في اعقاب الزوبعة التي حصلت بسبب عرض فلم "عمر" الفلسطيني امام طلاب مدرسة في باقة الغربية من قبل معلم معروف بانتماءاته الوطنية ومساهمته الأدبية والفكرية في الشارع الفلسطيني عامةً، بإدعاء أنّ الفيلم حوى على "مشاهد إباحية" لا تتناسب مع التقاليد المجتمعية والثوابت الأخلاقية المتعارف عليها في باقة الغربية، تم إيقاف عمل المعلم، علي مواسي، والمنتمي إلى حزب التجمع الوطني الديمقراطي، حيث من المُزمع أن يتم عرضه الأسبوع القادم على لجنة الطاعة علمًا أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها مهاجمة مواسي بسبب ارائه ومعتقداته.

وعلى ما يبدو، وبعد فحص موقع "بكرا"، فأن القضية أيضا اخذت منحى اخر، حيث برزت بعض الادعاءات التي تؤكد بان الهجوم الحاصل على مواسي ليس بسبب عرض فيلم يحوي "مشاهد اباحية"، مع التأكيد انه تم تشويش هذه اللقطات وأنّ طلابنا معرضون إلى عشرات بل مئات وسائل الإعلام التي تعرض مشاهد اباحية، وانما هو هجوم من جماعات "سلفية" على حزب التجمع عمومًا وعلى أفكار حزبية غير متدينة، حيث ترفض هذه الجماعات نشر هذه الأفكار والقناعات الشخصية التي يحملها مواسي الى اذهان الطلاب.

"بكرا" بدوره توجه الى اطر مختلفة لطرح القضية من جوانبها المختلفة، فحص صدق الادعاءات الموجودة من كافة الأطراف، فهل من الممكن ان يكون الصراع في باقة الغربية حزبيًا وليس مبنيا على أساس أخلاقي ومجتمعي كما تدعي الأطر المعارضة؟!

جمال دقة: هذه المسألة تكمن وراءها أمور أخرى خفية غير "المقاطع الإباحية" منها منع تثقيف الطلاب وتعريفهم لقضيتهم!!

هذا ما أكده التجمعي جمال دقة حيث قال لـ"بكرا" في هذا السياق: بعض الجهات ادعت انه كان هناك مقاطع اباحية تم عرضها خلال الفيلم وهذه بالطبع ادعاءات خالية من الصحة، هناك اشخاص يعانون من مرض ينظرون الى كل امر على انه جنسي بينما الفيلم هو اكثر باتجاه تعريف الطلاب على مشكلة الاسرى الذي يعتبر اهم موضوع في مجتمعنا خاصة في ظل الاستعمار والاحتلال الموجود، والفيلم طرح قضية وطنية وتثقيفية هامة في مجتمعنا على أبناء الجيل الجديد ان يعرفوها جيدا.

وقال: نية الأستاذ مواسي كانت سليمة جدا والفيلم تم عرضه بسياق فعالية لا منهجية في المدرسة، كما تم عرض الفيلم في باقة الغربية مرتين قبل هذه المرة، لذا فانه علينا ان نستنتج بان السبب في هذه الضجة ليست المقاطع الإباحية التي هي غير موجودة في الفيلم، بل عندما يعرض الفيلم "علي مواسي"، الذي هو تجمعي، تحصل عليه هذه الضجة ومؤتمرات من قبل حركات إسلامية سلفية في باقة الغربية، وعلى ما يبدو فان هذه المسألة تكمن وراءها أمور أخرى خفية غير "المقاطع الإباحية" منها منع تثقيف الطلاب وتعريفهم لقضيتهم.

سميح أبو مخ: لسنا ضد الوطنية لكننا لن نسمح بالمجاهرة بمعاداة اعرافنا وثوابتنا!!

بدوره المربي سميح أبو مخ رئيس اللجنة الشعبية في باقة الغربية عقب لـ"بكرا": الأستاذ علي مواسي مركز التربية الاجتماعية، معلم لغة عربية، قام خلال الاضراب الذي جرى في المدرسة لمدة ساعتين بتجميع الطلاب في القاعة وعرض لهم فيلم "عمر" الفلسطيني الذي يتحدث عن قضية سجناء امنيين وكيف تستغل المخابرات معلومات شخصية عنهم حتى تبتزهم حيث نجحت المخابرات بابتزاز احدهم، ويحوي الفيلم على لقطات كان من الأفضل ان لا يتم عرضها منها تعذيب الأسير وهو عاري، وقد ظهر جسده بشكل واضح دون التشويش على المقطع كما ادعى مواسي، في حين ان الطلاب قالوا انه لم يتم تشويش صورة الجسد، الى جانب لقطات اللقاء بين البطل والبطلة في الفيلم والعلاقة بينهم حيث ترفض الجهات المعارضة لعرض الفيلم باظهار هذه العلاقة وكانها شرعية وطبيعية، كما ان هناك لقطة حول قصة الخيانة في الفيلم التي تظهر المقاومة وكأنها خائنة، المعلم يدعي بانه قام بتشويش هذه اللقطات بينما يؤكد الطلاب بانه تم عرضها كما هي، وبالتالي عندما اثير الموضوع خاصة وانه ارتبط بقضية العرض والشرف فان الناس تتعاطف معها دون ان تبحث عن حيثياتها.

