في اعقاب الاستطلاع الذي اجراه "بكرا" بالتعاون مع معهد S-Com والذي كشف عن نتائج تتعلق بالأوضاع في البلاد وتفشي العنصرية والعنف عن طريق فحص اراء المواطنين العرب في إسرائيل، اتضح ان نتائج هذا الاستطلاع لا تختلف كثيرا عن استطلاعات أخرى للرأي قامت بها مؤخرًا جهات ومؤسسات عالمية وإسرائيلية حيث ظهرت النتائج والنسب متقاربة وتصب في نفس المضمار وتجسد واقع مؤلم يعيشه المواطن العرب من فقر وبطالة وتخوفات لاسباب عديدة منها تحريض الحكومة الإسرائيلية ضد الجماهير العربية، تفشي العنصرية وتزايد اعتداءات اليمين المتطرف كلاميًا وجسديًا، وانعدام أماكن العمل ووضع العوائق امام العربي للتقدم.
"بكرا" تحدث الى بعض القيادات العربية، وبعض الشخصيات التي تواكب تطورات الاحداث المتعلقة بالوضع الراهن للجماهير العربية في هذه البلاد من خلال مؤسساتها المختلفة، للتعليق على نتائج الإستطلاع والخطوات المنوي القيام بها لتدارك الموقف.
محمد بركة: نؤكد على ضرورة تصعيد النضال القومي والمدني من اجل التصدي لهذه السياسات وحماية للأجيال الناشئة
وفي حديث مع محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية قال لـ"بكرا": هذه المعطيت مقلقة جدا وهي تثبت صحتها مقارنة مع تقارير رسمية صادرة عن مراكز بحثية ان كان على مستوى الفقر وعدم الشعور بالأمان الاقتصادي وأيضا على مستوى الأمان الشخصي وهذا كله نتاج سياسة التمييز العنصري الممنهجة ضد جماهيرنا العربية منذ ما يقارب سبعة عقود بموازاة تصعيد الخطاب العنصري ضد جماهيرنا العربية بهدف اسكاتها وترهيبها ومحاولة احباط احتجاجها ونضالها ضد هذه السياسات.
وتابع بركة قائلا: نحن مجتمع معروف بان انتاجه في العمل من اعلى المعدلات والمرأة الفلسطينية لم تكن يوما مجرد ربة منزل بل كانت طيلة الوقت مشاركة في الاقتصاد العائلي ولكن بعد مصادرة اكثر من 90 بالمائة من أراضينا وفقدان عشرات الاف العائلات لمصدر رزقها في الزراعة وغيرها وحرمان مناطق عربية من أماكن عمل، باتت البطالة مفروضة على النساء العربيات ونسبة البطالة لدى الرجال العرب ارتفعت، نحن محرومون من فرص العمل ومحاصرون بالخطاب العنصري حرماننا من مقومات الحياة الطبيعية جعلت قدرتنا عن التطور المستقبلي محدودة.واي تطور قد حصل في مجتمعنا فلم يكن مكرمة من المؤسسة الحاكمة بل هو نتاج كفاحنا ونضالنا وتطور حاصل على الرغم من كل السياسات العنصرية ونؤكد على ضرورة تصعيد النضال القومي والمدني من اجل التصدي لهذه السياسات وحماية للأجيال الناشئة.
مازن غنايم: يتغير حالنا عندما نصبح مجتمع منتج غير مستهلك..
بدوره، مازن غنايم رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية عقب لـ"بكرا" قائلا: قلت سابقا اننا مجتمع حضاري له تاريخه وجذوره ولكن ما يؤلمنا اننا تحولنا من مجتمع منتج الى مجتمع مستهلك وجاء الوقت ان نعود الى جذورنا ونصبح مجتمع غير مستهلك ويكون لدينا اكتفاء ذاتي، وبالطبيعي الوضع الاقتصادي سيء ليس بالصدفة ان 52% من مجتمعنا العربي تحت خط الفقر.
وتابع لـ"بكرا": هذه ارضنا ولا يستطيع احد اخراجنا من ارضنا، ويجب ان نواجه الحجة بالحجة، من ناحية قومية نحن نعتز بقوميتنا وهويتنا القومية ولكن من ناحية مدنية فاننا مواطنين في هذه الدولة.
واختتم: هذه نتائج يجب ان تضيء امامنا خطًا احمرًا بان نخرج الى سوق العمل ان نعمل ونعلم أولادنا وان نؤمن ان الشهادة الجامعية هي الرد المناسبة وان نؤمن بان الشهادة الجامعية هي سلاحنا الوحيد كمجتمع عربي فلسطيني وان نعود مجتمع منتج وغير مستهلك، هذا الاستطلاع يضعنا امام تحدي كبير بان ننهض من جديدة بالرغم من كل الظروف الراهنة ولكننا موجودين ونستطيع ان نستغل الفرصة على افضل وجه.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق