حذر الشيخ رائد صلاح من وجود حفريات سرية أسفل وفي محيط المسجد الأقصى، وأعرب عن خشيته من انتقال الاحتلال إلى حفريات علنية، وقال إن الاحتلال قد يُعلن عن أهدافه من هذه الحفريات ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض قبة الصخرة في قلب المسجد الأقصى المبارك.

وكان فيلم "تحت الأقصى" قد كشف عن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية في الفترة الأخيرة، من حفرياته أسفل أساسات المسجد الأقصى، بالإضافة الى توسع رقعة الأنفاق في المحيط القريب من المسجد الأقصى وتمددها، في اتجاهات "عُرف أولها وجُهل امتدادها".

وقد تبيّن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في حفريات إضافية – موثقة بصور فوتوغرافية -أجراها أسفل الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى باتجاه الجنوب، مما تسبب بتكشف حجارة عملاقة من حجارة أساسات المسجد الأقصى، وأساسات وحجارة سور القدس التاريخي، وفي كلتا المنطقتين وصلت الحفريات إلى المنطقة الصخرية.

كما نفذّت حفريات إضافية أسفل الجدار الغربي باتجاه الشمال، ووصلت بالتقريب إلى أسفل باب المغاربة وحائط البراق، مما تسبب أيضا بتكشف حجارة عملاقة من حجارة أساسات المسجد الأقصى، وكذلك المنطقة الصخرية. ولم يمكن التعرف على طول هذه الحفريات وإلى أي نقطة وصلت، لأن المنطقة مغلقة ولا يسمح بالدخول، لكن تم توثيق ما رأته العين المجردة بطول نحو خمسين متراً، وما أمكن رؤيته وتقريبه عبر عدسة تقريب لكاميرا فوتوغرافية.

كما تم توثيق "تعمق" في امتداد حفريات تتفرع عن الحفريات أسفل أساسات المسجد الأقصى، غرب النفق المذكور، والذي يتجه طولا غرباً، ويتم الدخول إليه عبر سلم حديدي – إلا أن الدخول اليه ممنوع – وتم توثيق نفق مضاء طوله أكثر من 70 مترا، لا يُعرف مداه أو طوله أو إلى أين وصلت الحفريات في هذا النفق.

هذا وتأتي هذه الحفريات ضمن حفريات نفق وادي حلوة وصولا إلى الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى، وهي المنطقة التي تنفذ فيها حفريات منذ سنوات لكنها تزايدت في الأشهر والاسابيع الأخيرة، ووصلت الى المنطقة الأبعد من أسفل باب المغاربة، وتنفّذ هذه الحفريات عبر ما يسمى بـ "سلطة الآثار الإسرائيلية" وبمبادرة وتمويل من جمعية "إلعاد" الاستيطانية".

سليماني: قد يصلون عبر قناة إلى أسفل الأقصى

وفي هذا السياق وضمن مقابلة له في فيلم " تحت الأقصى" من انتاج شركة "انتاج نت"، علّق عالم الآثار الإسرائيلي "جدعون سليماني" – مركز العمل البحثي الميداني في جمعية "عيمق شفيه" -على الحفريات التي تجري في نفق وادي حلوة وأسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى، قائلا: "من الممكن أنهم يحفرون هناك، وقد يصلون الى نفق أو قناة قديمة، يدخلون من تحت، ويصلون الى أسفل الأقصى".

وتابع: "الأخطار بالتأكيد موجودة، فالحفريات سياسية والآن تنفّذ تحت الأرض، ولا أحد يعرف ماذا يفعلون هناك؟! لا يحدثون أي أحد عنها ولا يظهرون لأي أحد ويفعلون ما يحلو لهم! لذلك الأمر مخيف جداً لأن هذا المكان قديم ومن الممكن أنه خلال حفرياتهم هناك سيصلون إلى نفق أو قناة قديمة، ويدخلون من الأسفل حتى يصلون عبرها الى أسفل الأقصى. لا أحد يعرف ولا أحد يشاهد، كل الأمور تحدث في الأنفاق، لا يفتحونها كلها أمام الجمهور، هم يقولون ويحدثون متى يناسبهم فقط، ويُخرجون المعلومات التي تناسبهم وما الى ذلك".

وختم قائلاً: "كل شيء مخفي ويجري بسرية مطلقة، لذلك مرة أخرى الأمر مخيف جدا ولا تعرف ماذا يحدث. أيضا لا نعرف نواياهم وأهدافهم، هم لا يقولون نبدأ من هنا وننهي هناك، كل الوقت هم يعملون ويعملون ولا يحدّثون متى سينهون وما هم بصدده، وسط غياب مخطط معروف وواضح يمكن الاطلاع عليه او الاعتراض عليه. لذلك الخشية والخوف حقيقي وواقعي خاصة من قبل المسلمين لأنه من خلال هذه الحفريات يمكنهم الدخول والوصول إلى تحت الأقصى، ولا نعرف كيف يمكن أن تنتهي الأمور".

من جانبه قال الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني: "هناك حفريات كثيرة لا تزال سرية للآن، ولا يزال يواصل الاحتلال الإسرائيلي القيام بها حتى الآن. لا أقول ذلك خيالاً بل عندي قرائن كثيرة على ذلك، وقد كتبت كثرا حول هذا الموضوع واستشهدت بأقوال من نفس وسائل الإعلام العبرية التي تعتبر بمثابة مدفعية حرب إعلامية بيد الاحتلال الإسرائيلي، طالما صرحوا بذلك أن هناك حفريات في تلك الزاوية من المسجد الأقصى، أو في ذاك الاتجاه من المسجد الأقصى".

واعتبر الشيخ رائد صلاح هذه الحفريات بالجرائم ضد المسجد الأقصى وقال: "ولذلك لاحظ هم الآن يمنعون منعاً مطلقاً السماح لأي مجموعة محايدة من علماء آثار أن يأخذوا حريتهم بالتنقيب حول حقيقة ما يجري تحت المسجد الأقصى المبارك، لأن الذي يجري الآن تحت المسجد الأقصى جرائم بكل معنى الكلمة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي؛ جريمة ضد المسجد الأقصى ، جريمة ضد الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني، جريمة ضد التراث الإنساني، جريمة ضد التاريخ وضد الحضارة، جرائم يرتكبها يوماً بعد يوم في موضوع الحفريات، وتتصاعد هذه الجرائم حتى هذه اللحظات".

وأضاف: "أقولها بكل ألم ولكن بوضوح؛ لا يمكن إيقاف حفريات الاحتلال الإسرائيلي الاّ بشيء واحد، وهو العمل على زوال الاحتلال الإسرائيلي عن المسجد الأقصى المبارك، فما دام المسجد الأقصى المبارك يخضع لحراب الاحتلال الإسرائيلي، فالأقصى في خطر، والحفريات الاحتلالية الإسرائيلية ستستمر وتتصاعد، والآن انتقلوا من مرحلة الحفريات السرية الى الحفريات العلنية؛ أخشى ما أخشاه ان ينتقلوا في الأيام القادمة من مجرد الحفريات العلنية الى إعلان أهدافهم لماذا يحفرون، أخشى أن يعلنوا ذلك في قادمات الأيام القريبة، عندما يظنون أن الأجواء قد أصبحت مواتية لهم كي يبدؤوا ببناء هيكلهم الخرافي على أنقاض قبة الصخرة التي تقع في قلب المسجد الأقصى. ولكن سلفاً أقول هيهات، هيهات ان يتحقق لهم ذلك، هم احتلال، هم باطل، هم إلى زوال قريب ان شاء الله تعالى".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com