كشف استطلاع امريكي مثير حول المجتمع الإسرائيلي بان نسبة كبيرة من اليهود في الدولة يؤيدون ترحيل العرب من ارضهم حيث كشف الاستطلاع بان 71% من المتدينين اليهود، و59% من الحريديم و53% من المتمسكين بالتراث يؤيدون الترانسفير للعرب، من ناحية أخرى فان 79% من العرب المشاركين في هذا التقرير يقولون انه يوجد تمييز صارخ في المجتمع الإسرائيلي ضد المسلمين بالمقابل فان 74% من اليهود المشاركين يؤكدون بانهم لا يروا مثل هذا التمييز، في حين انه قد تعالت الأصوات والنشاطات والفعاليات التي من شأنها ان تخفف من وتيرة العنصرية والتطرف من قبل الحكومة الإسرائيلية تجاه العرب في الدولة خاصة من يساريين وتناهض السياسة التحريضية المتبعة من قبل رئيس الحكومة.
"بكرا" المؤسسة الإعلامية التي قامت على تأسيس مشروع "التعايش" لغتي وحرصا منه على نشر ثقافة التعايش بين الشعبين العربي واليهودي في البلاد لانه ليس هناك منفذ اخر للوصول الى بر الأمان شرط الوصول بداية إلى تسوية سياسية عادلة، لا زال يتابع المسألة واجرى بعض اللقاءات حول الستطلاع الأمريكي مع عرب من الداخل يعايشون الشعب اليهودي بمختلف اعتقاداته أفكاره وانتماءه.
الحكومة الحالية في اسرائيل والتي تحظى بدعم جماهيري لا تريد حل الصراع
المحامي علي حيدر قال في هذا السياق لـ"بكرا": معطيات صعبة وقاسية جدا تشير الى العنصرية المستشرية بالمجتمع والسياسة الاسرائيلين الذين يغذيان الواحد الاخر. هذة المعطيات حول الرغبة بتهجير العرب من البلاد اخدة بالازدياد في السنوات الاخيرة وهي نتاج لسياسة الحكومات الاسرائيلية التي تقدم مشاريع قوانين عنصرية وتتخذ قرارات ضد المجتمع العربي اضف الى ذلك ان رئيس الحكومة نتنياهو قد وضع خطة من خلالها استهدف المجتمع العربي وقد بدا ذلك من خلال تصريحاته بان العرب يهرولون للتصويت ومن ثم التحريض في عملية تل ابيب وبعد ذلك تقديمه ودعمه لسياسات التضييق وابعاد العرب عن العمل السياسي من خلال حظر نشاط الحركة الاسلامية الشمالية وتقديم مشروع ابعاد اعضاء الكنيست. اضف الى ذلك ان حالة الضعف والخوف التي يعيشها المجتمع الاسرائيلي تدفعة الى اسقاط ضعفة ومخاوفة والاستقواء على الاقلية الفلسطينية.
وتابع: ما من شك بان عدم وجود افق سياسي ورفض الحكومة الحالية حل الدولتين يخلق وضع من التوتر والقابل للانفجار بين الشعبين.على ما يبدو ان الحكومة الحالية في اسرائيل والتي تحظى بدعم جماهيري لا تريد حل الصراع وانما اجارته فهي توسع الاستيطان وتسيطر في القدس وتشترط الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية وتضيق على المجتمع العربي وتواصل حصار قطاع غزة وترفض التعاطي مع قضايا اللاجئين وجميع هذة القضايا جوهرية.
واختتم لـ"بكرا": من المفروض العمل بعدة مستويات من اجل التصدي لهذة المواقف العنصرية واستعمال واستخدام استراتيجيات متنوعة تعمل بشكل تكاملي. وكما يقول المفكر باولو فريري في هذة الحالات على المقموع والمقهور تحرير نفسه اولا وتحرير قاهره. ولذلك يجب تقوية الذات والعمل على المحاولة للتاثير على الرأي العام اليهودي وتربيته من جديد. كما انه يجب استثمار ما يوفره المجتمع الدولي. ولكن الحل في هذة الظروف المركبة هو الاعتماد على الذات.
ارض الميعاد وأرض ومسكن لليهود فقط
من ناحيته شاهين شاهين من كابول عقب قائلا: ليس جميع اليهود يحملون هذا التفكير او يأيدون ترحيل بل هناك يهود يؤمنون بالتعايش بين الشعبين ودولة واحدة لشعبين، بالمقابل فان هناك بعض اليهود يؤمنون بانها ارض الميعاد وأرض ومسكن لليهود فقط، هذه إحصائيات وليست حقيقية حيث ان معظم أصدقائي أليهود يأمنون بالعيش ألمشترك ومن يأمن بترحيل أو قتل ألعرب هم اقلية فقط.
وقالت الدكتورة فاطمة قاسم من بئرالسبع معلقة لـ "بكرا": لا افهم الضجة حول الاستطلاع الذي نشرته صحيفة هاّرتس والذي يبين أن 47% من اليهود في إسرائيل تؤيد بشكل علني عملية ترانسفير للعرب الفلسطينيين المواطنين في دولة إسرائيل، وكأن الحدث الجلل جديد! وهذا ليس بجديد بتاتا.
