في اعقاب الاستطلاع الذي اجراه "بكرا" بالتعاون مع معهد S-Com، والذي كشف عن نتائج تتعلق بالأوضاع في البلاد، خاصةً من تفشي العنصرية والعنف وتدهور العلاقات بين اليهود والعرب، عن طريق فحص اراء المواطنين العرب في إسرائيل، اتضح ان نتائج هذا الاستطلاع لا تختلف كثيرًا عن استطلاعات أخرى للرأي قامت بها مؤخرًا جهات ومؤسسات عالمية وإسرائيلية، حيث ظهرت النتائج والنسب متقاربة وتصب في نفس المضمار وتجسد واقع مؤلم يعيشه المواطن العربي من فقر وبطالة وتخوفات لاسباب عديدة منها تحريض الحكومة الإسرائيلية ضد الجماهير العربية وتفشي اليمين المتطرف وانعدام أماكن العمل.
جعفر فرح: المطلوب من مؤسسات الدولة ان تحمي الأقلية العربية بشكل اكبر في ظل هذه الظروف
وفي تعقيبٍ له، قال جعفر فرح مدير مركز مساواة لـ"بكرا": التخوف لدى الجماهير العربية ملحوظ في السنوات الأخيرة ويؤثر أيضا على الأوضاع الاقتصادية في داخل المجتمع اليهودي، حيث ان كل المراكز التجارية الكبيرة يتم مقاطعتها في حالة التوتر، ليس بشكل معلن، ولكن التخوف لدى الجماهير العربية يؤدي الى مقاطعة المراكز التجارية الكبيرة خاصة في منطقة حيفا والمناطق المجاورة. بالإضافة نرى ان هناك تصاعدًا بالاعتداءات الجسدية على شواطئ البحر والأماكن العامة، حيث وثق تقرير العنصرية الذي صدر الأسبوع الماضي عددًا من حالات الاعتداءات المنظمة في شواطئ مختلفة في بلدات يهودية وأيضا وثق ملاحقة لعرب فلسطينيين على شواطئ حيفا.
وتابع: التخوف الذي ظهر في الاستطلاع هو تخوف ملحوظ والمطلوب من مؤسسات الدولة ان تحمي الأقلية العربية بشكل اكبر في ظل هذه الظروف حيث ان هذا التخوف مبني على اعتداءات عملية تحدث ضد المواطنين العرب.
رشا ناطور: مواصلة الحوار الحوار مع الطرف الآخر (أعضاء وشركاء اليهود) الذين يؤمنون بحقوقنا كأقلية
رشا ناطور عفان، مركزة المنح في صندوق اسرائيل الجديد عقبت على نتائج الاستطلاع لـ"بكرا" بدورها قائلة: أعتقد أن هناك مخاوف من جانب الأقلية الفلسطينية في الداخل في ظل كل التطورات الحاصلة، في الشارع الاسرائيلي. ومع ذلك، أعتقد أن على الأطراف المختلفة، من الجهتين، التي امامها مجال التواصل مع الطرف الآخر، خاصة في اعقاب تحريضات بعض القيادات الإسرائيلية العمل اكثر على تعزيز العلاقة بين الطرفين، ويتوجب عليها أن تسعى الى تقوية العلاقات مع الجانب الاخر، وأرى ذلك من خلال علاقاتي الشخصية وأصدقائي من اليهود وعلاقاتي المهنية.
وقالت: بالإضافة إلى ذلك، لا استطيع ان افصل بين الوضع السياسي القائم وتاثيره علينا كمواطنين عرب من نواحي عديدة أهمها الناحية الاقتصادية، هناك عواقب التي لا يمكن تجاهلها لانها تؤثر بشكل مباشر على شعورنا بالأمان خاصة في ظل كل ما تحاول الحكومة القيام به بشكل متعمد لابعادنا وتسليط الضوء علينا كمواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة، لذا علينا ان نحافظ على وحدتنا كوننا نعتبر أقلية امام عنصرية وتطرف المؤسسة الحاكمة، وان نواصل الحوار مع الطرف الآخر (أعضاء وشركاء اليهود) الذين يؤمنون بحقوقنا كأقلية وممكن ان يكافحوا معنا لتحقيق هذه الحقوق.
نتائج الاستطلاع غير مفاجئة وهي انعكاس لواقع التمييز والتفقير والخوف الذي يعيشه العرب
بدوره قال المحامي عوني بنا، المختص في الحقوق والأقلية الفلسطينية لـ "بكرا" قائلا: نتائج الاستطلاع غير مفاجئة وهي انعكاس لواقع التمييز الذي يعيشه العرب والذي تفرضه وتغذيه السياسات والتوجهات العنصرية والتحريضية الرسمية والشعبية من جهة ولغة ونهج العنف والاستقواء داخل المجتمع العربي من جهة اخرى.
وتابع: على الرغم من منطقية وصحة الشعور بالتهديد وعدم الامان الذي يظهره الاستطلاع، اعتقد ان المجتمع العربي لم يصل في الممارسة الفعلية بعد الى حالة من الانكفاء والتقوقع، وهذا باعتقادي يعود لطبيعة العلاقة مع السلطة ومؤسساتها وما يميزها من اصرار دائم على التحدي والتصدي.
وقال: في مسار متواز لمسار العمل المباشر ضد العنصرية المتأتية من المجتمع اليهودي، من الصوابية بمكان ان يتم التفكير بامكانية استثمار وتجنيد الشعور بعدم الأمان، خاصة فيما يتعلق بالتخوف من الخروج للمشتريات، لإطلاق حملات استهلاكية وشرائية منسقة تقاطع كل ما هو عنصري وكل ما يصعب الوصول اليه بسبب العنصرية من جهة وتدعم وتقوي المصالح والمنتجات المتوفرة في البلدات العربية من جهة اخرى.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق