مع مشايخنا والأشخاص الغيورين والذين يعلمون جيدا مساوئ الخدمة المدنية علما ان السلطة الإسرائيلية تروج وكأن الخدمة المدنية تعمل على نشر المساواة بين الشعبين وتمنع العنصرية وهذا غير صحيح واكبر دليل على ذلك ان العرب الدروز اجبروا على الخدمة العسكرية منذ عام 1956 ويروجون بنفس الطريقة علما اننا اكثر من خسر ولم نحصل على حقوقنا كما تمت مصادرة أراضينا بنسبة 83%، كما ان قضية التعليم ومستوى التحصيل لدينا اصبح متدني جدا، كما ان نسبة المزارعين لدينا هي 98% ولم نحصل على بديل اقتصادي بعد مصادرتهم لاراضينا وبهذه الطريقة سيطروا علينا وكل هذه الشعارات الفارغة عن الخدمة المدنية او التجنيد تعمل على المساواة فان ذلك غير صحيح.
ونوه قائلا: من ناحية شرعية وقومية ووطنية وإنسانية نحن ضد الخدمة المدنية، وكل هذه الترويجات هي كلام معسول وليس له أي رصيد، وننصح من يتوجهون للخدمة المدنية والعسكرية بانها تجارة خاسرة، موقفنا واضح ونقوله امام الجميع، علما ان هناك اشخاص اراداتهم ضعيفة، كما ان اللجنة المعنية بهذا الموضوع في لجنة المتابعة لا تستشيرنا او تستفيد من خبرتنا وتستثنينا علما اننا منذ عام 72 نناهض التجنيد وكانت نسبة الرافضين عالية جدا وصلت الـ72% ناشطين ضد التجنيد ، ونتأمل من كل الهيئات ان تنشط كما يجب ضد التجنيد في الخدمة المدنية والعسكرية ونحن على استعداد للتعاون لصالح هذا المشروع.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق