اعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية أنّ يوم أمس، 30 كانون أول، هو يوم التضامن مع فلسطيني الـ 48، حيث لاقى هذا الإعلان تباينا واضحا في الآراء في الشارع الفلسطيني بمختلف شرائحه، فمنهم من أيد ودعم هذا اليوم مشيرًا الى انه سيكون له تداعيات إيجابية تصب في مصلحة الفلسطينيين امام الرأي العالمي، ومنهم من استهجن واستنكر وتحفظ مؤكدًا بانه لم يتم التجنيد بشكل كافي لهذا اليوم وحتى وان كانت النوايا منه سليمة فانه بطريقة او بأخرى يجزأ الشعب الفلسطيني، والملفت انّ جزءً كبيرًا اعلن عن عدم معرفته او سماعه بهذا اليوم خاصة من الشباب المنتمين للأحزاب والقوى السياسية في الداخل.
"بكرا" يتابع ويحرص على عرض الاحداث من جوانبها المختلفة لذا قام بهذا التقرير الذي يعطي بعض الأجوبة لأسئلة يطرحها الكثيرون، هل تم التجنيد كما يجب ليوم التضامن العالمي مع فلسطيني الـ48، وما هي اسقاطات هذا اليوم ونتائجه وكيف ستؤثر على المعنيين؟!
حاجة مهمة أم تكريس لواقع التجزئة؟!
محمد أبو صالح من سخنين قال في هذا السياق مؤيدًا: يوم التضامن العالمي سوف يقام بـ 35 دولة، فيه ستطرح قضايا الفلسطينيين في الداخل ومن خلاله ممكن ان نسمع صوتنا للعالم وبنظري خطوة ممتازة.
وأضاف: بالطبع نحن ضد تقسيم شعبنا الفلسطيني لـ 48 و 67 ولاجئين لأننا في النهاية شعب واحد، في حين انّ الواقع فرض علينا ان نعتمد نضالا مختلفا يتوافق مع البيئة وحال المواطن الفلسطيني في الداخل.
سعيد حواري من الناصرة قال لـ "بكرا" داعما أيضا: هذا يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني بمشاركة 35 دولة حيث سيعرف العالم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الداخل تحت سلطة حكومة بنيامين نتنياهو والتطرف والعنصرية، الى جانب عدم حصوله على حقوقه في مختلف المجالات، اعتقد ان هذا اليوم سيكون لها تداعيات إيجابية وليست سلبية.
وعقبت الناشطة الحقوقية والسياسية خلود أبو احمد لـ"بكرا" قائلة: انا لا أفهم لماذا نحتاج ليوم تضامن مع فلسطيني الـ48 على حده!! فهذا تكريس خطير لواقع التجزئة ، هناك يوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في ٢٩ تشرين الثاني من كل عام، للتضامن مع كل الفلسطينيين (الشتات والضفه وغزة والداخل)، ومن الاجدر بنا ان نحييه لا ان نعمل على الاعلان على ايام اضافيه تشرذم وتقسم شعبنا الواحد .
وقالت: كان على لجنة المتابعه ان تدرس بعمق وبجدية اكثر هذه الخطوة في الاعلان، بمشاركه مركبات مجتمعنا الفلسطيني العام.
كنت افضل لو كان له سياق فلسطيني عام يشمل جميع فئات الشعب الفلسطيني..
بدورها قالت الناشطة السياسيّة نيفين أبو رحمون لـ "بكرا": هو يوم هام وإعلان هام لكنني كنت افضل لو كان له سياق فلسطيني عام يشمل جميع فئات الشعب الفلسطيني.
وتابعت: من ناحية أخرى هي مبادرة جيدة في حال كانت مضامينها واضحة وفي سياق الفلسطيني العام ، لكن من الواضح انه لم يتم التحضير والترويج له بشكل جيد وسيكون يوم يلقى فيها ١١ خطاباً، والملفت انه هناك تجاوب فلسطيني عام في الضفة والشتات وستكون ما يقارب الـ٦٠ نشاط تضامن وهذا جيد.
شحادة مصاروة من عارة قال بدوره معقبًا لـ "بكرا": لا اعتقد أن اعلان كهذا يمكن ان يستفيد منه فلسطيني الـ 48 بأي شكل، من الاجدر بهم ان يجدوا الطرق المناسبة لكي يفهم العالم الخارجي ما هي مشاكلنا، فحتى الان بنظر العرب نحن اسرائيليين.
