كشف تقرير أجرته جمعية كيان النسوية بالتعاون مع جمعية بلدنا عن معطيات خطيرة جدا تشير الى ان 55% من الشبيبة يؤيدون قتل النساء، ونسبة 58% يعتقدون ان المرأة هي السبب في قتلها، و51% يؤمنون بان القاتل لا يستحق العقاب، واكثر من 80% من الشباب الفلسطيني أشاروا الى أهمية مصطلح شرف العائلة.

وتعتبر هذه المعطيات مؤشر خطير في الوقت الذي انتشر فيه العنف وظاهرة قتل النساء بشكل بارز في المجتمع العربي خاصة في اعقاب مقتل الشابتين رنين رحال وماجدة ابو جابر، "بكرا" توجه الى ناشطين نسويين ونسويات وحدثهم حول هذه المعطيات، أسبابها، الى من يجب ان توجه أصابع الاتهام، والطرق في معالجة الإشكاليات التي نتجت عنها هذه المعطيات.

عبد الكريم أبو خيط: ظلم المرأة وقتل النساء هو قمة جبل الجليد لمشاكل بنيوية أكثر عمقا تتجلى ديناميكيات تفاعلها في الظاهر بالعنف والقتل!!

المهندس والناشط الاجتماعي والنسوي عبد الكريم أبو خيط قال في هذا السياق لـ"بكرا": الحقيقة أكاد لا أصدق هذه الأرقام والاحصائيات، فهي سيئة ونذير شؤم الى درجة عدم التصديق. هذه النتائج تصف المأزق الحقيقي الذي يعيشه مجتمعنا من عدة جوانب. أهم هذه الجوانب هي الأبوية والتبعية التي يفرضها المجتمع على نفسه مقسما نفسه الى حلقات تكون فيه النساء مع المجموعة التي تقع في اسفل الهرم وتصنف مع المجموعات الأضعف. مفهوم الوصاية على النساء من العائلة أو من قبل الزوج وحتى من أبنائها يجسد القيمة التي يعطيها هذا المجتمع لمفهوم الحرية الفردية. ظلم المرأة وقتل النساء هو قمة جبل الجليد لمشاكل بنيوية أكثر عمقا تتجلى ديناميكيات تفاعلها في الظاهر بالعنف والقتل وقتل النساء خصوصا. هذه النتائج يجب أن تدق أجراس الجمعيات النسائية والجمعيات الأخرى والمؤسسات المدنية والحكومية على التعاون على وضع خطة ورؤية مستقبلية تزيد من وعي الأجيال الشابة وتؤسس لمجتمع يتكيف مع التغيرات العصرية ويزيل عن نفسه اثار التكلس الفكري والمجتمعي.

ميسم جلجولي: المسؤولية تقع على عاتق جهاز التربية والتعليم ورجال الدين!!

بدورها الناشطة النسوية ميسم جلجولي قال معقبة: للاسف الشديد هذه النتائج تعبر عن الواقع. وانا شخصيا وخلال السنوات الطويله التي علمت فيها "علم الجريمه" في مدرسه عايشت هذا الواقع، التنشئه الاجتماعيه في مجتمعنا هي المشكله الاساسيه. وانا اعتقد لو سألت النساء نفس السؤال النتائج كانت ستكون تقريبا متشابهه. لان مجتمعنا يربى على احتقار المرأه.

وتابعت: المسؤوليه اولا واخيرا تقع على عاتق كل من له علاقه بالتربيه والتعليم. وزاره المعارف المفتشون والمدراء والمعلمون بالاضافه الى وكلاء التنشئه الاضافيين وعلى رأسهم رجال الدين.

سمر سمارة: بالرغم من التطور التكنولوجي والمظاهر الا ان العقلية والتفكير ما زالت نمطية ذكوريّة

سمر سمارة ناشطه سياسية اجتماعيه نسويه عضوه بجمعيه مناهضه قتل النساء ومرشدة اجتماعية مركزة مشاريع في وحدة النهوض بابناء الشبيبة ( קידום נוער) في بلدية الطيره وموجهة مجموعات في موضوع الجنسانية قالت لـ"بكرا": ما اشارت له نتائج الاستطلاع لكيان وبلدنا حول مواقف الشباب وجرائم ما يسمى ب "شرف العائلة" تؤكد مرة اخرى ان شبابنا وبالرغم من التطور التكنولوجي والمظاهر الا ان العقلية والتفكير ما زالت نمطية ذكوريّة بحيث تساهم في تجذير القوة ،السيطرة والعنف اتجاه النساء في مجتمعنا وهذا ايضا ما أشار له البحث الذي قامت به جمعية نساء ضد العنف في حينه سنة 2005 لمواقف المجتمع من قضايا المرأة بحيث أكد ما يقارب 37% من المستطلعين تفهمهم لجرائم القتل على ما يسمى ״شرف العائلة" .

وتابعت: بدوري اؤكد وأقول محاربة جرائم قتل النساء مسؤوليةوطنية من الدرجه الاولى وليست مسؤولية الجمعيات النسوية فقط وبهذا اؤكد على مسؤولية لجنة المتابعة بكل مركباتها وضع القضية ومحاربتها في سلم الاولويات وعقد جلسة عمل لوضع خطة شاملة لمحاربة هذه الجرائم .

واختتمت قائلة: كذلك مسؤولية الشرطة والمؤسسات الحكومية بتوفير الدعم والخدمات لحماية النساء وبرامج رفع الوعي من خلال التربية والتعليم وملاحقة المجرمين ومن يشد على أيديهم

عهود شبيطة: الشباب لم يتحرر من معتقدات جاهليه تنخر برأسه هذا الموروث الذي يثقل كاهل مجتمعنا

الناشطة النسوية عهود شبيطة عقبت من ناحيتها قائلة: عندما تظهر مثل هذه النسب المخيفه لاراء الشباب حول قضيه قتل النساء فهذا مؤشر خطير على خلل قيمي واخلاقي وعقليه مكبله وعلى مدى تدني القيم الانسانيه خاصه ان هؤلاء الشباب حين يتعلق الامر بسلبيات وجرائم اخرى فهو يدينها ولكنه يصمت عند قتل النساء فقط لكونهن نساء بل ويشجعه في جرائم القتل على خلفية ما يسمى "الشرف".

وأضافت: اعتقد ان الشباب لم يتحرر من معتقدات جاهليه تنخر برأسه هذا الموروث الذي يثقل كاهل مجتمعنا ويجرده من ابسط المعاني الانسانيه بدءا من واد البنات الذي حرمته كل الديانات الى كل اشكال التمييز ضد المراه فتحلل للرجل ما تحرمه على المرأه وتغض الطرف عن موبقاته بل وتصفق له على بطولاته الذكوريه بين التي تخلو من كل معنى للرجوله .عندما يلجا الشباب الى تأييد قتل المرأه والفتاه فهو يؤيد استعمال اقصى درجات العنف وان دل هذا على شيء فانما يدل على استمراريه موروث مشوه ومنحرف من العقليه الجاهليه ولتنشئه اجتماعيه موبوءه بسلوكيات وافكار مشوهه تنظر للمرأه وكأنها عار ومتدنيه القيمه وتابعه لرجل مستبد يفرغ نقصه وعنفه على الأضعف.

ياسمين خطيب: الشرطة والقيادات تتحمل المسؤولية!!

الناشطة النسوية ياسمين خطيب قالت: هذه المعطيات نتيجة تربية الطفل منذ جيل صغير على هذه المفاهيم، وهي نفسها المفاهيم التي أنشأت مجتمعا ذكوريا تحكمه القوة والتسلط والعنف ضد المرأة وفي نهاية المطاف تقع المسؤولية أيضا على القيادات السياسية التي تتجاهل هذه المسألة وعلى الشرطة التي تتخاذل في محاربة الظاهرة وحماية النساء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com