اعترف طيار عريق في احدى شركات الطيران الاسرائيلية، في المحكمة التي نظرت في قضية بينه وبين مطلقته – بأنه خضع قبل سبع سنوات لعلاجات نفسية لدى اكثر من خبير نفسي، وفي اطار هذه العلاجات تناول حبوباً من نوع "زاناكس" (xanax) المقاومة للهلع والفزع، لكن بكميات قليلة، آخذاً بعين الاعتبار انه يتناول هذه الحبوب بينما هو يزاول عمله كطيار مسؤول.

واعترف الطيار كذلك بأنه لم يبلغ السلطات المختصة (مثل سلطة الطيران المدني) ولا المسؤولين عنه في الشركة بأمر العلاج والدواء، لكنهم علموا بالأمر، واكتفوا بتوبيخه، لا اكثر، لانه لم يرتكب مخالفة قانونية، وسمحوا له بالاستمرار في عمله بعد اخضاعه للفحوصات اللازمة .

وتبيّن من المداولات في المحكمة، أن طليقة الطيار توجهت قبل سنتين إلى الشركة التي يعمل فيها زوجها، بخصوص حالته النفسية، فحوّلته الادارة إلى الفحص لدى خبير نفسي كبير، فأكد الخبير أن الطيار يتحلى بالثبات والقدرة النفسية والعاطفية على مواجهة أقسى الظروف الطارئة، وخاصة وهو يتولى قيادة الطائرة، ما يدل على انه لا يعاني من أي مرض او اضطراب نفسي. وثنّى على هذا التوصيف خبراء وأطباء نفسيون آخرون، مؤكدين ان بمقدور الطيار قيادة الطائرة حتى بعد تناوله حبوب "الزاناكس"، لا سيما وانه ثبت ان هذه الحبوب لم تؤثر عليه وعلى صحته سلبياً- بل ان مدير سلطة الطيران المدني اكد في المحكمة انه بالامكان قيادة الطائرة حتى بعد تناول كمية قليلة من الحبوب المذكورة، شبيهة بالكمية التي كان يتناولها الطيار .

"أخشى ان يقوم زوجي بتقليد الطيار المصري المنتحر"!

لكن الزوجة وجهت بعد سنة من التوجه الأول إلى الشركة، رسالة تضمنت"عتاباً" إليها لأنها لم تستجب لطلبها واستمرت في تشغيل زوجها رغم تناوله للحبوب المضادة للهلع والفزع "وهذا الأمر يثير لديّ أشدّ الفزع والصدمة من مجرد التفكير في انه مستمر في قيادة الطائرة "- كما زعمت، لكن المسؤولين ردوا عليها بأنه لا خطر على أحد من هذه الحالة.

ولم تيأس السيدة من الردود، فاتصلت هاتفياً بمسؤول كبير في الشركة وادعت أن زوجها يعاني من نزعة وميل إلى الانتحار، بدليل انه لم يبلغ المسؤولين عنه بأمر الدواء الذي يتناوله، وذهبت الى أبعد من ذلك حين أضافت انها تخشى ان يقوم زوجها بعمل انتحاري شبيه بالعمل الذي ارتكبه الطيار المصري الذي انتحر بإسقاط الطائرة التي كان يقودها عام 1999 من نيويورك إلى القاهرة، في مياه البحر، مع من فيها من ركاب بينهم ضباط كبار في الجيش المصري !

ويشار في هذا السياق إلى أن طياراً ألمانياً عمد في مارس آذار من العام الماضي إلى الانتحار بالطائرة التي كان يقودها، مع ركابها، حين اصطدم بأحد سفوح جبال الألب، لأسباب نفسية !
إلزام الزوجة بتعويض زوجها

وإدعى الطيار ووكيله المحامي في المحكمة، ان السيدة وضعت نصب عينيها هدفاً يتمثل بتحطيم حياة زوجها السابق، ولم يقبل القاضي مزاعمها وادعاءاتها، وتبنّى ما قاله الأطباء والمسؤولون عنه بخصوص استقراره النفسي، وأكد ان هدف الزوجة الانتقام، وأصدر حكماً يلزمها بدفع تعويض للطيار قدره (100) ألف شيكل (25 ألف دولار)، بسبب الضرر الذي ألحقته به، بالاضافة إلى (20) ألفاً اخرى- كأتعاب القضية- كما أنه الزمها بعدم التوجه إلى أية جهة بخصوص هذه القضية !

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com