يبدوأن لجنة المتابعة بما تضم من أحزاب، لم تتحرر بعد من عقلية القرارات السريعة
من جانبها، قالت الصحافيّة لطيفة اغبارية من ام الفحم معقبة: لا شَك أنَّ أوضاعنا نحنُ العَرب الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني بأمَس الحاجَة للتضامُن العالَمي ودعم قضايانا خاصة في ظل حكومات اليمين المتطرفة وتشريعاتها العنصرية التي تتعارض مع كافة المواثيق الدولية .. ولكن شعوري ان قرار الاعلان عن هذا اليوم كان متسرعا ولم تتم دراسته بشكل معمق على يد خبراء ومختصين في القانون الدولي وحتى الان لا نعرف حسناته، سيئاته وتبعاته (إن وجدت)على المجتمع العربي في الداخل حتى نتمكن من تحديد موقف واضح منه، وانا اعترف ان معلوماتي في القانون الدولي محدودة ولا تخولني للحكم في قضية اراها بالفعل مهمة.
وأضافت: لا يمكن لفئة مهما كانت مهمّشة أن تدعو العالم للتضامن معها في يوم تحدّده هي حسبما تراه مناسبًا (على الرغم من أهميّة هذا اليوم)، دعوا المتضامنين يقررون وفقًا لما تقومون به من تعبئة وحشد في المحافل العربية والدولية. حتى لو كان الحديث يجري مع عدة دول لإحياء هذا اليوم، فإنَّ هذا ليس كافيًا أبدًا.
ونوهت قائلة: هناكَ اليَوم العالمي للتضامُن مع الشَعب الفلسطيني في التاسع والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني وقَد أقرَ من الهيئة العمومية للأمَم المتّحدَة وأخذَ صبغة العالميّة وليسَ الشَعب الفلسطيني من أقرَّهُ، إذً لماذا لا نستغل هذا اليوم العالمي لطرح قضايانا كجزء من الشَعب الفلسطيني؟؟
وفسرت: امّا على صعيد التعبئة يبدو أن لجنة المتابعة بما تضم من أحزاب، لم تتحرر بعد من عقلية القرارات السريعة غير المرتكزة على دعائم ميدانيّة، فالناس في واد والقيادة في واد آخر، وغالبية الناس لا يعرفون اي شيئ عن هذا اليوم العالمي حتى من باب المعرفة، ولذلك لا اعتقد انه سيغير اي شيئ سوى اضافة تاريخ جديد في قائمة تاريخ المجتمع العربي في الداخل.
يجب التجاوب مع هذا اليوم وبشكل كبير من المجتمع العربي
حسين عبدالله من بلدة كفركنا عقب بدوره قائلا: بعد الحملة العنصرية الكبيرة التي يتلاقاها فلسطينيو الـ 48 من هدم بيوت 50 الف بيت مهدد بالهدم (عدا منطقة النقب والقرى غير المعترف بها) وزد الى ذلك أن فلسطيني الـ 48 هم ضحية الفقر الأولى، فقد تبين ان نسبة الفقر عامة بين الجمهور 24,8% وبين العائلات 19,9% وبين الأطفال 34,7%، أما بين العرب فإن نسبة الفقر العامة 56,6% وبين العائلات العربية 53,2% وبين الأطفال العرب 66% وللمقارنة فإن الفقر بين اليهود وحدهم 16,7% وبين العائلات اليهودية 14% وبين الأطفال اليهود 21,5%. ولوحظ أن المخصصات الاجتماعية على أنواعها، ساهمت في رفع نحو 50% من الفقراء اليهود الى فوق خط الفقر، بينما المخصصات ذاتها، رفعت 11,5% فقط من الفقراء العرب، وهذا إن دلّ على شيء، فقد دلّ على عمق الفقر بين العرب واضطهادهم.
وتابع: كما انه تعاني المدارس العربية في إسرائيل تخصيصًا متدنيًا للميزانيات من طرف وزارة المعارف. كما أنّ الحكومة الإسرائيلية لا تنشر بشكل ثابت معطيات تفصيلية تتناول حجم استثمارها في كلّ طالب عربيّ وفي كلّ طالب يهوديّ، ناهيك عن أنّ ميزانية الدولة لا تحوي بنودًا خاصة بالتعليم العربي. ومع هذا، تكشف معطيات حكومية نُشرت عن أنّ الاستثمار العامّ في المدارس العربية بلغ حوالي 534 شيكلاً للطالب، مقارنة بما تلقّاه الطالب اليهوديّ، 1,779 شيكلاً، أي ثلاثة أضعاف. وتنعكس الميزانيات المنخفضة التي يعانيها التعليم العربي في مجالات شتّى، مثل البنى التحتية الركيكة والمباني غير المؤهلة التي تميّز المدارس العربية. أضِف إلى ذلك أنّ الصفوف في المدارس العربية، من المدرسة الإبتدائية وحتى فوق الإبتدائية، أكثر ازدحامًا من المدارس اليهودية. ويتعلم في المدارس اليهودية، في المعدل، 26 طالبًا في الصفّ، مقابل 30 طالبًا في المدارس العربية. وإذا تطرقنا إلى الموضوع بمفاهيم الاستثمار التربويّ بعيد الأمد، فإنّ هناك 4 مؤسّسات لا غير في الجهاز التربويّ العربيّ لتأهيل المعلمين، مقارنة بـ 55 كلية وسيمنار للتدريس في الجهاز التربويّ اليهوديّ. وتنعكس إحدى نتائج هذا الاستثمار المنقوص في أنّ 10% فقط من طلاب التدريس هم من العرب.