وتابعت: إن الاستطلاع ما هو إلا انعكاس لسياسات وتصريحات زعامات الأحزاب الصهيونية، خاصة اليمينية منها، وعلى رأسها رئيس الحكومة وائتلافه ولكن ليس حصرا، وذلك لان جميع الأحزاب صهيونية الأيديولوجية لا تختلف من حيث الرؤية والإستراتيجية في حرصها على دولة يهودية في فلسطين وهذا لا يمكن أن يتم إلا على حساب إقصاء, طرد, واستغلال للفلسطينيين.
ونوهت لـ"بكرا": الاختلاف هو أن الأحزاب الصهيونية اليمينية تعمل علنا ومن هنا التأثير على الرأي العام الذي انعكس بالاستطلاع لان السياسية العلنية تعتمد التخويف والترهيب لليهودي من الفلسطينيين وعلى لسان زعماء كرئيس الحكومة ووزيرة العدل التي قالت أنها وزيرة العدل للشعب اليهودي في لقاءها الأول مع دانا فايس وتصريحات عنصريه لوزراء آخرين... والأحزاب الصهيونية الأخرى تعمل خفية وعلى ارض الواقع دون ضجة لتحقيق نفس الأهداف، انظروا حالة القدس! اكيد هنالك بعض الشرائح داخل الشعب اليهودي التي يجب أن نتعامل ونتواصل معها عن قرب ولكن الحقيقة هي أن السؤال الأكثر أهمية من وجهة نظري هو: ما هي الرؤية والإستراتيجية الفلسطينية في الداخل لمن نحن وماذا نريد؟ وكيف نريد أن تكون علاقتنا مع الدولة؟ مع الفلسطينيون غير المواطنين في إسرائيل؟ وعلاقتنا مع المجتمعات والسلطات العربية؟ ومع شعوب وحكومات العالم؟ وبالتالي كيف سنتعامل مع هذا الواقع وغيره؟
كما تطرقت قائلة: في ظل الوضع العربي المحيط بنا، والوضع الدولي الوضع الفلسطيني بشكل عام معقد والوضع لفلسطينيي الداخل أكثر تعقييدا هذا بشكل خاص وخاصة بعد أن أصبحنا أكثر وعيا سياسيا وأكثر تفعيلا لقوانا السياسية في الداخل والخارج. هذا الوضع جيد ويجب أن نستمر ولكن يجب اتخاذ الحكمة والحذر في كيفية إدارته وتوجيهه.وحتى يتم هذا يجب أن ينخرط العديد من المؤسسات والشخصيات إلى جانب القوى السياسية الموجودة لوضع إستراتيجية نحدد بها رؤيتنا بالتوافق لما نريد كجماعة ونحدد الآليات لتحقيقه.
اخاف ان يكون السؤال القادم هو كيف ستكون طرق الترحيل
وأشار موفق خلايلة من سخنين في حديثه لـ"بكرا" قائلا: السبب الاول لهذه النسبة هو سياسة التحريض المتبعة في الاونة الاخيرة. لذالك يجب تغيير هذه الحكومة. كما انه على قوى اليسار في الوسط اليهودي ان تأ خذ دورها.وعلينا كمجتمع عربي ان نقوم بحمله اعلاميه واسعة للتصدي لهذه الظاهره على مستوى لجنه المتابعه اعضاء كنيست سلطات محليه واطر شعبيه. واعتقد انه في حال ادخلنا العرب الى هذا الاستطلاع فان النسبة ستقل ولكن الامر لا يزال مقلقا.
وعقب سهيل حاج من الناصرة قائلا: بالطبع لا احد يستطيع ترحيل العرب ولكنني استهجن من فكرة طرح الموضوع.. واخاف ان يكون السؤال القادم هو كيف ستكون طرق الترحيل، من يطرح هذه الاسئله..هو انسان مريض..نحن اصحاب الارض..هكذا كنا وسنبقى..اما مرضى النفوس ..الى الجحيم
لو اجتمعت قوى العالم...لن نحيد عن أراضينا
نبيل اسعد من بلدة اكسال نوه قائلا: اعتقد انه بسبب الاوضاع السياسية المعقدة التي تشهدها البلاد في الفتره الاخيرة فان هناك تراجع في العلاقة بين الشعبين، لذا يجب ان يتم دمج العرب في الدوله بشكل اكبر لقاءات في المدارس بين عرب ويهود. ان يزور الطلاب العرب مدارس يهودية وبالعكس، هناك عدة خطوات ممكن ان نقوم بها لتحسين الوضع.
اما علاء محاميد من ام الفحم فقال: كلمة ترانسفير استعملت واستخدمت ضد العرب على مدار 67 سنة...فلا جديد عن راي الشعب اليهودي العنصري الذي يطالبنا يالرحيل عن ارض اجدادنا..ولكن لو اجتمعت قوى العالم...لن نحيد عن أراضينا الحل طبعا ان نتحد سويا هنا كاقلية فلسطينية للمدافعة عن اراضينا...ان نقف امام ابواق العنصرية وقفة شعب واحد يناضل من احل حقه في العيش في ارضه التوجه للشعب االيهودي الذي يطالبنا بترك ارض اجدادنا
بدوره مختتما قال طلعت صالح من المشهد لـ"بكرا": هذا الواقع ليس جديدا وهي حقيقة موجودة دائما ولكن الخوف ليس منهم بل من انفسنا لأننا مجتمع يحقد على بعضه البعض ومنقسم.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق