تحت عنوان "الوضع الراهن" وضمن المتابعة المستمرة للأوضاع في البلاد ولتفشي العنصرية والعنف، أجرى موقع "بـُكرا" استطلاعًا للرأي بالفترة ما بين 06.03 حتى 10.03.16 عبر الهاتف وبواسطة معهد S-Com، استطلاع هدف الى فحص اراء المواطنين العرب في إسرائيل، المتعلقة بالمرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد ومدى تأثير الأحداث الأخيرة، والتي تخللت أعمال عنف على حياتهم اليومية وتطلعاتهم المستقبلة. وشملت عينة البحث 611 فرد من جيل 18 وأكثر، موزعة وفق التمثيل النسبي للمناطق الجغرافية (الجليل، المثلث، النقب والمدن المختلطة) بنسبة خطأ 4%.

وقد أظهرت نتائج الاستطلاع ان الجماهير العربية في الداخل تعاني من وضع اقتصادي سيء، توتر وردود سلبية على المدخولات وأيضا مخاوف وشرخ بين الشعبين العربي واليهودي بسبب التحريضات المستمرة والأوضاع السياسية التي تحمل اجواءا متوترة.

"بكرا" حتى بعد ان اجرى الاستطلاع يستمر في متابعة ومواكبة ردود الفعل لدى الجماهير في الشارع العربي، حيث اتضح ان عنصر المفاجئة من النتائج لم يكن موجودا لدى المعظم.

وضع العرب مع اليهود اصبح اسوأ والوضع الاقتصادي يتدهور بسبب سياسة الحكومة وبسبب عدم تطور الاقتصاد المحلي..

د. اياد سليمان من الناصرة مبادر في مجالات التكنولوجيا والتربية والتعليم قال لـ"بكرا" معقبا على نتائج الاستطلاع: عرب الـ 48 هم اكثر من تضرر من انتفاضة السكاكين. وضع العرب مع اليهود اصبح اسوأ والوضع الاقتصادي يتدهور بسبب سياسة الحكومة وبسبب عدم تطور الاقتصاد المحلي الى الاستقلالية. حيث ان هناك عدة عوامل تؤثر علينا سلبا بالداخل منها اداء القائمة المشتركة سيء جدا، مما يجعلنا نخسر النقاط دائما مع المجتمع اليهودي وحماقات اعضاء الكنيست العرب لا تبشر بخير لنا.

وتابع: انتفاضة السكاكين حسب رأيي تحصل بسبب تدخلات خارجية وخاصة من إيران وضعف السلطة الوطنية الفلسطينية وتأييد كثير منا لهذا الموت العبثي لكثير من الشباب كما ان سياسة الحكومة الاسرائيلية الكارثية في المجال الاقتصادي والسياسي يؤثر سلبا علينا لأننا الحلقة الاضعف وليس هنالك تشغيل للعرب عند اليهود بشكل واسع، هنالك فئات قليلة يتسنى لها العمل لدى اليهود، الاقتصاد الاكبر.

ونوه قائلا: ما تسمى بالنخبة العربية في الداخل تبرع في دعم النظام السوري ولكنها لا تفهم بالاقتصاد والمبادرات الاقتصادية ولا تعمل لصالح العرب. صحيح ان هنالك نخبة صغيرة تعمل بحق من اجل العرب ولكنها نسبة هامشية. هنالك حاجة لحملة واسعة لدعم الاقتصاد المحلي والنهوض بنا الى المرحلة القادمة التي تأتي ما قبل الاستقلال شبة الكامل من الناحية الاقتصادية.

لو كانت هذه النتائج تخص اليهود في دولة أوروبية لصاحت كل الابواق المحلية والدولية بأن هذه "لا سامية"!!

ناضل حسنين من الطيبه قال بدوره معقبا لـ"بكرا": المجتمع العربي في إسرائيل يعيش حالة من الذعر الشديد، وفق ما جاءت به نتائج استطلاع موقع "بكرا". حالة كهذه يجب ان تكون مؤشرا يقلق أولا السلطات الإسرائيلية لتقصيرها في بث الشعور بالأمان في أوساط الجمهور العربي في البلاد. ولكن بدلا من ذلك نرى ان الخريطة السياسية في إسرائيل تكاد تخلو من اليسار، الى ان باتت العنصرية ضد العرب من ركيزة اليمين الإسرائيلي الحاكم.

