قال عماد أبو شمسية الذي وثق قتل جندي إسرائيلي لمهاجم فلسطيني جريح ممد على الأرض أنه يتعرض لتهديدات بالقتل من قبل المستوطنين.
وأضاف أبو شمسية لــ"بكرا": "كنت أشرب القهوة في البيت أنا وزوجتي صباحا، سمعت عدة طلقات نارية، حملت كاميراتي وتوجهت لمكان الحدث، وأول ما شاهدته كان شخصا ملقى على الأرض، وما كنت متحققا إن كان فلسطينيا أو إسرائيليا، وسمعت صوت وجع خافت وجهت العدسة بالاتجاه الآخر فشاهدت شابا ثانيا مضرجا بالدماء وكانت الدماء تخرج من وجهه ورأسه".

وتابع قائلا: "أيقنت أن هذين فلسطينيين، صوت أنفاس الشباب عبد الفتاح الشريف أوضحت أنه كان على قيد الحياة ما استدعاني لتركيز عدسة الكاميرا عليه، في هذه الأثناء قدموا الإسعافات لمن يدعون أنه جندي مصاب، وعندما وضعوا الجندي في سيارة الإسعاف سمعت جنديا إسرائيليا يحضر في سلاحه لإطلاق النار فركزت عليه، لحظتها تقدم عدة خطوات وصوب سلاحه إلى رأس الشهيد عبد الفتاح الشريف وأطلق النار عليه، وأدى ذلك إلى تفجير رأسه واستشهاده على الفور".

يسكن عماد في منطقة تل ارميدة، ومنذ سنوات طويلة يعمل على توثيق ومتابعة كافة الانتهاكات التي يتعرض لها السكان، خاصة بعد تزايد عملية الإعدامات التي نفذها جنود الاحتلال الإسرائيلي في منطقتي تل ارميدة وشارع الشهداء.

وقال أبو شمسية: "منزلي تعرض لعشرات الاعتداءات من قبل المستوطنين، فوجدت أن الوسيلة الوحيدة للدفاع عن نفسي هي توثيق ما يجري من اعتداءات على أطفالي والمجاورين، فهذا هو السلاح الوحيد للدفاع عن نفسنا وفضح جرائم الجنود والمستوطنين".

عماد أبو شمسية الذي تلقى بلاغا من الشرطة الإسرائيلية وتم التحقيق معه على خلفية شريط الفيديو، إضافة إلى تلقيه تهديدا على الهاتف بحرقه وعائلته، ورائد الذي تعرض خلال السنوات الثلاث الماضية إلى 7 محاولات للدهس بسيارات الشرطة الإسرائيلية وملاحقته وأبناءه على الحواجز واعتقالهم وتوقيفهم، استطاعا توثيق دليل إدانة واضحة لسياسة جنود الاحتلال، تعتبر شاهدا في الحركة وبالصورة والصوت وستعمل على تعزيز موقف القيادة السياسية الفلسطينية من أجل حمل هذا الشريط إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة دولة الاحتلال.

المستوطنون وزعوا صوره بينهم!

أمس الثلاثاء، علم أبو شميسة أن محاميًا إسرائيليًا رفع دعوى ضده مطالبًا بمعاقبته لاتهامه بالشراكة مع المنفذين والتواجد بمكان العملية، ليقوم بالاستفسار من محاميه حول خطورة الخطوة لكنه طمأنه بأنها لا تشكل خطورة كون الاتهامات باطلة والمكان هو موقع سكنه، مؤكدًا “لا تقلق”.

ويوم أمس أيضًا، وخلال المحكمة التي أقيمت لقاتل الشريف، وزع المستوطنون بوسترات تحمل صورتي أمام بيتي وعليها اسمي ورقم هاتف محمول قالوا إنه رقمي، مطالبين بإدانتي وقتلي حرقًا، كما أن موقعًا يمنيًا متطرفًا مارس المهمة ذاتها بنشر صورتي والدعوة لقتلي”، يقول أبو شمسية.

وصرح أبو شميسة أن قوات الاحتلال اقتحمت المنزل اليوم خلال تواجد عدد من المتضامنين الفلسطينيين والأجانب الذين لبّوا دعوته للتواجد لزيادة الحماية عليه خشية أن يقدم مستوطنون متطرفون على تنفيذ تهديداتهم خاصة في ظل عدم وجود حماية رسمية فلسطينية.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال صادرت البطاقات الشخصية للمتضامنين المتواجدين بالمكان وجوازات سفرهم محققة معهم، حتى أجرت بعض الاتصالات للتأكد من شخصياتهم، عاودت لاحقًا إرجاع البطاقات بعد ساعة تقريبًا.
 

الجيش الإسرائيلي سيحميك!

وحول وجود حماية رسمية فلسطينية، قال أبو شمسية أنه تلقى اتصالين من الارتباط الفلسطيني يغلبهم الطابع التضامني لكنهم لا يقدمون خطوات رسمية لحمايتي من التهديد، فيما قال الاتصال الأخير إن “الجيش الإسرائيلي سيحميك” ليجيب بدوره “واللهِ شكرًا”.

ويطالب عماد أبو شمسية السلطة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس بتوفير الحماية له متوقعًا أن تكون الليلة ربما آخر ليلة يقضيها في حياته خاصة وأن يعلم أن الاحتلال ومستوطنيه قد يقدمون على أي حماقة إجرامية مقابل الانتقام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com