قررت السلطات العسكرية الإسرائيلية المشرفة على جدار الفصل العنصري في محيط مدينة القدس زيادة ارتفاع هذا الجدار في مناطق معينة وإغلاق الفتحات الصغيرة التي كانت تستخدم لرفع أجزاء الجدار ونصب شبكة من الكاميرات عالية الحساسية متصلة بالأسلاك الشائكة التي تعلو الجدار لمنع اجتيازه وتقطيعه .

وقالت شعبة الهندسة بالجيش الإسرائيلي التي تشرف على بناء الجدار :"انه تقرر وضع مجسات الكترونية تحدد المناطق التي يتم منها تجاوز الجدار في القدس وخاصة قرب معبر قلنديا (عطروت)وعلى امتداد المنطقة حتى قيادة (المركز )في منطقة بيت حنينا ،وتركيب كاميرات مطورة يجري التحكم بها عن بعد ذات حساسية عالية لكشف اماكن قص الاسلاك الشائكة فيها، ومتابعة ذلك عبر شاشات تحدد المنطقة وتوجه قوات خاصة لاعتقال الشبان الفلسطينيين الذين يتمكنون من تسلق الجدار وقص الشبك والدخول الى المدينة .

اعتقالات

واوضحت مصادر عسكرية ان الجيش اعتقل خلال الشهرين الماضيين العشرات من الشبان الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية بعد قفزهم عن الجدار ،وتوجههم الى القدس او الى مناطق داخل الخط الاخضر للعمل .مشيرة الى ان هناك خطورة وخوفا من اجتياز هؤلاء العمال وخاصة الشبان منهم للجدار لتنفيذ عمليات طعن او تفجيرات الامر الذي دفع الجيش الى تعزيز الحراسة في هذه المناطق الحساسة ورفع القدرة التكنولوجية من خلال الكاميرات والمجسات الإلكترونية.

بيد ان المسؤول الإسرائيلي الكبير شدد على انه رغم استخدام وسائل تقنية مطورة إلا ان الجيش الإسرائيلي يتابع بعناصره العمل في المناطق خاصة التي في منطقة المركز - اي منطقة القدس الشرقية - ومناطق التماس ذات الحساسية والقريبة جداً من الجدار ،مثل مناطق ابو ديس والعيزرية والرام وضاحية البريد حيث المسافة قريبة بين الجدار ومنازل المواطنين الفلسطينيين وهناك خروقات خطيرة ومناطق تبين ان الجدار فيها "ضعيف".

يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي، قد شرع حديثا بحملة على العمال الفلسطينيين الذين لا يحملون تصاريح، في محاولة منه لوقف ظاهرة العمليات الفردية المستمرة ، بالتزامن مع حملات التفتيش والاعتقال الواسعة التي يتعرض لها العمال الفلسطينيين، وأقرّ الكنيست ،بغالبية 44 صوتاً، مشروع قانون جديد يشدّد العقوبات، التي ستفرضها السلطات الإسرائيلية على كل من يقبل بتشغيل أو إيواء عمال فلسطينيين داخل الخط الاخضر من دون تصاريح.

تعقيب التفكجي

وعقب خبير الاستيطان في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي على زيادة ارتفاع الجدار والوسائل التكنولوجية وخطورتها على الوضع الفلسطيني بالقول :" انها عقلية القلعة وال(غيتو)التي تعشش في رؤوس القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين منذ ولادة إسرائيل على حساب شعب فلسطين وأرضه المحتلة ١٩٤٨ و ١٩٦٧.

وقال التفكجي ما يجري اليوم هي افكار وزير الدفاع الإسرائيلي الاسبق شاؤول موفاز الذي صرح بكل وضوح لصحيفة "الجارديان" البريطانية في آذار ٢٠٠٣ بأن الحكومة الإسرائيلية تبلور رؤية لدولة فلسطينية مقسمة إلى سبعة كانتونات في المدن الفلسطينية الرئيسية كلها مغلقة من قبل الجيش الإسرائيلي ومعزولة عن باقي أراض الضفة الغربية التي ستصبح تابعة لإسرائيل وبالفعل فإن بناء الجدار وعشرات المستوطنات الصغيرة والمبعثرة بطريقة مدروسة قسمت الضفة الغربية إلى كانتونات منفصلة عن بعضهما البعض وعن باقي أراضي الضفة .مشيراً الى ان بناء الجدار ادى الى مصادرة مساحة كبيرة من الأراضي الفلسطينية وضمها لإسرائيل .

مشروع ألون

وقال التفكجي ان حكومة نتنياهو تطبق مشروع ألون لحشر الوجود الفلسطيني بين خطين متوازيين من شمال الضفة الى جنوبها ، حيث يتركز مشروع الجدار على إقامة حزامين عازلين طوليين حزام في شرق الضفة بطول غور الأردن وحزام أخر غرب الضفة على طول الخط الأخضر بعمق 5-10كم وكذلك إقامة حزامات عرضية بين الحزامين الطوليين وتكون بمثابة ممر بين منطقة جنوب "طولكرم" ومنطقة "نابلس" حتى غور الأردن مما يؤدي إلى تقسيم المناطق الفلسطينية إلى 4 كتل رئيسة جنين _ نابلس ورام الله وبين بيت لحم والخليل وتهدف هذه إلى خلق فاصل مادي بين كتل المناطق تحت السيطرة الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية وبين المناطق الفلسطينية مع بقاء المستوطنات على حالها .

واضاف ان الجدار والمستوطنات شكلت طوقا حول مدن طولكرم وقلقيلية والقدس بالكامل ويعزلها عن محيطها الطبيعي في الضفة الغربية وبذلك تنجح إسرائيل في عزل مناطق تركز السكان الفلسطينيين عن بعضها البعض وتقيد حرية التنقل والحركة للفلسطينيين ناهيك عن نزوح سكان المناطق المتاخمة للجدار آلاف الفلسطينيين تركوا قلقيلية والقدس جراء الجدار والحواجز العسكرية .مشيراً الى ان القدس تعاني ازمة اسكان خانقة وحسب كل الدراسات الاولية المدينة المقدسة بحاجة الى ٢٠ ألف وحدة سكنية لوقف نزوح الازواج الشابة الى خلف الجدار .

واكد التفكجي إن إسرائيل ضمت أكثر من ١١% من الأراضي الفلسطينية الأكثر خصوبة وغنى بالماء في الضفة الغربية من خلال الجدار .وقال ان إسرائيل تعمل جاهدة من اجل ترسيخ وجودها واستيطانها في مناطق (ج) للاستيلاء على أكثر من ٥٠% من مساحة الضفة .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com