لكل امرأة ناجحة طموحها المهنية من أجل بناء سيرةٍ مهنية ناجحة، بغض النظر عن اختيارها للمسلك المهني الذي تعمل به، فلكل مهنة الصعوبات والتحديات الخاصة بها، بين ظروف المرأة، والعمل، والدعم الذي تحظى به المرأة من المقربين منها، في البيت والعمل. فكيف يكون الحديث حين نتحدث عن المرأة المُحامية، التي تشترط عليها عملها المهني جهدًا في العمل والتنقل من مكانٍ لآخر.

عن الصعوبات والمعيقات التي تواجه المرأة المُحامية، في بناء سيرتها المهنية والتوفيق بين عملها وبيتها، توجهنا إلى المُحامية وكاتبة العدل، ريم عزايزة، وهي متزوجة وأم لثلاثة أطفال، وناشطة في عدة نشاطات اجتماعية وتطوعية في عدة جمعيات، ومؤسسات ولجان أولياء أمور.

التحديات، ومتاعب المهنة، واكتظاظ سوق العمل


وردًا على سؤالنا، قالت المُحامية ريم عزايزة: " هُناك العديد من التحديات التي تواجه المرأة من أجل بناء سيرة مهنية ناجحة، وخاصة عند الحديث عن مهنة المُحاماة التي هي بالأصل معروفة بمهنة المتاعب، فالمرأة الناجحة بشكل عام تحمل مسؤولية مضاعفة تجاه عملها من جهة وتجاه أسرتها من جهة أخرى والمطلوب منها ان تقوم بمسؤولياتها في كلتا الجانبين على أكمل وجه وبدون تقصير وكأنها تعمل في ورديتين بنفس الكفاءة، وهذا الأمر يتطلب منها الكثير من الجهد الجسدي والنفسي".

وتابعت: "بالنسبة للنساء المُحاميات فالتحديات هي أكثر صعوبة، وذلك يعود لصعوبة العمل نفسه وظروفه، من حيث ساعات العمل الطويلة التي تتعدى عادة الثمان ساعات يوميا، الامر الذي يشكل التحدي الأكبر لدى المحاميات الأمهات بالإضافة إلى الضغوطات النفسية والجسدية الذي تتميز بها هذه المهنة، من حيث التعامل مع القضايا المختلفة، الأطراف، المحاكم والمؤسسات باختلاف أنواعها، وهو الأمر الذي يتطلب ليس فقط معرفة بأحوال القانون، إنما مهارات عملية ومهنية وادارية خاصة، ناهيك عن اكتظاظ سوق العمل، وهذا الأمر في الغالب ينعكس أثره على المحاميات من حيث إيجاد فرص عمل مناسبة ومن حيث تدني أجورهن مقارنة بالمحاميين الرجال.

المحاميات المستقلات...

ومن الجدير ذكره، أن المحامية ريم عزايزة، هي محامية مستقلة، وتدير مكتبها الخاص منذ عام 2003. وعن المُحاميات المُستقلات وظروف عملهن، قالت: " هُنّ لسنّ أوفر حظًا من المُحاميات الأجيرات، فرغم الزيادة الملحوظة في ارتفاع نسبة المُحاميات في السنوات الأخيرة، في مجتمعنا العربي، إلا أن قسمًا كبيرًا منهن يمتلكن الكثير من التخوفات ويتطلب منها المزيد من التحديات، منها؛ قدرتها على بناء ثقة مع الزبون، ليختارها لتمثيله لكونها مُحامية، وليست محاميًا، وهذا الأمر يتطلب منها الكثير من المهنية والمصداقية الكبيرة. والمسؤولية الإدارية والقيادية، التي يجب أن تتحلى بها لبناء أسم موثوق في هذا المجال

تجاوز الصعوبات والمعيقات...

وردًا على سؤالنا، حول سُبل تجاوز الصعوبات والمُعيقات، قالت: "طبعا تجاوز هذه الصعوبات هو ليس بالأمر السهل، ويتطلب من المرأة الكثير من الجهد، والجد والمثابرة وأحيانا التضحيات، وبعضها غالبا ما يكون على حساب صحتها وراحتها الشخصية، لكن مع العمل الجاد والإرادة لا يوجد مستحيل، بالإضافة إلى الثقة بالنفس وعدم الاستسلام للصعوبات، فلا بد للمرأة ان تثبت جدارتها وان تشق طريقها نحو النجاح.

سُبل بناء سِيرة وحياة مهنية ناجحة...


وعن سُبل بناء سِيرة وحياة مهنية ناجحة، لدى المُحاميات والنساء العاملات، عامةً، قالت: " تبدأ من الجَد والمثابرة والعمل الدؤوب، حتى لو تَطَلبَ منها الأمر في بداية طريقها الكثير من الجهد.

بالإضافة إلى أهمية مواكبة كل التجديدات والتعديلات في مجالها وتطوير نفسها ومهاراتها المهنية والعملية والادارية بشكل دائم، ومع مرور الوقت بإمكانها إثبات جدارتها، ومهنيتها ومصداقيتها العالية في العمل، من أجل بناء سيرة مهنية ناجحة يُشاد بها.

التوفيق بين العمل والحياة اليومية..

وردًا على سؤالنا، قالت: " التوفيق بين العمل والحياة اليومية والمتطلبات الأُسرية ليس بالأمر السهل بتاتًا، لكني اؤمن بأنه يجب إعطاء لكل شيء حقه، وهذا يعني إعطاء العمل حقه وإعطاء الحياه اليومية والأسرية حقها، والفصل بين الاثنين عن طريق الالتزام بأوقات العمل للعمل فقط والالتزام بأوقات ما بعد العمل للحياة اليومية والأسرية فقط، وبما في ذلك الالتزام بالعطل الأسبوعية و المناسبات والأعياد بشكل كامل دون الاقتصار منها لصالح العمل".

تنظيم حياة المرأة العاملة، من الجانب المهني والأسري

وفي هذا الجانب قالت: " في اعتقادي، تنظيم حياة المرأة العاملة في أغلب الأحيان ليس منوطًا بها وحدها وهو في الأساس يعتمد على مدى تعاون افراد الأسرة ككل واخذهم بعض المسؤوليات في المهام الأسرية ومدى استقلاليتهم والاعتماد على انفسهم في القيام ببعض الواجبات، وهنا يأتي دور الأسرة الداعم في جعل طريق المرأة إلى النجاح أسهل .

ومن الجدير ذكره، أن المُحامية ريم عزايزة، حاصلة على لقب أول في موضوع المحاماة منذ 2002، وعلى اللقب الثاني من جامعة حيفا عام 2006، بالإضافة الى كونها حاصلة على لقب كاتبة عدل عام 2015، وهي عضو في لجنة الأراضي في نقابة المحامين - لواء الشمال، بالإضافة لكونها عضو في لجنة دائرة الاجراء ولجنة المحاميات - نقابة المحامين لواء الشمال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com