يعود تلاميذ مدرسة أبو النوار شرق مدينة القدس إلى خيامهم مبتليّن بالماء وملطخين بوحل الطرق الوعرة بعد أن اجبرتهم سلطات الاحتلال على الدراسة في العراء وفي البرد القارس، عقب استيلائها السبت الماضي، على مدرستهم المكونة من عدة "كرفانات" .

ووفق سكان المنطقة فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تخطط لإقامة "حديقة عامة" تابعة لمستوطنة "معاليه أدوميم" على تجمع أبو النوار البدوي، حيث مهدت لذلك منذ مطلع العام الحالي بتصعيد وتيرة الاعتداءات والانتهاكات بحقه.

"إن الاحتلال يتعمد تجهيل طلبتنا عبر تنفيذ اذرعه المختلفة لسلسلة من التدابير والاجراءات التعسفية والشرسة والتي كان آخرها تفكيك والاستيلاء على المدرسة" يقول الناطق باسم التجمع البدوي داود جهالين.

جهالين كشف عن أن سلطات الاحتلال عرضت على سكان المنطقة تقديم تسهيلاتٍ وإغراءاتٍ مالية، وأراضٍ مقابل رحيلهم عن أراضيهم، إلا أن السكان رفضوا هذه الاغراءات جملة وتفصيلا، وهو الأمر الذي دفع بسلطات الاحتلال الى تصعيد انتهاكاتها بحق تجمع أبو النوار، حيث هدمت مؤخراً خمسة منازل، وصادرت عددا من الخيام التي تبرع بها الهلال الأحمر والاتحاد الأوروبي، إضافة الى سحب العديد من تصاريح العمل لأبناء هذا التجمع.

وأوضح الجهالين أن المدرسة التي تم اقامتها بدعم من الحكومة الفرنسية، والمكونة من 5 غرف صفية، تخدم طلبة التجمع في الصفين الاول والثاني الأساسي.

المديرة: الطلبة مصرون على الدراسة في العراء

وتؤكد مديرة المدرسة أسماء شيحة، على أن الطلبة مصرون على تلقي دروسهم في العراء رغم ما يشكله ذلك من خطر على حياتهم الصحية، في ظل الأجواء الباردة والماطرة، مشيرةً الى أن المدارس المجاورة قدمت لمدرستهم مقاعد دراسية عوضاً عن تلك التي استولت عليها قوات الاحتلال.

المعلمة رجوى صلاح الدين، واحدة من بين عدة معلمات في المدرسة/"الكرفان"، اعتبرت أن الاعتداءات العنصرية من قبل قوات الاحتلال، تهدف بالدرجة الأولى الى وقف المسيرة التعليمية وتهجير سكان ابو النوار، موضحة أن البدو يعيشون واقعا سيئا خاصة على مستوى الخدمات، حيث انعدام المرافق الصحية والعديد من الخدمات الأخرى.

"من حقنا أن نعيش كباقي أبناء هذا المجتمع، ولن نترك التعليم، وسنبقى نحاول البناء مرةً تلو الأخرى حتى لو اضطررنا الى أن نقتسم بيتونا لصالح المدرسة" تقول المربية رجوى.

وطالب سكان المنطقة (650 نسمة) المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الوقوف عند مسؤولياتها تجاه التجمعات البدوية بشكل عام، وتجمع أبو النوار بشكل خاص كونه مستهدف، والعمل على توفير كافة المستلزمات المعيشية لأفرادها.

ويخشى المواطنون في تجمع ابو النوار البدوي، ليس على مستقبل أطفالهم التعليمي فحسب، بل على مستقبل وجودهم في اراضيهم التي ورثوها عن آبائهم واجدادهم، في ظل الحرب الاسرائيلية التي تستهدف الوجود الفلسطيني في مختلف التجمعات القريبة من المستوطنات الاسرائيلية.

أبو النوار، في هذه الأيام، تجمع بلا مدرسة.. غير ان تلاميذه على قلتهم يواصلون طرق "الكرفان" لعل العالم العلوي و"المتحضر" يسمع صوتهم.!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com