وتابع: على ضوء ذلك، من الطبيعي ان يشعر العربي في البلاد بقلق بالغ على مصدر رزقه وعلى تعليمه وعلى مصالحه وعلاقاته وحتى على سلامته الشخصية في ظل الأوضاع الراهنة. وما أقسى ان تعيش وتتحرك وسط مجتمع يشير اليك بالبنان بأنك شخص مشبوه لمجرد كونك عربيا.

واردف قائلا لـ"بكرا": وإذا كان نتنياهو ووزراء حكومته يرددون ليل نهار بأن السلطة الفلسطينية تحرض على العنف، فإن العنصرية المنتشرة بكل وقاحة في إسرائيل لهي نتاج السياسة الرسمية للحكومة الإسرائيلية الأشد تطرفا في تاريخ البلاد، لدرجة ان نتنياهو يبدو الشخص الأكثر اعتدالا وسط جوقة المتطرفين التي تدير البلاد حاليا.

ونوه: بالطبع من المؤسف والمخيف في نفس الوقت ان يشعر المواطن العربي هنا بأنه غريب في بلاده مكروه ومهدد وان عليه ان ينغلق على نفسه بحثا عن النجاة، رغم انه لم يقترف أي ذنب وانما هو الضحية الأولى للعنصرية المباشرة ضد العرب. وخير دليل على انتشار هذه العنصرية قبل أي استطلاع هو ما يفرزه المجتمع الإسرائيلي منذ سنين من حكومات يمينية متطرفة.

وتابع: بالمقابل نجد المواطن العربي الأصلاني هنا رغم انه أسهم أبا عن جد في تطوير هذه الدولة بمشاركة تفوق مشاركة أي مواطن يهودي هاجر الى هنا ليجد بلدا متطورا ويباشر عيشه الرغيد فورا.

واختتم قائلا: لو كانت هذه النتائج تخص اليهود في دولة أوروبية لصاحت كل الابواق المحلية والدولية بأن هذه "لا سامية"، اما وان مصدر الغبن هي السياسة الرسمية الإسرائيلية تجاه مواطنيها العرب، فهذا يندرج في خانة المقبول بنظر الجميع، وهو بحد ذاته خطر كامن آخر!

نتائج طبيعية كون الحكومة يمينية متطرفة!!

وقال خير سليم من المقيبلة معقبا: الوضع الراهن له تاثير سلبي على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي على مجتمعنا، الخوف المسيطر على المجتمع اليهودي من التواجد في مدننا وقرانا له تاثير كبير جدا وعدم التفرقه بين الاشخاص المحايدين في مجتمعنا للاحداث يقلل من الاحتكاك الشبه يومي.

واردف: الامور من سيء الى اسوأ والعنصريه في تزايد ، والحكومه لها التاثير الكبير في هذه الظروف وسياستها العنصريه حتى في متابعة موضوع ميزانية الوسط العربي هي الطريق الى الهاويه !

وعقب سلام خميس من نتسيرت عيليت لـ"بكرا" على نتائج الاستطلاع قائلا: نتائج الاستطلاع ليست مفاجئة علما انني لست قلقًا او لدي هذه التخوفات الموجودة لدى الأغلبية لكنني اتفهم قلق الناس ولا الومهم.

واردف قائلا: من ناحية اخری اجد ان الاستطلاع إيجابي لانه يكشف الواقع الحقيقي لدولة الاحتلال وهذا شئ طبيعي ان نرى نتائج مشابهة كون الحكومه يمينيه، حتى بوجود اليسار الذي لا يؤثر شيئا ويعتبر يمينيا أيضا، وجود حكومه يمينيه متطرفة كهذه انتجت واججت الصراع الذي خلفته 70 عاما من الاحتقان.

انعكاسات للسياسه الاسرائيلية الاقصائية والقاسية تجاه المجتمع العربي في البلاد والهجومية اتجاه هويتة القومية!!

وأشارت منال حريب – باحثه في موضوع الهويه وتعددات الهوية من بير المكسور في حديثها لـ"بكرا" قائلة: النتائج برأيي تعكس الحال بالمجتمع العربي في البلاد. استغربت من المعطى الذي يتعلق بنسبة المواطنين العرب الذين وصفوا انه تربطهم علاقات مع يهود . اعتقد انه الواقع اقل مما يظهر في الاستطلاع. نتائج الاستطلاع في كافه مجالاته تمثل العلاقه بين العرب والدوله، والعرب واليهود في الدوله على شفير الهاويه.

وتابعت: اعتقد ان الوضع الراهن هو انعكاسات لامور معينة اولها السياسة الاسرائيلية الاقصائية والقاسية تجاه المجتمع العربي في البلاد والهجومية اتجاه هويتة القومية على خلفيه تعريف غالبية ابناء هذا المجتمع عن انفسهم كفلسطينيي الهويه. هذه السياسة لاقت تصعيدًا خاصة في الدورتين الحكوميتين الاخيرتين، وصورت وروجت امام الأغلبية اليهودية ان العرب في البلاد يعتبرون تهديدا على امن اسرائيل.

ونوهت لـ"بكرا": العامل الثاني هو الوضع الامني الراهن في البلاد والذي يؤدي اوتوماتيكيا الى عدائية الأغلبية للاقلية هذه العوامل ليست جديده وهي موجوده دائما بالعلاقة اليهودية العربية في البلاد ولكنها في الفترة الاخيرة اخذت اتجاهات تصعيدية. ونتائجها تتجسد خلال الارقام التي اظهرها الاستطلاع.

واسهبت قائلة: الهوه بين العرب والدولة والعرب واليهود في البلاد في اوجها. بسبب الصراع وهناك ابعاد كثيره قسم منها تطرق اليها الاستطلاع كالعامل المدني والعامل الاقتصادي وفض نسيج العيش المشترك. ولكن برايي اهمها والذي لم يتطرق اليها الاستطلاع هو التكتل داخل المجموعه وتفعيل الهوية القومية في كلتا المجموعتين مجموعة الاغلبية اليهودية كصهيونية ومجموعة الاقلية العربية كفلسطينية. برأيي المجتمع العربي في اليلاد يمر باوجه مختلفة لتشكيل وتعريف ابعاد هويته الفلسطينية والاسرائيلية.

واوضحت لـ"بكرا": خلال هذه المسيرة نضجت الجماهير العربية . لكن هذا النضوج ممزوج بمخاض والم هوية، اتحاد الاحزاب العربية في القائمه المشتركه كتعامل سياسي مع واقع الهوة المرير بين العرب والدولة كان اول اشارات التكتل العربي في البلاد. لان التكتل السياسي كان وما زال الملاذ الوحيد لمجموعة الاقلية للتعامل مع السياسة القاسية والصارمة التي تتبعها الدولة ضدها.

واختتمت: من حهة ثانيه هذا النضوج للجماهير ممزوج بفقدان بمضامين في هويته المدنية الاسرائيلية بالمستوى التعريفي. هذا الفقدان. ينعكس من خلال الاستطلاع بفقدان الاحساس بالامان وفرص الاندماج بالعمل والاحباط بسبب سياسة الدولة وفقدان المساواة نهائيا بين المواطنين العرب واليهود في معظم مجالات الحياة ولكن بالرغم من صعوبة الوضع والشعور بالضيق الذي يحكم قيضاته على المواطنين العرب في البلاد. الا انني ارى بالوضع الراهن فرصة لنضوج الهوية القومية. وهذا النضوج هو حتمي في طريق هذا المجتمع كأقليه من اجل الصراع لنيل الحقوق المدنية.

الاحداث الأخيرة خلفت شرخا كبيرا بين المجتمعين العربي واليهودي..

بدوره المحامي وسام هيب قال لـ"بكرا": اكثر ما شد انتباهي بالنتائج هو تأثير الاوضاع الراهنة على الامن الشخصي والامان العام، وعلى المردود المادي والدخل. مما لا شك فيه ان نتائج الاستطلاع تعبر عن الوضع القائم وهو شي مثير للقلق كما ان تدهور الثقه بين المجتمعين العربي واليهودي يعتبر أيضا عامل اساسي يزيد حدة التوتر وله تأثير سلبي على المرافق الحياتيه للمجتمع العربي وخاصة ايجاد فرص عمل، الشعور بالامن والأمان بالمرافق العامه او باماكن العمل حتى.

