في اعقاب الاستطلاع الذي اجراه "بكرا" بالتعاون مع معهد S-Com والذي كشف عن نتائج تتعلق بالأوضاع في البلاد وتفشي العنصرية والعنف عن طريق فحص اراء المواطنين العرب في إسرائيل، اتضح ان نتائج هذا الاستطلاع لا تختلف كثيرا عن استطلاعات أخرى للرأي قامت بها مؤخرا جهات ومؤسسات عالمية وإسرائيلية حيث ظهرت النتائج والنسب متقاربة وتصب في نفس المضمار وتجسد واقع مؤلم يعيشه المواطن العرب من فقر وبطالة وتخوفات لاسباب عديدة منها تحريضات الحكومة الإسرائيلية ضد الجماهير العربية، تفشي اليمين المتطرف، وانعدام أماكن العمل ووضع العوائق امام العربي للتقدم.

"بكرا" تحدث الى بعض القيادات العربية، وبعض الشخصيات التي تواكب تطورات الاحداث المتعلقة بالوضع الراهن للجماهير العربية في هذه البلاد من خلال مؤسساتها المختلفة.. وقد اجمع جميعهم بان على القيادات العربية ان تجد خطابا جديدا من شأنه ان ينهض بالجماهير الفلسطينية في الداخل ويعمل على تحسين مناحي الحياة المختلفة في المجتمع العربي، الى جانب العمل على إيجاد طريقة حوار تعمل على سد الفجوات بين الشعبين العربي واليهودي لما فيه من مصلحة للمواطن العربي في الداخل، مع المحافظة على الهوية القومية وضرورة تصعيد النضال لنيل الحقوق..اليكم التقرير..

غيداء ريناوي: على القيادة السياسية للاقلية الفلسطينية في إسرائيل تغيير خطابها بما يتلائم مع متطلبات والتغييرات الحياتية

غيداء ريناوي مدير عام مركز انجاز- المركز المهني لتطوير السلطات المحلية العربية عقبت قائلة: اعتقد ان نتائج الاستطلاع تعكس صورة حقيقية ومحتلنة لوضع الأقلية الفلسطينية في إسرائيل، وارى ان بسبب التغييرات السياسية في العالم العربي وفي داخل إسرائيل هناك مجموعة كبيرة بل الأغلبية من المواطنين العرب يكون دليهم نوع من ازدياد المطالب الحياتية تجاه الدولة وتجاه قياداتنا السياسيين، وهذا يعكس مطلب جدي باجراء تغييرات على الخطاب السياسي الذي نستخدمه علما ان كل موضوع الاحتلال هو موضوع لا يزال عالقا وليس بالتأكيد ان يكون له حل في العقود القادمة ولكن على القيادة السياسية للاقلية الفلسطينية في إسرائيل تغيير خطابها بما يتلائم مع متطلبات والتغييرات الحياتية للجماهير العربية في الداخل خاصة شريحة الشباب.

رضا جابر: في ظل هذه الظروف يجب ان تتفق القيادات على مشروع وطني يبحث اتجاهات المجتمع العربي في إسرائيل وعلاقته مع المجتمع اليهودي

بدوره المحامي رضا جابر، مدير "مركز أمان المركز العربي للمجتمع الأمن" قال لـ"بكرا": المجتمع الإسرائيلي تغير بصورة مطلقة حيث انه اصبح اكثر يمينيا كما ان اليسار انحسر بصورة جدية، وتغيرات في النخب السياسية والاجتماعية والأكاديمية والاقتصادية في إسرائيل تغير من وجه وعمق المجتمع الإسرائيلي وكل هذا ينعكس بصورة جدية على العلاقة بين العرب واليهود في هذه البلاد، لذلك امام هذا المشهد الجديد ان يخطط كيف ينظر الى علاقته مع المجتمع اليهودي وبالاساس كيف ينظر الى علاقته مع المؤسسة الإسرائيلية والحكومة الإسرائيلية التي حسمت امرها بالنسبة الى موضوع العرب.

وأضاف جابر لـ"بكرا": في ظل هذه الظروف يجب ان تتفق القيادات على مشروع وطني يبحث اتجاهات المجتمع العربي في إسرائيل وعلاقته مع المجتمع اليهودي، هذه الاستطلاعات واستطلاعات الرأي التي تم فحصها في مؤسسات أمريكية وأخرى عربية وإسرائيلية هي باتجاه واحد، يدل على ان هناك شرخ عميق بين اليهود والعرب في هذه البلاد، العرب هم المتضررون الاساسيون منه، ويجب الان ان يحدد مجتمعنا مساره.

