من المنتظر ان تحيي الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني الاربعاء الذكرى الأربعين ليوم الأرض الخالد، وذلك في أوج الصراع العربي مع الدولة بسبب سياساتها بما يخصّ قضايا الأرض والمسكن، منها قضايا البناء غير المرخّص، وسياسة هدم البيوت، والفصل السكانيّ بين العرب واليهود، وقوانين التخطيط والبناء، وأوضاع البلدات العربيّة.
ولا يخفى على احد ان التحضيرات والتجهيزات لأحياء ذكرى يوم الأرض أصبحت روتينية، عبارة عن نشاطات وفعاليات عابرة منها اعلان لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية عن الاضراب او المسيرة التي ستقام في ام الحيران في النقب للمرة الأولى.
من ناحية أخرى فان هذه النشاطات لم تعد كافية لتذويت قيمة يوم الأرض، وهناك سخط كبير من الجماهير العربي على القوى السياسية الناشطة في الداخل بسبب هذا التقصير، خاصة في ظل التصعيد العنصري والتطرف التي تقوم به المؤسسة الحاكة ضد المواطنين العرب، مستغلة انشغال بعض الأحزاب والقوى السياسية في الداخل في قضايا محيطة خارجية مثل الثورات والنزاعات في العالم العربي واستفردت بالفلسطينيين، على حد تعبير بعض القياديين السياسيين في تقرير اجراه "بكرا" لفحص التحضيرات والتجهيزات لإحياء ذكرى يوم الأرض في ظل الظروف الراهنة.
بعض القوى، لم تعد القضية في أولوياتها
منير منصور قيادي في حركة كفاح تحدث لـ"بـٌكرا" في هذا الشأن قائلا: حركة كفاح ستشارك في نشاطات يوم الأرض وفي المسيرة، القضية وطنية، وتهم جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، كل حركة او عمل نراها مفيدة لصالح جماهيرنا في الداخل نشارك بها بغض النظر عن الداعي لها.
وتابع لـ"بـُكرا": التراجع في الموقف الوطني هو تراجع عام وبالتالي في الأداء، نحن في الداخل نعتبر جزء من حالة عربية قومية وما يحدث في المنطقة يؤثر على مواقفنا وأداءنا لذا نرى ان هناك تراجع بالأداء بسبب الوضع العام، ومع ذلك ما اعلن عنه من نشاطات في الداخل الفلسطيني في يوم الأرض هو بالحد الأدنى لذلك يجب تدعيمه هذه الفترة بالذات التي تعبر فترة تراجع قومي عربي وتراجع وطني فلسطيني، بل نشدد أيضا انه في مثل هذه الأوضاع يجب ان نركز على جوهر القضية الفلسطينية وان نشارك في النشاطات وتكثيف العمل لان القرارات الأخرى تعتبر سلبية.
وأضاف: ندرك جيدا ان الوضع الحالي في الدول العربية احدث حالة من الشرخ والانقسام في الداخل الفلسطيني واثر أيضا على أولويات الأحزاب والقوى الوطنية، نحن الأولوية كانت وما زالت بالنسبة لنا هي القضية الفلسطينية علما ان قوى كثيرة في المجتمع الفلسطيني لم تعد القضية الفلسطينية لديها أولوية، لذلك نحن في حالة من المخاض والتراجع التي تشكل خطورة على القضية الفلسطينية، لذا فإننا ندعوا الى المشاركة الفعالية في الفعاليات والنشاطات حتى نعيد القضية الفلسطينية وحيويتها لانها القضة الأساسية.
محاولات لإبراز أعداء اخرين وتسليط الضوء على قضايا هامشية
واردف قائلا: اليوم هناك محاولات لإبراز أعداء اخرين وتسليط الضوء على قضايا هامشية، مثلا ما يجري في العالم العربي واتخاذ أعداء اخرين او وهميين للامة، وترك إسرائيل تفعل ما تشاء، هناك محاولة لحرف البوصلة عن القضية الفلسطينية والتمسك بأعداء وهميين لصالح المشروع الأمريكي الصهيوني الإسرائيلي، المستفيد الوحيد مما يحدث في المنطقة العربي هي إسرائيل ، حيث انها في وضع ممتاز تقتل تصادر تحاكم وتربد، ولا احد يتدخل، العرب منشغلون في قضايا لا علاقة للامة العربية بها، وإسرائيل استفردت بالفلسطينيين نتيجة هذا الواقع الذي اثر علينا داخليا، حيث ان هناك قوى في الداخل الفلسطيني اولويتها لم تعد القضية الفلسطينية بل كل الاهتمام ما يحصل في الدول العربية.
واختتم موضحا: لا اقصد أي حزب ولكني اتحدث عن مضامين سياسية واضحة، منذ البداية قلت اننا معنيون بإنجاح هذه الفعاليات بالرغم من تواضعها لان وضعنا سيء جدا، لذا يجب ان نحيي هذه المناسبات ، ونحن لا نشارك في هذه النشاطات بشكل كافي وفي كل نشاط يكون تواجد حزبي بسيط وليس شعبي.
