"من أقرب نابلس أم الجنة التي توجد بها إمي رهام وأبي سعد وأخي علي؟" سؤال حير عائلة دوابشة لدى عودة الطفل أحمد (5 سنوات) إلى مسقط رأسه قرية دوما جنوب غرب نابلس بعد أشهر من تلقيه العلاج في المستشفيات الإسرائيلية بعد أن أحرقت عائلته على أيدي مستوطنين إسرائيليين وهي نائمة في بيتها في الصيف الماضي.

وأصيب أحمد بحروق في جسده بنسبة 81 بالمائة، وبقي في المستشفى لشهور إذ أن عملية الشفاء كان بطيئة، ولا تزال متواصلة حيث يقدر الأطباء حاجته في المرحلة الثانية من العلاج لشهور عديدة أيضا فهو يحتاج إلى عملية تأهيل طويلة نسبيا.

ولعل السؤال الصعب أيضا الذي لم يعد بمقدر العائلة الإجابة عليه عندما يسأل الطفل عن أمه "أين أمي أريد أمي؟" يقول الجد المكلوم: لا نعلم ماذا نقول له سوى أن أمه في الجنة هو يعلم أنها في الجنة بعد أن أخبرناه قبل شهر تقريبا بما حدث مع عائلته على أيدي مستوطنين إسرائيليين إرهابين لم يتركوا عائلة دوابشة وشأنها بل حاولوا قتل الشاهد الرئيس على جرائم المستوطنين وهو الشاب إبراهيم دوابشة قريب الشهيد سعد دوابشة بإحراق منزله لكن قضاء الله وقدره حال دون محرقة جديدة في صفوف عائلة دوابشة مطلع الأسبوع الجاري.

ويسأل الجد المكلوم ماذا ستقول حكومة اليمين المتطرف للطفل أحمد عندما يحمل صورة أمه رهام يريد ان يجلس في حضنها، لا يعقد ما تتعرض له العائلة، سيبقى المنزل المحترق في القرية المطلة على الغور شاهدا على واحدة من أبشع عشر جرائم سجلها التاريخ البشري خلال المئة عام الماضية، حيث ان كثيرا من المؤرخين وصفوا الجريمة بأنها واحدة من أبشع عشرة جرائم سجلت في التاريخ المعاصر.

دوابشة يعود اليوم لقريته دوما بعد عودته من العاصمة الإسبانية مدريد، حيث حقق حلمه بلقاء اللعب العالمي ونجم منتخب العاصمة كرستيانوا رونالدو وكذلك نجوم ريال مدريد برفقة جد المكلوم، ويقول إنه سعيد بلقاء كرستيانوا وقد طلب منه ان يسجل هدف أمامه في ملعب العاصمة الإسبانية وقد حقق له النجم العالمي حلمه وسجل هدفا أمامه ولعب معه داخل المستطيل الأخضر.

واستهل أحمد زيارته لرام الله فور عودته من زيارة ريال مدريد بوضع إكليل من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات في مدينة رام الله.

نصر دوابشة المتحدث بإسم العائلة، قال في مؤتمر صحفي عقد في مقر وكالة وطن الإخبارية إن أحمد اليوم حضر إلى قريته دوما بعد ان خرج منها محترقا، واليوم عاد إليه بحمد الله وهو يتماثل للشفاء، وهو يحتاج لتأهيل طويل يمتد إلى 4 شهور في المرحلة الثانية من العلاج ويحتاج أيضا إلى عدة عمليات في يده اليامين ورجله اليسار ووضعه الصحي في تقدم مستمر، وبعد ذلك سينتقل أحمد للمرحلة الثالثة من العلاج وهي التجميل التي قد تستغرق 8 سنوات، وهو لا يوجد أي نقص في جسمه سوى أذنه اليمين التي سيتم التعامل معها من أجل تجميلها بشكل أفضل لإعادتها لشكلها الطبيعي.

وأضاف " نحن نسعى بالتعاون مع الحكومة لنقل أحمد للعلاج خارج فلسطين كواجب وطني وإنساني، لاننا يجب ان نخرجه من المستشفيات الإسرائيلية ولا نقبل أن يحرقوننا ويعالجوننا في نفس الوقت، واحمد يعلم بما حل بأسرته".



المستوطنون مازالوا مصرين على استهداف قرية دوما وعائلة دوابشة

وشدد نصر دوابشة في حديثه على أن المستوطنين مازلوا مصرين على إيقاع أكبر ضرر بعائلة دوابشة وبقرية دوما، فقبل أيام تعرض الشاهد الرئيس في قضية إحراق عائلة دوابشة لمحاولة اغتيال بنفس السيناريو الذي حدث مع عائلة سعد، حيث كسروا شباك غرفة النوم وقاموا بإلقاء القنابل شديدة الاحتراق داخل المنزل، ولكن بلطف الله تمكن إبراهيم وزوجته من الخروج دون أن يحترقوا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com