وتابع: موقفنا كلجنة شعبية واضح وهو انه لدينا ثوابت ولا نقبل ان يقوم أي انسان بتخطيها، او المجاهرة بتحدي الثوابت لاي مجتمع هو امر غير مقبول، علما اننا ضد تعنيف المربي علي مواسي حيث قام احد الأهالي بالتوجه الى المدرسة وتعنيف المعلم ونحن ضد هذا الامر لان مدارسنا لها حرمات ولا نقبل ان يتم الاعتداء على أي معلم في مؤسساتنا التربوية، الاهالي هاجمت المعلم لانهم مقتنعون بانه يحمل فكر يتنافى مع فكرنا الديني الفطري ولا يتلائم مع فكر الأغلبية في باقة الغربية لذا اعتبروا الامر وكأنه ممنهج ولم يتم عرض الفيلم بشكل خاطئ خاصة وانه في العام السابق قام بعرض فيلم مشابه، وان المربي مواسي يتعمد ان ينشر هذه الثقافة عند طلابنا.

ونوه : المعلم علي مواسي هو تجمعي والفيلم يحمل فحوى إيجابي ونحن لا نهاجمه نحن نهاجم بعض اللقطات التي حواها الفيلم وتم عرضها امام طلابها دون ان يتم حذف هذه المقاطع، المعلم حاليا موقف عن العمل ابتداء من امس الاحد حتى الخميس القادم حيث سيعقد جلسة طاعة ستقرر في هذا الشأن في حين ان أهالي باقة يطالبون بفصل هذا المعلم، لأننا في الثوابت متفقين في عدم المجاهرة، ولكن في القضايا الخلافية فاننا لا نقبل بان تفرض أي جهة رأيها على الأخرى حيث أصبحت هناك بلبلة وكأن السلفيين في باقة يحاولون مهاجمة التجمع، وتخوف الأهالي ان المربي مقتنع بفكره ولا يريدونه ان ينقله للاهالي، نحن لا نتدخل في القناعات الشخصية ولكن لا يحق له ان ينقل قناعاته الى الطلاب او ان يفرض فكره على الطلاب بما يتعارض مع ثوابت المجتمع.

نادي "هداية" والاطر الفاعلة: جريمة أخلاقية ، ونطالب بفصل المسؤول المباشر!!

وفي توجه لـ"بكرا" الى الجهات المعارضة لعرض الفيلم منهم نادي "هداية" واطر فاعلة ارسلوا بدورهم لـ"بكرا" بيانا يستنكرون خلاله عرض الفيلم ومما جاء في البيان:على خلفية عرض فيلم يضرب الشرف ويمس العفاف في إحدى المدارس، نعرب عن امتعاضنا الشديد ورفضنا الصارم لهذه الجريمة الأخلاقية، حيث نعلنها صرخة مدوية أن الشرف والدين والعرف خط احمر لا ولم ولن يُسمح لأحد المساس بها، ومن يتجرأ على ذلك فلن يفلت من المحاسبة والعقاب ودفع الثمن غاليا.

كما تحدث خلال البيان الحج حسن احمد أبو مخ حيث قال: نريد قيمًا وأخلاقا ومبادءً ومن ثم مشاريعًا، ولا يمكن السكوت على تجاوزات من هذا القبيل البتة !

وممثلاً عن لجان أولياء الأمور، تحدث السيد محمد بيادسة: أبناؤنا أمانة بين أيديكم أيها المعلمون ، ومن غير المعقول ألّا نأمن على أبنائنا في بيتهم الأول وهو المدرسة.

وعن التداعيات والأبعاد التربوية لمضامين الفيلم، تساءل المربي الأستاذ جهاد كتاني : اي قيمة تربوية تجنيها طالباتنا وطلابنا من مشاهدة فيلم تدور أحداثه حول قصة طالبة مدرسة تمارس علاقات حب وغرام حميمة مع أصدقاء أخيها “المناضلين” وذلك بزيها وحقيبتها المدرسية.

واختتم الشيخ امجد قعدان متوجهاً لممثلي البلدية: شبعنا وعودا ومراوغات وحان وقت اتخاذ القرارات التي تطالب بها جماهير باقة الغيورة على مصلحة أبنائنا وبناتنا.

كما طالب المعارضون لنشر الفيلم بفصل فوري "للمسؤول المباشر عن الجريمة تلبية لصرخة الجماهير التي أجمعت على عظم الجرم الذي تم ارتكابه وتحميل إدارة المدرسة المسؤولية عن التقصير في رقابة وضبط كافة النشاطات اللامنهجية والتربوية في حرم المدرسة"- حد تعبيرهم.

وناشدوا ايضا البلدية أن "تستجيب لمطلب الجماهير وتتحمل المسؤولية الأولى عن كافة المضامين والنشاطات في المؤسسات التعليمية بما يضمن عدم المس بالثوابت والقِيَم الأخلاقي".

البلدية: خطأ فادح سنعالجه، ومواسي يرفض التعقيب!

ومن جانب البلدية ، فقد صرّح القائم بأعمال رئيس البلدية باسل بيادسة بأنّ ما حدث لم يكن خطئاً عابراً إنما خطئاً فادحاً ، معترفاً بمستوى الجرم في الفيلم المعروض ، وأكد عزم البلدية على المضي في معالجة القضية.

بدوره المربي علي مواسي المتهم بعرض الفلم امام الطلاب رفض التعقيب على الامر حيث قال لـ"بكرا": اعتذر حاليا لانني لا استطيع الادلاء باي تصريح، قانونيا لا استطيح التعقيب، اشكر موقع "بكرا" على المتابعة ولكنني حاليا لا استطيع ان اصرح بأي شيء لوسائل الاعلام.

تعقيب الوزارة..

بدوره كمال عطيلة الناطق بلسان وزارة المعارف للوسط غير اليهودي عقب لـ"بكرا" على الموضوع بعد فحصه قائلا: ادارة لواء حيفا وقسم التقتيش على علم بما جرى وهما يتابعان الموضوع عن كثب وبجدية، اضافة لذلك فان المعلم هو موظف في بلدية باقة الغربية التي تقوم بمعالجة الموضوع ضمن الصلاحية المخوله لها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com