عندما تصلكم بطاقة الهوية البنكية لا ترموها في سلة النفايات بل افتحوا الرسالة وتمعنوا بالأرقام والمعطيات المعروضة بشكل سهل ومريح لتفهموا بشكل أفضل الصورة العامة لوضعكم المالي.

ماذا تحتوي بطاقة الهوية البنكية؟
في هذه الأيام ستصلكم عبر البريد رسالة من البنك تحتوي على تقرير "بطاقة الهوية البنكية" الخاصة بكم. عمليا، وبدءاً من هذه السنة ستصل هذه "البطاقة" مرة في السنة في أواخر شهر شباط وستكون بنمط وشكل موحد لجميع البنوك. البطاقة ستوضح لصاحب الحساب بشكل مُبسط وواضح جميع أرصدته في حساب البنك في الحساب الجاري، في التوفيرات، حسابات الادخار، الأوراق المالية، الأوراق المالية الأجنبية وبالعملة الصعبة. في جهة الالتزامات تحتوي بطاقة الهوية البنكية على القروض، إطار الاعتماد والكفالات. كما ويُفصل التقرير العمولات والفوائد التي دفعها الزبون خلال السنة. بالإضافة إلى ذلك تحتوي البطاقة على تفاصيل إضافية مثل، الأوامر الثابتة (הוראת קבע) وتفصيل الوكلاء في الحساب والمزيد من المعلومات.

كيف يمكننا الاستفادة من البطاقة؟
بادر بنك إسرائيل إلى إجبار البنوك على إصدار تقرير "الهوية البنكية" في إطار مساعيه المتنوعة لتعزيز التنافسية بين البنوك ومنح زبائن البنوك أداة سهلة يمكنهم من خلالها فك "طلاسم" الكشوفات والبيانات البنكية التي تصلهم وتنتقل مباشرة من صندوق البريد إلى سلة النفايات في البيت. ومن خلال هذا التجديد يأمل بنك إسرائيل أن يُصبح بإمكان زبائن البنوك معرفة حجم العمولات والفوائد التي يدفعونها خلال السنة ومعرفة كم تكلفهم القروض وإطر الاعتماد (מסגרת אשראי) المختلفة التي يحصلون عليها من بنكهم. معرفة هذه المعلومات الأساسية تمنح الزبون إمكانية "مفاصلة" بنكه حول حجم العمولات والفوائد المفروضة عليه وتُمكنه أيضا من التوجه لبنوك أخرى ومعرفة ما الذي يعرضونه عليه للانتقال إليهم، هذا على فرض أنه زبون جيد ويحترم التزاماته وتعهداته للبنك.

حسابك دائما مينوس؟ البنوك تحبك جدا!
هنا لا بد لي من التوقف لحظة والحديث عن موضوع الانتقال إلى بنك أخر. في كثير من الأحيان الاحظ عند البعض نوع من الاستخفاف في موضوع الانتقال إلى بنك آخر أو التفاوض مع البنك لخفض تكلفة العمولات والفوائد. وفي العادة يكون تفكير هؤلاء بأنه "يخلف على البنك اللي متحمل حسابي"! هنا يشعر الشخص وكأن البنك يقدم له معروفا أو جميلا عند منحه قرض أو إطار اعتماد مالي. والحقيقة عكس ذلك تماما! البنك يكسب من الحسابات المدينة (أي الحسابات التي في "مينوس"). الفوائد والعمولات على القروض بمختلف أنواعها هي التي تحقق الأرباح للبنوك. لذلك في كثير من الأحيان يكون صاحب الحساب المدين، لكن المُنظم وتحت السيطرة، أفضل بالنسبة للبنك من الحساب الذي لا قروض فيه. لهذا حتى وإن كان حسابكم في المينوس يمكنكم التوجه للبنك وتوفير مئات الشواقل في السنة من خفض نسبة الفائدة التي تدفعونها. عليكم فقط أن تجربوا ولا مكان للخسارة.

توحيد وتفريق
بالإضافة إلى معرفة كم يكلفنا حساب البنك بالعمولات والفوائد، حصولنا على تقرير يسهل فهمه حول وضع حسابنا البنكي يمنحنا أيضا فرصة لمراجعة وضعنا المالي بشكل معمق وتغيير بعض الأمور. مثلا، اذا اكتشفنا في بطاقة الهوية البنكية أن لدينا ثلاثة حسابات توفير مختلفة صغيرة نسينا أصلا انها موجودة فيمكن توحيد هذه التوفيرات في توفير واحد يسهل متابعته. وإذا كنا مع عدة قروض صغيرة يمكن أيضا إعادة النظر فيها وتوحيدها في قرض واحد. أحيانا يجب القيام بالعكس. مثلا إذا كان لدينا توفير واحد كبير بالكاد يكسب بضعة قروش في السنة يتوجب علينا استشارة موظف البنك حول إمكانية تحويل جزء من المبلغ لمسارات استثمار قد تجني أرباح أكثر.
عندما تصلكم بطاقة الهوية البنكية لا ترموها هذه المرة في سلة النفايات بل افتحوا الرسالة وتمعنوا بالأرقام والمعطيات المعروضة بشكل سهل ومريح لتفهموا بشكل أفضل الصورة العامة لوضعكم المالي.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com