صادف يوم أمس الاثنين، 21.3 اليوم العالمي لمناهضة العنصرية، ويتزامن هذا اليوم كما في كل عام منذ أعوام مع موجة العنصرية والتحريض التي تعاني منها الجماهير العربية في الدخل الفلسطيني والتي تتمثل في قوانين عنصرية تسنها الحكومة ضد العرب في البلاد، وعدم اعطائهم الميزانيات الكافية او دمجهم في مختلف مجالات الحياة السياسية منها والاجتماعية وتفضيل الطرف الاخر عليهم، الى جانب التحريض الواضح من بعض النواب اليهود ومن قبل رئيس الحكومة على العرب، والتقرير الذي كشف عن رغبة عدد كبير من اليهود بترحيل العرب.

وسط هذا كله بات لا يخفى على أحد بان مجتمعنا في السنوات الأخيرة اصبح يعاني أيضا من أن بعض الجهات تحاول دق اسافين الطائفية خلال اذرعها المختلفة على حد تعبير الكثيرين، وان كان المجتمع يحاول جاهدا ان يحارب الفتنة الطائفية عن طريق الوحدة الوطنية وهي خطوة مباركة، وفي العالم العربي يحصل الأمر ذاته أيضًا.

"بكرا" ضمن متابعته لكل القضايا الهامة في المجتمع، توجه لعدد من المواطنين مستفسرا حول تعريف العنصرية، كيف يعرف الشارع العنصرية، هل يعرف التعريف الدقيق لها؟ ومتطرقا الى العنصرية في اسرائيل، والحلول ان كانت موجودة؟ ولا بأس لو استفسرنا عن وجود طائفية في الداخل الفلسطيني (48) وما هي الحلول لمواجهتها؟

الأقلية الفلسطينية اثبتت الانتماء وعقلانية التصدي للنزاعات الاقليمية والنعرات الطائفية والفوضى الخلاقة
د. محمد مصالحة رد على أسئلة "بكرا": العنصرية سلوكيات ومعتقدات التي تعلي من شأن فئه على اخرى بسيطرتها عليها من ناحية الحكم والتحكم بمصيرها بعد سلبها حقوفها الفردية، الجماعية والقانونية. انواعها كثيرة.. عرقية دينية، الجنس ولون البشرة وعنصرية الطبقات الاجتماعية الاغنياء ضد الفقراء الاكثر شيوعا في العالم.

وتابع: عنصرية اسرائيل بقدر ما هي مسيئة ،خطيره ومؤكد مخيفه لنا بسبب التشريعات المغلفة بقوانين اللعبة الديمقراطية في كل نواحي الحياة، العمل، التعليم، الحقوق المدنية، التطوير، البناء، التعليم والتخطيط للتطوير بقدر ما هي خطيره اكثر على المجتمع الاسرائيلي نفسه الذي قبل ان يعترف بتفضيله طرد العرب من البلاد في اخر استطلاع اجراه معهد "فيو" الامريكي العالمي حيث ظهر أيضا خلال الاستطلاع انتشار العنصرية اليشعة في اوساط متدينة أسهمها اخذة بالارتفاع وسيطرتها على الحياة العامة في اسرائيل حتى ان هناك ما يقارب العشرين بالمئة من اليهود يعلنون عن كراهيتهم للعرب ويطالبون بإقامة دولة قومية حسب الشريعة اليهودية.

وأضاف قائلا: اما بالنسبة للطائفية الطائفية فإنها للأسف تظهر بقوة داخل الخط الاخضر اي بيننا نحن الاقلية الفلسطينية الصامدة التي تمكنت من الحفاظ على لغتها ، ارضها وتراثها وتواجدها وكم من المرات افشلت مشاريع تفرقه وتمييز ممنهجة خططت لها السلطة والحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بفضل اللحمة والوحدة التي ارست قواعدها قيادات وطنيه ارتبطت اولا بكرامة الانتماء وعقلانية التصدي للنزاعات الاقليمية والنعرات الطائفية والفوضى الخلاقة التي اوجدها المستعمر والمحتل الغربي والامريكي والتي وجدت ارضا خصبه لاستمالة اطراف واوساط دينيه مشبوهة ارتبطت مصالحها مع مصالح الامبريالية والصهيونية العالمية ففتكت وللأسف بالشعوب العربية وايضًا بنا في الداخل لتنتقل حالة العدوى العربية الينا.

واختتم قائلا: لا ارى من منظاري الخاص اي بشائر طيبه لإنهاء حالة الطائفية التي يعمل مروجوها باسم الرب.

الحل لكل هذه الآفات الفكرية هو فصل الدين عن الدولة والعلمانية الفكرية

من ناحيته قال د. فؤاد خطيب من شفاعمرو لـُ"بـُكرا": العنصرية موجودة منذ ان بدأت الحضارة البشرية ومن حينها كان هناك اقوياء وضعفاء حكموا الاقوياء بالقوة وقد تبلور ذلك في الكثير من الديانات التوحيدية وخصوصا اليهودية التي يعتبر اليهود وفقها نفسهم بأنهم شعب الله المختار لان الرب فضلهم على الاخرين ، والبشر الاخرين كانوا اغيار اي انه لا قيمة لهم حسب الديانة وهم بطبيعتهم اعداء اليهودية واعداء الرب.
وتابع يقول: تطورت حتى وصلت الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر وظهر هرتسل واستغل تعاليم اليهودية الانفة ذكرها ، اما في الاسلام ظهرت العنصرية الطائفية مع ظهور الوهابية في القرن الثامن عشر في مدينة الدرعية في السعودية ونحن اليوم نرى افعالها العنصرية الاثنية ظهرت في المانيا وايطاليا وعرفت بالنازية والفاشية وظهرت في جنوب افريقيا وهنا في إسرائيل أيضًا حيث ان العنصرية الدينية هي أخطرها فمن الممكن القضاء على العنصرية السياسية في حين انه من الصعب القضاء على الفكر العنصري.

واختتم: لا ننكر اننا نعاني من بعض المظاهر الطائفية في مجتمعنا هنا ولكن بصور خفيفة قليلا ما وصلت حد العنف، الحل لكل هذه الآفات الفكرية هو فصل الدين عن الدولة والعلمانية الفكرية.

نحن في خندق واحد، وجود الاحتلال يلغي تلقائيا التفكير بالطائفية
وقال محمد انيس من قلنسوة لـ"بـُكرا": العنصرية في اسرائيل واضحة مثل الشمس من معاملات المؤسسات والبلديات التفريق بين العرب واليهود حتى في المحاكم والح الوحيد هو ان نكون يد واحدة وتوحد الأحزاب بشكل حقيقي وليس فقط في الانتخابات وان تكون القيادة ذات مصداقية حقيقية وقدوة حسنة.

اشرف حمارشي من حيفا عقب قائلا ومعرفا العنصرية: العنصرية هي اطلاق حكم بالدونية على شخص او مجموعة من خلال الاستدلال بخصائص و عناصر بيولوجية لا تتغير، و التعامل مع هذه الافراد او الجماعات على هذا الاساس، و تتقاطع العنصرية مع مجموعة من المصطلحات الاخرى مثل العرقية أو الاثنية او التمييز.

وتابع لـ"بـُكرا": تحارب العنصرية على مستوى الشعوب بطمس الفوارق بين الاشخاص و المجموعات و بمحاربة التعميم في اطلاق الاحكام المسبقة و بتذويب فكري للفوارق المتخيلة على اساس الجنس او اللون او العرق، في اسرائيل تعمل الحكومات، او المؤسسة الصهيونية على تعميق النظرة العنصرية لدى المواطن اليهودي تجاه الاخرين، من العرب او سواهم، هم يحاولون اصلا ان تكون اسرائيل دولة يهودية، وهذه قمة العنصرية.

وأضاف قائلا: بالنسبة للطائفية بين العرب في اراضي ال48 اعتقد انها شبه معدومة بيد أن المؤسسة اليهودية تسعى طوال الوقت لزرع خلاف طائفي، لن يتحقق، لأن العرب المتبقين في الاراضي المحتلة تربطهم اشياء اكبر من الطائفة الدينية.. نحن في خندق واحد، وجود الاحتلال يلغي تلقائيا التفكير بالطائفية.

وبدوره قال المحامي اسعد مصطفى من المشهد قائلا: العنصرية واضحه بشكل صريح كأشعة الشمس في جميع المجالات وتزداد يوميا، هناك عدة نظرية لكنها ليست واقعية.

الاقلية تمارس الطائفية بشكل ممنهج ضد الاغلبية وهي تعتمد بذلك على دعم الاخر الذي يمارس العنصرية ضد الفئتين
وليد زيدان من حيفا أشار في حديثه لـ"بـُكرا": مصطلح العنصرية هو مصطلح واسع وعميق ربما تكون الدوافع دينيه او قوميه او مذهبيه نحن في اسرائيل نعاني من العنصرية في القانون ولكن الاكثر الما هو اننا لا نملك اي سلاح لنواجه هذه العنصرية ربما اصبح لدينا القابلية لتقبل العنصرية . واسوأ من ذلك بان العنصرية منتشرة في جميع دول العالم.

وختم حديثه: لا اعتقد ان هناك ما يسمى طائفية
محمد قسوم من سخنين عرف العنصرية قائلا: العنصرية هي تفرقة بين شخص واخر على اساس عرق او دين او تفرقة بجميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومن يعيش في هذا البلد يعرف جيدا معناها، للأسف ما يحدث في المجتمع اليهودي في السنوات الاخيرة من تطرف يخيف الجميع
.
وتابع: الحل ليس بالسهل وبحاجة لتخطيط وتفكير وممارسة عملية للأسف كل هذا غير موجود لدينا اما بالنسبة للطائفية البغيضة في مجتمعنا فهي مختلفة بعض الشيء. الاقلية تمارسها ضد الاغلبية وهذا نادر جدا في المجتمعات الإنسانية الاقلية تمارس الطائفية بشكل ممنهج ضد الاغلبية وهي تعتمد بذلك على دعم الاخر الذي يمارس العنصرية ضد الفئتين في محصلة الامر كله ضد كله.

وقال بشير طه من كفرقاسم قائلا: العنصرية لها وجوه كثيره ومن السهل تعريفها ..على سبيل المثال المحاكم وغيرها من المؤسسات الحكومية وبالرغم من ذلك فهي لا تخيفني لأنني صاحب هذه الارض وممكن حل هذه الإشكالية عن طريق الحوار مع الطرف الاخر بعيدا عن السياسيين.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com