ونوه: للاسف الامور تزداد سوءً...ونتائج الاستطلاع تؤكد ان هناك تشاؤم واستياء من الاوضاع . نتمنى ان تتغير الاوضاع لما فيه اعادة بناء الثقه بين المجتمعين العربي واليهودي وبالتالي يستفيد الطرفين من حياه آمنه لها انعكاسات اجتماعيه واقتصاديه ايجابيه.

 نتائج لاستطلاع نلمسها بحياتنا اليومية

من ناحيته المحامي عبد القادر زعبي من كفر مصر عقب لـ"بكرا" قائلا: باعتقادي إن الاحداث الأخيرة خلفت شرخا كبيرا بين المجتمعين العربي واليهودي وطبعا لاسباب عديدة، فمن ناحية سيطرت اليمين المتطرف على معظم المجتمع اليهودي الذي يستمع الى خطابات رئيس الحكومه التحريضية ضد المواطنين العرب ومن ناحيه اخرى التصرف غير المسؤول من قبل بعض أعضاء الكنسيت العرب، وكانهم مبعوثون من قبل اليمين المتطرف لجعل العرب دائما في وضع اتهام وهم يعلمون انهم بهذه التصرفات يزيدون الشرخ بين الطرفين. للأسف نتائج لاستطلاع نلمسها بحياتنا اليومية.

نتيجة طبيعية لما تشهده البلاد من موجات عنصرية ومن جو تحريضي عنصري لم يحصل منذ قيام الدولة!!

وقال نديم شرقاوي من مصمص لـ"بكرا": بعد اطلاعي على نتائج الاستطلاع لم اتفاجأ بتاتًا لأنها تعتبر نتيجة طبيعية لما تشهده البلاد من موجات عنصرية ومن جو تحريضي عنصري لم يحصل منذ قيام الدولة، وايضا المواطن العربي لم يعد يشعر بالأمان على نفسه عندما يريد أن يخرج من بيته للتنزه بسبب حالات التحريض التى تشهدها البلاد ضد المواطنين العرب كما انها نتائج مقلقة يجب أن تضيء ضوء احمر لدى المسؤولين.

فاضل علي قال لـ"بكرا" معقبا على نتائج الاستطلاع: انا مع استمرار الخروج وعدم الخضوع لجو التحريض والعنصرية المتفشية، هناك ضرورة للخروج مع الاطفال وتغيير الجو، ولا مانع من الحديث معهم عن الوضع بدون ادخالهم الى حالة الرعب حيث ان القيم الانسانية لها الاولوية وهذه فرصة للحديث عن السياسة مع الأطفال وهذا ما لا نفعله عادة.. بلادنا لنا نتجول فيها ونزور معالمها..

مأمون فاعور من شعب قال بدوره معقبا على استطلاع "بكرا": نتائج الاستطلاع هو مؤشر واضح لوضع الأقلية العربية في هذه البلاد ، الواقع الأمني سيء وهو ما تراه أكثريتنا وبحق كمصدر رئيسي للمشاكل الإقتصادية والإجتماعيه .إنعدام الشعور بالأمان هو نقطة مهمة جداً في وقت تسن فيه الحكومة اليمينية المتطرفة قوانين جديدة فيها اضطهاد واضح لنا وتقييد للحرية المقيدة أصلاً . ألتخوف كبير من الغد لأن الأفق السياسي يبدو منعدماً تماماً في ظل تصعيد هذه الحكومةً .

وأختتم لـ"بكرا": أيضاً قضية الأقصى تلقي بظلالها علينا جميعاً حيث تسعى هذه الحكومة للمواجهة معنا من منطلق القوة وفرض قوانينها العنصرية علينا .نفسيتنا متعبة ومرهقة بالأعباء على جميع الأصعدة لكن علينا أن نصر على نيل حقوقنا وأن لا ندع الكآبة والخوف يسيطران علينا . أدعو الجميع إلى التنزه والخروج من الحصار وبنفس الوقت خفض المصروفات وإن كان في ذلك خفضاً لمستوى المعيشة .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com