ونوه في ختام حديثه لـ"بكرا": كل هذه العنصرية تنظم تنظيما مدروسا تجاه فلسطيني ال 48 ، لذلك يجب التجاوب مع هذا اليوم وبشكل كبير من الوسط العربي.
فاقدًا للأبعاد الإستراتيجية الجوهرية التي يحتاجها الفلسطيني في مواجهة الإستعمار
بدوره قال الناشط النصراوي عمار أبو قنديل لـ"بكرا": يأتي إعلان اليوم العالمي للتضامن مع فلسطينيي ال48 بمبادرة لجنة المتابعة في ظل ترهل الوضع السياسي العام القائم وتفاقم فاشية الكيان الصهيوني التي تطال كل أبناء وأجزاء الشعب الفلسطيني، الى جانب غياب ملحوظ لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وانعدام وجود برنامج استراتيجي يشكل قاسما مشتركا بين جميع الفصائل،إضافة الى وجود انقسام سياسي وجغرافي بين المناطق الفلسطينية المحتلة وغياب المشهد العربي بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية مما يدفع الى إنعدام الأُفق لمشروع فلسطيني جامع وبالتالي الحاجة الى البحث عن حلول وسبل للخروج من الأزمة.
وتابع: لقد عملت دولة الإستعمار على مدى عشرات السنين على عزل فلسطينيي الداخل عن الشعب الفلسطيني عامة بل عن العالم كله وذلك من أجل التعتيم على مظالمهم تطبيقًا لمشاريع الإستيطان والفصل العنصري التي تزداد وتيرتها يومًا بعد يوم وذلك الى جانب الإستثناء المستمر لفلسطيني ال ٤٨ من أي حلول مطروحة او مستقبلية للقضية الفلسطينية ابتدءًا من اوسلو الذي جعل منا شأنًا إسرائيليًا داخليًا حتى يومنا هذا.
وأضاف مفسرا: قد يرى البعض أن تدويل القضية من شأنه إحراج إسرائيل وهناك من يراها خطوة تصعيدية لكن برأيي أنه في الأزمات وامام مساعي التفرقة الحثيثة من البديهي ان تكون الإعلانات الوحدوية هي الحل او رفض التجزئه في أقل تقدير، فالتصعيد الحاصل يطال كل من هو فلسطيني ولا يطال فلسطينيي الداخل لوحدهم لذلك لا يمكن تخصيص يوم تضامن لجزء من هذا الشعب دون باقي الأجزاء ففي ذلك تكريس صارخ لخطاب التجزئه والذي يسعى اليه الكيان.
واسهب: نعم هناك شبة إجماع من قبل احزاب والحركات الفاعلة في الداخل ومباركة من بعض الجهات الفلسطينية وخاصة السلطة، إضافة لمباركة عالمية من بعض عواصم العالم لكن هذا لا يعني قبول مثل هذا الحلول او الخضوع لواقع يحاول الإحتلال فرضه جاهدًا، إضافة الى إفتقار هذا اليوم الى المهنية اللازمة مما يحوله الى يوم شكلي ينحصر في رمزيته فاقدًا للأبعاد الإستراتيجية الجوهرية التي يحتاجها الفلسطيني في مواجهة الإستعمار في جوهرة وعليه إن الرد على التهميش والتغييب والتجزئه يكون بخطاب تصعيدي جامع وإظهار بوادر السعي الى مشروع شامل يجمع جميع الفلسطينيون متخطي للإنقسامات السياسية والجغرافية التي فرضها الإحتلال على الأقل امام العالم وبوجه الإحتلال وقد يكون ذلك من خلال العمل على إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني القائم اصلًا الذي يحتاج طبعًا الى إنعاش وإعادة صياغة.
