يمر الثامن من آذار الجاري على النساء الفلسطينيات بشكل غير اعتيادي، إذ اختارت مجموعة من النسوة العمل في أعمال غير تقليدية يسميها البعض أعمالا خشنة كانت حتى وقت طويل حكرا على الرجال، تتمثل في الصناعات الخشبية وفي صناعة الأثاث أو في إدارة النيابة العامة.
وفي هذا السياق يتطرق "بكرا" لمجموعة من قصص النجاح للنساء اللواتي عملن في مهن غير تقليدية ونجحن في توفير مصدر رزق لهن من أعمال خشنة او انها كانت حكرا على الرجال في الماضي.

نجوى عبد الله رئيسا لنيابة محافظة سلفيت

في سابقة هي الاولى في دولة فلسطين تم تعيين الاستاذة المحامية نجوى عبد الله بمنصب رئيس نيابة محافظة سلفيت لتسجل سابقة بكونها المرأة الاولى في فلسطين تتسلم مهام رئيس نيابة.
وتنحدر الأستاذة نجوى من بلدة بيت لقيا قضاء رام الله وأم لثلاثة من الأولاد حيث عينت خلال السنوات الماضية في عام 2003 معاون نيابة في مدينة رام الله وفي عام 2004 عينت بمنصب وكيل نيابة وتنقلت للعمل في عدة مدن بين أريحا وبيت لحم وسلفيت إلى أن عينت مؤخرا بمنصب أعلى وهو رئيس نيابة محافظة سلفيت .ويعتبر تعيين نجوى عبد الله هي صورة لدور المرأة في موقع القرار.

خلود شوملي تعمل في المصنوعات الخشبية

في هذا السياق، لم تجد خريجة الخدمة الاجتماعية خلود شمالي، سوى العمل في صناعة المشغولات الخشبية للتغلب على ظروفها الاقتصادية الصعبة ومساعدة أسرتها.
وبدأت شمالي التدرب على هذا العمل الشاق بالنسبة لها قبل ستة شهور في برنامج "ارادة" للتأهيل والتدريب المهني."تعلمت صناعة علب الحلوى والبراويز والساعات والمجسمات الخشبية". تقول شمالي.
"يعّد العمل في هذا المجال أمرا غير مألوف للنساء لأنه كان مقتصرا على الرجال تضيف شمالي وهي تقوم بتحفيف قطعة خشبية".
وتابعت: "بعد تخرجي من الجامعة لم اجد فرصة عمل في تخصصي الدراسي، فاضطررت للتدرب على صناعة المشغولات الخشبية التي قد تساعدني ماديا"، منوهة الى انها حصلت على فرصة للعمل لمدة ثلاثة شهور بطالة.
وعن مدى تقبل أسرتها للانخراط في هذا المجال، أشارت شمالي الى عدم اعتراض ذويها على هذا العمل بل شجعوها على خوض تلك التجربة التي تؤكد انها نجحت فيها رغم الصعاب التي واجهتها في البداية.

ماجد تعمل في صناعة الأرائك

وفي ورشة أخرى كانت الأربعينية ماجدة مراد تمسك "دباسة" حديدية كبيرة لتثبيت قماش أريكة خشبية "كنباية".
وتعمل مراد التي تعيل ثلاث اخوات بعد وفاة والديها، في مجال تنجيد الأثاث "الكنب" منذ أكثر من عام.
وتضيف، "تعلمت على يد مدربين أكفاء كيفية قص الخشب وتجميعه والتنجيد واختيار لون القماش"، لافتة الى أنها واجهت في بداية عملها صعوبات وانتقادات لعملها في هذا المجال الذي يحتاج الى جهد عضلي وقوة جسمانية.

وتابعت: "بعد اقناع اخواتي والمقربين لي عملت في هذا المجال الذي يحتاج الى "الذوق" بجانب القوة الجسمانية، مشيرة الى أنها تعاني من اعاقة في ركبتيها الا أنها تحب عملها وتبدع فيه، وتقوم بصناعة ما يحتاجه الزبائن الذين يأتون للشراء"، منوهة الى انها تعمل الآن على بند البطالة لمدة ثلاثة شهور.
مراد أعربت عن أملها في افتتاح ورشة عمل لصناعة وتنجيد الكنب برفقة زميلاتها في البرنامج كآمنة فياض التي اتقنت المهنة بشكل جيد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com