الأحزاب مقصرة في كل شيء ونحن جزء من هذا التقصير
بدوره القيادي في حركة أبناء البلد رجا إغبارية عقب قائلا: بالطبع سنشارك في يوم الأرض علما انه يجب ان يكون هناك برنامج أوسع واشمل ليوم الأرض، حيث ان هناك تخلف عن العمل والتحضير علما ان هناك نشاطات في أماكن مختلفة على شرف يوم الأرض، والتحضير للإضراب يحتاج جهدا اكثر من ذلك.
وتابع: الأحزاب السياسية يجب ان تعمل في كل شيء وليس شيء على حساب شيء اخر، الأحزاب مقصرة في كل شيء ونحن جزء من هذا التقصير علما نقوم بكل قدرتنا ولكننا لسنا قوة ممكن ان تحسم الأمور، يجب ان يكون عمل وطني قوي وان يتم تنفيذ القرارات الوطنية بالشكل الصحيح، نقدي ليس انتقاصا من دور احد او تجريح وانما هدفه تحريك كل القوى السياسية اكثر.
يجب ان نستجيب للمتابعة ونشارك بنشاطات الأرض والترفع عن الخلافات الداخلية
الناشط الوطني والشعبي، وائل العمري قال لـ"بـُكرا": يوم الأرض هو فوق الأحزاب والأشخاص وهو يوم تاريخي واليوم المميز لجماهير ال48 واصبح يوم عالمي لما يمثله من رمزية التشبث بالأرض من قبل الأقلية الفلسطينية التي بقيت في وطنها ورمزية النضال وتقديم الشهداء ورمزية ان شعبنا الفلسطيني الذي انتكب في ال48 وصل الى نضوج معين في ال67 انه وقف امام الجلاد ليقول له انه لن يتنازل عن حقه مهما كلف الثمن، هذه الرمزية تجعل الانسان الوطني يتماثل مع رسالة يوم الأرض وخصوصا ان اليوم الجماهير العربية تتعرض الى هجمة غير مسبوقة تتمثل بتهجير أهلنا في النقب والسيطرة على الأرض وإزالة قرى كاملة من مكانها وإقامة مستوطنات يهودية مكانها، ومسلسل تضييق الخناق على مدن وقرى عربية وعدم اتاحة المجال للأزواج الشابة للبناء، كل هذا يؤكد ان قضية يوم الأرض ماثلة امامنا، من يريد ان يثبت هذه الرمزية عليه ان يتضامن ويخرج للنضال ويستجيب للجنة المتابعة والتجاوب لنجاح الاضراب، رغم النقد من بعض الأشخاص الذين لا يريدون للجماهير العربية ان تعلن الاضراب بحجة انه غير مجدي، نقول لهم ان الاضراب هو احد الوسائل الاحتجاجية التي يجب ان تمارس امام العالم من اجل إيصال صرختنا امام العالم والاجيال الشابة التي تحمل الهم الفلسطيني وتعاني اكثر من غيرها في الأرض والبناء، لذا يجب ان تكون الصرخة كبيرة وممكن ان نفتش سويا على وسائل نضالية أخرى تحصل حقوقنا من المؤسسة الحاكمة.
ونوه: نتناقش فيما بيننا على الوسائل ولكن يجب ان نتجند جميعا من اجل إنجاح قراراتنا والمؤسسة الوحيدة الجامعة للفلسطينيين في ال48 هي لجنة المتابعة واي تطاول على قراراتها رغم النقاش هو وقوف في صف السلطة الظالمة الغاشمة التي تتفنن في سن القوانين من اجل سلبنا ارضنا وحقوقنا نحن سكان البلاد الأصليين حيث لنا حقوق تاريخية في هذا الوطن.
أي تطور سياسي على مستوى المنطقة يؤثر علينا
اما عادل عامر سكرتير الجبهة فقال لـ"بـُكرا": نحن كحزب شيوعي وجبهة ديمقراطية تم الاستعداد للمشاركة غدا في مظاهرات ونشاطات يوم الأرض في كافة المناطق وكافة الفروع، أجرينا الاستعدادات اللازمة في هذا الخصوص، كما ان كوادر الحزب والجبهة ستشارك بكثافة في مهرجانات يوم الأرض في ام الحيران وعرابة الى جانب كثيرا من النشاطات المحلية التي ستقام في فروع الحزب والجبهة.
وتابع لـ"بـُكرا": نحن لسنا في معرض الدفاع عن انفسنا او برامجنا السياسية، نرى قضيتنا كقضية جماهير عربية واقلية قومية جزء من المنطقة لسنا منعزلين عن الواقع الت تعيشه جماهيرنا في المنطقة ونرى ان أي تطور سياسي على مستوى المنطقة يؤثر علينا واهتماماتنا في قضايانا المحلية نابعة أيضا من اهتماماتنا في القضايا المنطقية لا يوجد تعارض ولا يوجد تناقض بل بالعكس.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق