قالت مؤسسة القدس الدولية إن الأيام القادمة ستكون خطيرة على المسجد الأقصى المبارك، في ظل الدعوات اليهودية لتقديم "قرابين الفصح" داخل المسجد، بالإضافة إلى التخطيط لاقتحامات جماعية خلال عيد "الفصح" العبري.

وأشارت المؤسسة في قراءة أسبوعية حول تطورات الأحداث والمواقف في القدس المحتلة إلى إعلان "منظمات الهيكل" المزعوم عزمها تقديم "قرابين الفصح" داخل المسجد الأقصى في 22 نيسان/ أبريل الجاري، والتخطيط لاقتحامات جماعية خلال العيد العبري القادم.

واعتبرت هذا الإعلان بأنه يشكل انتهاكًا خطيرًا لقدسية المسجد الأقصى، مشيرة إلى أن 1114 مستوطنًا اقتحموا المسجد خلال مارس الماضي، في حين بلغ عدد المقتحمين خلال الأشهر الثلاث الأولى من عام 2016 إلى نحو 2932 مستوطنًا وطالبًا وجنديًا، وكان بارزًا عودة "يهودا غليك" للمشاركة في الاقتحامات بحراسة أمنية مشددة.

وحسب المؤسسة، فإن استهداف الأقصى المرتقب عبر الاقتحامات يأتي مع استمرار وتنامي الحفريات أسفل المسجد، خصوصًا أسفل الجدار الغربي للأقصى وفي نفق وادي حلوة، وهي حفريات تتم بسرية بالغة.

وأشارت إلى أن هذه الحفريات قد بدأت منذ عشر سنوات، ونشط العمل فيها خلال الأشهر القليلة الماضية، وتنفّذ عبر ما يسمى بـ "سلطة الآثار الإسرائيلية"، وبمبادرة وتمويل من جمعية "إلعاد" الاستيطانية".

الخارطة السياحية 

وذكرت أنه في موازاة الطمس الفعلي للمعالم والمقدسات في القدس، أظهرت الخارطة السياحية التي أصدرتها وزارة السياحة الإسرائيلية موقعًا إسلاميًا فقط، إلى جانب خمسة مواقع مسيحية، فيما احتوت عشرات المواقع اليهودية من بيوت وكُنس ومستوطنات، والعديد منها هي منازل استولى عليها مستوطنون، وقدمت بأنها مواقع سياحية.

وبينت أن التغيير طال المواقع والمناطق العربية عبر تحريف طريقة كتابتها باللغة الإنكليزية، وهذا الكم الهائل من "التزوير" الذي تقدمه الخارطة ليس مستغربًا، كونها صدرت من إحدى سلطات الاحتلال، ولكن حجم هذه المعلومات المغلوطة يظهر إرادة تهويد المدينة وطمس مقدساتها، وعلى رأسها المسجد الأقصى.

وبالنسبة للتهويد الديمغرافي، أشارت المؤسسة إلى استمرار سلطات الاحتلال وأذرعه المختلفة في البناء الاستيطاني في القدس، حيث صادقت لجنة "التخطيط والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال في 30/3، على بناء 18 وحدة استيطانية جديدة بالقرب من بلدة جبل المكبر، بغطاء من شركة "لوئل انفيستمنت" التي تدعمها جمعية "إلعاد".

وفي سياق متصل، تسعى أذرع احتلالية أخرى منها "سلطة أراضي الدولة العبرية" ودائرة التخطيط ووزارة المالية في حكومة الاحتلال، إلى تنفيذ مخطط استيطاني يضم 1435 وحدة استيطانية، ستقام على التلّة المجاورة لمستوطنة "راموت"، وهي آخر التلال الطبيعية في المدينة.

ولفتت مؤسسة القدس إلى أن هذه المشاريع الاستيطانية الهائلة تأتي مع كشف إحدى المجلات العبرية عن مخطط سلطات الاحتلال، لإقامة أكثر من 1800 وحدة سكنية جديدة في أربع مستوطنات شرق القدس، وخصصت بلدية الاحتلال 9 مليون شيكل (نحو 2 مليون دولار أمريكي) للتخطيط لهذا المشروع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com