ما زالت قضية الأسير محمد القيق الحدث الأبرز في الشارع الفلسطيني بالداخل وفي الضفة والقطاع أيضًا، فمحمد المضرب عن الطعام منذ 86 يومًا بسبب الاعتقال الإداري يواجه خطر الموت في أي لحظة ويتواجد حاليًا بمستشفى العفولة فيما يتوافد العشرات للمستشفى للتضامن معه منذ أيام ويشهد المكان طوال الوقت مناوشات من الشرطة واعتقالات.

حول موضع الأسير محمد القيق كان لنا حديث مع عضو المكتب السياسي بالحركة العربية للتغيير، ابن قرية مقيبلة غسان عبد الله، المتابع عن كثب لقضية القيق وبدأ عبد الله حديثه: حقيقة واكبت قضية هذا الاسطورة الاسير محمد القيق على مدار الفترة التي تواجد بها في مستشفى العفولة وبعد القرار الاول للمحكمة العليا او الأصح ان اقول الخدعة الاولى وهي تعليق الاعتقال الاداري، وطبعا قرار محمد القيق كان واضحا وصلبا منذ البداية ولا مساومه حول ذلك وهو رفض مبدأ الاعتقال الاداري جملة وتفصيلا مصرحا انه سيغلق هذا الباب (الاعتقال الاداري) لكافة ابناء شعبه الفلسطيني وليس لذاته فقط وعليه فقد خاض هذه المعركة معركة الأمعاء الخاوية بكل تصميم واراده وبكل شموخ وعزه رافضا كل العروض التي عرضت عليه.

وتابع: اما بالنسبة لقرار محكمة العدل العليا الأخير فهذا لم يكن مفاجئا فانا ام استغرب ولم اتعجب ولم استهجن هذا القرار بحق محمد القيق، وكيف لي ذلك وقد عُرف عن هذه الدولة انها تضرب بعرض الحائط كل المواثيق والاعراف والقرارات الدولية، كيف لي وهي التي تفتقد لكل القيم الاخلاقية والانسانية ، اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم تحتل شعبا باكمله وتتعامل معه بشتى انواع الظلم والاستبداد والقهر والعنف والفاشية، اسرائيل هي التي تقوم ويوميا بالإعدامات الميدانية وفي وضح النهار دون رقيب او رادع، وبتصفية القيادات الفلسطينية في الضفة وغزة وفي كل بقعة في العالم، وعليه لم يكن غريبا ولم يكن مفاجئا ان تقرر اجهزة حكومة الأبرتهايد مثل هذا القرار بإعدام محمد القيق.

وعن المسؤول عن هذا الحال قال عبد الله: بكل صراحه وبكل شفافية قبل ان احمل اسرائيل المسؤولية وأحهزتها الامنية فإنني الوم اولا هذه الحالة الفلسطينية المتردية وخاصة في ظل هذه الظروف الاقليمية العقيمة ، ولكي نضع النقاط على الحروف والاصبع على الجرح اقول ان هذا الانقسام وهذا التشرذم الحاصل في الساحة الفلسطينية وخاصة بين الاخوة في حماس وفتح يعطي الضوء الاخضر لإسرائيل بان تستمر بعنجهيتها وغطرستها وعربدتها. وأن قضيتنا الفلسطينية تأخذ فقط البعد الوطني الفلسطيني وليس البعد القومي ولا حتى البعد الاسلامي.

وعن التضامن في الداخل مع القيق قال: كانت وقفات رائعة جدا سواء من خلال التظاهرات الحاشدةفي مدخل المستشفى او رفع اللافتات المنددة للاعتقالات الادارية والفاضحة لسياسة الاحتلال او من خلال الزيارات المتتالية لمحمد القيق بغرفته لرفع معنوياته والوقوف بجانب نضاله المشرف. ولكن كل ذلك وكل هذا التضامن لم يكن بالمستوى المطلوب ولم يكن هناك زخما شعبيا حاشدا متواصلا يليق بنضال محمد القيق.

وتابع: يؤسفني انه كان هناك بعض المتطاولين من ابناء جلدتنا على الشرفاء والاحرار الذين تواجدوا بأروقة المستشفى حيث نعتوهم بـ(الوطنجببن ) او مدعين عبر مناكفاتهم الفيسبوكبه بانهم جاؤوا لالتقاط الصور مع القيق! ، فلكل اولئك الحثاﻻت البشرية اقول لهم الخزي لكم والعار و اذا ابتليتم فاستتروا.

وأخيرًا قال: حقيقة انا لم اعول ابدا و من البداية على المحاكم الاسرائيلية وقد قرأت الخارطة وكنت متشائما من البداية اتمنى ان اكون مخطئا لعل يكون هناك بصيصا من الامل، حول اعلان الاضراب عن الطعام والاعتصام في مستشفى العفولة على مقربة من غرفة الاسير البطل محمد القيق فهي خطوة انسانية مباركة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com