وتابع: ما يحدث في الشرق الأوسط والتغيرات الهائلة وانهيار مجتمعات في العالم العربي أدت الى مرور المجتمع الإسرائيلي في مرحلتين، مرحلة الخوف مما يحدث في الشرق الأوسط وأيضا الشعور بان المجتمع الإسرائيلي هو اقوى من المجتمع العربي الذي فقد ظهره في المجتمعات العربية والعالم العربي مما ولد شعور لدى اليهود بانهم يستطيعون ان يفعلوا ما يريدون تجاه العرب وهو ما ينم عن تغير بالعقلية الإسرائيلية التي تشعر بان الساحة فارغة بالنسبة لهم وممكن ان يتعاملوا معنا بهذه الطريقة بدون أي رادع.

شكري عواودة: يجب اسقاط اليمين عن طريق الوحدة الجماهيرية للجماهير العربية والبحث عن شركاء حقيقيين في المجتمع اليهودي

د. شكري عواودة رئيس القائمة العربية المشتركة في نتسيرت عيليت عقب لـ"بكرا" قائلا: لا تفاجأني هذه النتائج لان الفاشية في إسرائيل في نمو متزايد حيث ان المؤسسة الحاكمة المتمثلة بالاحزاب اليمينية المتطرفة التي تؤلف حكومة إسرائيل حاليا بقيادة اليميني العنصري نتنياهو تصب جام غضبها على الشعب العربي الفلسطيني عامة وعلى الجماهير العربي الباقية في ارضها خاصة وكما لاحظنا في الآونة الأخيرة هناك ازدياد كبير جدا في الاعتداء على المواطنين العرب بذرائع مختلفة جرى تنفيذها في حينه وكأن المواطنين العربي يهدد الأقلية اليهودية.

وتابع د. عواودة لـ"بكرا": انا اسكن في مدينة مختلطة ونحن كعرب لا نخشى من احد ونخرج الى أماكن لهونا والمطاعم والمتنزهات كما اننا نقف للعنصريين بالمرصاد ولكن علينا جميعا ان نقر، انه يجب اسقاط جهاز الحكم اليميني الفاشي ويكون اسقاطه عبر وسيلتين الوحدة الجماهيرية للجماهير العربية والبحث عن شركاء حقيقيين في المجتمع اليهودي الذين بإمكانهم العمل مع الجماهير العربية في اطار العدل والمساواة، واذا استطعنا ان نصل الى معادلة هاتين القضيتين فبأمكاننا ان نعود الى ظروف أخرى كانت في هذه البلاد قبل سنوات عديدة وبالتحديد في فترات أواخر التسعينات، نحن جزء حي وواعي من الشعب العربي الفلسطيني وفي نفس الوقت نحن مواطنين نبحث عن المساواة المدنية والقومية في هذه البلاد.

المحامي نضال عثمان: أستنكر كل عمل يستهدف المدنيين

بدوره قال المحامي نضال عثمان، رئيس الإئتلاف لمناهضة العنصرية:استطلاع موقع "بكرا" يعكس واقع نعيشه يوميا كمواطنين عرب في البلاد، ومعطياته تعكس قلق الجماهير العربية ازاء ما يحدث.

وأضاف: الخوف لدى الجمهور العربي مبرر وشرعي وهو مضاعف، كوننا كعرب فلسطينيين ممكن ان نكون ضحية عملية ينفذها فلسطيني وايضا ممكن ان نكون ضحية اعتداء عنصري من جمهور يهودي متطرف او حتى من قوات امن لمجرد وجودنا في مكان العملية. اود هنا ان اعبر عن موقفي بشكل لا يقبل التأويل بانني ارفض واستنكر اي عمل عنف يستهدف المدنيين واعتقد ان بين ثنايا الاستطلاع ما يبين ان اكثرية الجمهور العربي في البلاد ترفض هذه العمليات ايضا!.

وأختتم: مما لا شك فيه ان استمرار الاحتلال يؤثر على مستوى حياتنا وامننا وامن كل عربي ويهودي في البلاد وكذلك يؤثر ويتأثر من وعلى منسوب العنصرية في اسرائيل اتجاه العرب الفلسطينيين ولذا واجبنا اتجاه انفسنا واتجاه شعبنا يحتم علينا العمل لمناهضة العنصرية ولانهاء الاحتلال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com