قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة تظاهرات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة التي شهدت عدة فعاليات لإحياء الذكرى الأربعين ل"يوم الأرض" الذي صادف اليوم الأربعاء.

وأفاد مراسلنا بقمع قوات الاحتلال احتفالية لإحياء يوم الأرض في موقع مستوطنة "حومش" المخلاة بين مدينتي نابلس وجنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

وشارك العشرات من ممثلي القوى والفصائل والمؤسسات في مسيرة نظمتها لجنة التنسيق الفصائلي والمؤسسات والأطر النقابية والمجالس المحلية بنابلس، باتجاه جبل القبيبات حيث موقع مستوطنة "حومش"،.

وقال منسق لجنة التنسيق الفصائلي نصر أبو جيش لوكالة "صفا" إن قوات الاحتلال أغلقت مدخل المستوطنة وانتشرت تعزيزات كبيرة من الجيش على مداخل القرى القريبة، ومنعت المشاركين من دخول المستوطنة.

وذكر أبو جيش أن تلك القوات أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل الحار باتجاه المشاركين، مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق وبحروق.

كما احتجزت قوات الاحتلال عددا من المشاركين وأخلت سبيلهم بعد التدقيق في هوياتهم، ومنهم مدير الإغاثة الطبية في نابلس غسان حمدان ورئيس مجلس قروي برقة سامي دغلس.

يذكر أن مستوطنة "حومش" المقامة على أراضي بلدتي برقة شمال نابلس وسيلة الظهر جنوب جنين، هي احدى المستوطنات التي أخليت بالتزامن مع إخلاء مستوطنات قطاع غزة عام 2005.

ورغم نجاح أصحاب الأراضي باستصدار قرار من المحكمة الإسرائيلية العليا عام 2011 باستعادتها، إلا أن قوات الاحتلال تمنعهم من الوصول إليها، في الوقت الذي يتردد المستوطنون عليها باستمرار.

مواجهات في عوفر

وفي السياق أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق أثر قمع قوات الاحتلال مسيرة سلمية انطلقت من محافظتي رام الله والبيرة، باتجاه بوابة معسكر عوفر غرب مدينة رام الله إحياء لذكرى يوم الأرض.

وأطلقت تلك القوات القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، اتجاه المشاركين والصحفيين، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق.

وقال منسق القوى والفصائل في رام الله عصام بكر، إن هذه المسيرة تأتي تأكيدا على تمسكنا بالأرض التي هي جوهر صراعنا مع المحتل، مؤكدا ضرورة تصعيد المقاومة الشعبية، ورفض كل أشكال الاحتلال والاستيطان.

مسيرة واعتصام في سلفيت

إلى ذلك أحيت القوى الوطنية والمؤسسات الرسمية والشعبية في سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة فعاليات "يوم الأرض" بمسيرة واعتصام في الأراضي المهددة بالمصادرة والتجريف في منطقة باب المرج ببلدة دير بلوط غرب سلفيت.

وشارك بالفعالية ممثلو الفصائل والمؤسسات الحكومية والأهلية ورؤساء الهيئات المحلية وحشد من الأهالي.

وقال نائب محافظ سلفيت المهندس عبد الحميد الديك إن كل ممارسات الاحتلال التي تستهدف الوجود الفلسطيني على أرضه لن تنجح باقتلاع هذا الشعب.

وأكد الديك على صمود أهالي محافظة سلفيت ومزارعي دير بلوط في وجه ممارسات الاحتلال الاستيطانية، وتمسكهم بحقهم الشرعي في الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

بدوره قال عبد الستار عواد في كلمة القوى الوطنية إن ذكرى يوم الأرض تضاف إلى مجموعة النضالات الفلسطينية، وأن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه، ولا يمكن أن يقدم أي تنازلات.

واستذكر عواد كوكبة شهداء يوم الأرض وكل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض والوطن، مشددا على إن قضية الأرض لا زالت قلب وجوهر الصراع وهي مفتاح الحل والسلام في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

وأكد أن محاولات الاحتلال لفرض سياسة الأمر الواقع عبر التغييرات الديمغرافية على الأرض، ومصادرة المزيد من الأرضي، وتوسيع وبناء المزيد من المستوطنات، ستبوء كلها بالفشل.

كما أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الدكتور مصطفى البرغوثي على أهمية الحفاظ على الأرض والهوية والتمسك بها، وأن النضال سيتواصل مع تعاقب الأجيال حتى تحرير الأرض والأنسان، داعيا الى ضرورة فضح ممارسات الاحتلال في مختلف المحافل الدولية.

غرس 5 ألاف شتلة

من جهتها رعت بلدية رام الله نشاط زراعي بالتعاون مع طلاب المدارس في المدينة وبمشاركة 150 طالب وطالبة زرع ما يزيد عن 5 آلاف شتلة زينة في منطقة عين منجد، وضاحية الريحان، ضمن فعاليات إحياء يوم الأرض.

قال رئيس بلدية رام الله المهندس موسى حديد خلال الفعالية إن هذا النشاط التطوعي يأتي إيماناً بحقنا في الأرض ولنؤكد للاحتلال أننا باقون في أرضنا مهما صادر واقتلع من أشجار فنحن باقون على هذه الأرض.

وذكر حديد أن بلدية رام الله تسعى الى زيادة المساحات الخضراء والحفاظ على الغطاء النباتي والمظهر العام التجميلي للمدينة، على مدار العام كونها محط جذب سياحي أمام الزحف العمراني.

وفي السياق أحيت عدة مؤسسات ومديريات التربية والتعليم والبلديات في محافظة الخليل ذكرى "يوم الأرض" بفعاليات انطلقت في عدة مناطق في المحافظة، ومسيرة شبابية تحت عنوان "وحدة وطن" في مدينة الخليل.

وانطلقت المسيرة من دوار ابن رشد وسط مدينة الخليل، باتجاه دوار الصحة، وزع خلالها النشطاء منشورات الحملة الشعبية لوحدة وطن، ورفض الدولة المؤقتة.

وأشار المنسق الإعلامي للحملة عزمي بنات، إلى أن الحملة تهدف إلى الدفاع عن المشروع الوطني من الانهيار، والعمل على تشكيل قوة اجتماعية ضاغطة تتمثل من مكونات المجتمع للخروج من مربع النقد والاعتراض والتجاذبات إلى مربع الفعل المتقدم في صنع مستقبل الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وأحيت مديرية تربية جنوب الخليل الذكرى في مدرستي الشهيدة دلال المغربي في بلدة بيت عوا، ومدرسة أبو العسجا الأساسية المختلطة، وذلك بحضور مدير تربية الجنوب فوزي أبو هليل، و عدد من رؤساء الأقسام.

كما أحيت تربية شمال الخليل ذكرى يوم الأرض ومناسبات شهر آذار (يوم المرأة، ويوم الأم، وذكرى معركة الكرامة) في مدرسة الصفا الأساسية المختلطة في بلدة حلحول؛ وذلك تحت رعاية وحضور مدير التربية والتعليم شمال الخليل محمد الفروخ.

وأحيت بلديتا الظاهرية ودورا، ذكرى يوم الأرض بزراعة الأشجار في المناطق المهددة بالمصادرة بالتعاون مع مديرة زراعة الجنوب.

وكان أدى إعلان الاحتلال مصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب في عام 1976 إلى مظاهرات عارمة في صفوف الفلسطينيين داخل الكيان مما أدى إلى سقوط ست شهداء، ليطلق فلسطينيا على هذا اليوم "يوم الأرض".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com