اراء ايجابية وداعمة من الأراضي الفلسطينية....
كما توجه "بكرا" الى بعض الفلسطينيين من منطقة الضفة الذي رحبوا بهذا اليوم وعبروا عن استعدادهم للتضامن مع فلسطينيو الـ48 الذين يعتبرونهم جزءا من شعبهم الواحد مهما اختفلت او تعددت فصائله، بحي مبدأ "انا واخوي على ان عمي"...
ماهر صالح من نابلس عقب قائلا لـ"بكرا" وبشكل هجومي واضح يملأه غضب خفي على الفلسطينيين في الداخل: انا أرى بانه يحق للفلسطينيين في الداخل ان يكون لهم يوما خاصا بهم ينادون من خلاله بتحقيق حقوقهم والمساواة لانهم وكما يناديهم البعض "عرب إسرائيل" مظلومون من الجميع الاحتلال، ونحن الفلسطينيون والعرب ايضا ومن حقهم ان يكون لهم حملة تضامن معهم.
وتابع: هذا اليوم سيؤكد على وجود الفلسطينيين في الداخل وعدم انخراطهم بالجيش الإسرائيلي الا القليل، علما اننا في نابلس لا نرحب بفلسطيني الـ48 لان النظرة المأخوذة عنهم بانهم جاءوا لتدمير البلد ليس اكثر.
فازع دراوشة من نابلس قال أيضا لـ"بكرا": بدون تردد، انا مع كل ما يصب في مصلحة أهلي في الداخل ، وبرأيي لا تجزئة فليت يكون هناك يوما لفلسطينيي الداخل والخارج وفلسطينيي تشيلي وفلسطينيي أيسلندا وغيرهم وتتوج هذه الايات بيوم التضامن الرئيسي مع الشعب الفلسطيني وهو يوم 29 نوفمبر من كل عام .الشعب الفلسطيني كما أراه كنهر النيل ترفده رافد شتى من دول ربما عددها سبع ولنه يتوحد بعد الخرطوم وينطلق شمالا ليصل البحر المتوسط وهو ساحلنا الغربي .
الشاب بهاء أبو لبن من بيت لحم قال لـ"بكرا": أن اسرى سكان الخط الاخضر واسرى القدس هم جزء أساسي وأصيل من الشعب الفلسطيني والحركة الوطنية الأسيرة وهم مناضلون ضحوا بأعمارهم من اجل قضيتهم العادلة وحقوق شعبهم السياسية وتقع المسؤولية على القيادة الفلسطينية والمفاوضين في إطلاق سراحهم وعدم التنصل من المسؤولية السياسية عنهم
وتابع: يجب ان يعلم الجميع ان هؤلاء الاسرى أصبحوا معلقين بين الاشتراطات الاسرائيلية والقائمة على رفض اطلاق سراحهم بأي شكل من الاشكال وعدم اعترافها بالسلطة الفلسطينية كمرجعية سياسية لهم وبين اعتبارهم مواطنون اسرائيليون يحملون الهوية الاسرائيلية في الوقت الذي لا تطبق عليهم الحد الادنى من الحقوق والقوانين الاسرائيلية التي تطبق على الاسرى اليهود
واختتم: يجب على كل المحافظات الفلسطينية في الضفة وكافة مدننا في الداخل المحتل التحرك بالفعاليات والوقفات التضامنية للوقوف الى جانب أسرانا وأسيراتنا..
كوادر ناشطة سياسيا من الداخل لم تسمع باليوم العالمي للتضامن مع فلسطيني ال48!!
من ناحية أخرى برز خلال توجهات "بكرا" عدد لا بأس به من الناشطين السياسيين والشباب الفاعل في صفوف الأحزاب والقوى اليسارية لم يسمعوا من قبل بهذا اليوم "يوم التضامن مع فلسطينيي ال48" حيث قالت الناشطة الجبهاوية سجى أبو خيط لـ"بكرا": الحقيقة انني حتى اللحظة لم اسمع بهذا الاعلام وهذا اليوم علما انني على تواصل دائم ومستمر مع الحزب، مشيرة الى انها خطوة إيجابية الى الامام في الطريق الى كشف سياسة إسرائيل ضد الفلسطينيين في الداخل امام الرأي العالمي. وأكدت انها ستعاتب الحزب وكوادره على عدم الحديث عن اليوم والاعلان عنه بالشكل الكافي.
بدوره نزار كناعنة الناشط السياسي والاجتماعي اكتفى بالاستغراب مؤكدًا انه لم يسمع بهذا اليوم قبلا.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق