طالما راود زوجين اسرائيليين، في الثلاثينات من العمر، حلم بإنجاب ولد يملأ حياتهما عطفاً وبهجة، ولم يجدا سبيلاً إلى ذلك، إلاّ بالإخصاب الاصطناعي خارج الرحم.

لكن هذا الحلم مات، بعد ان ماتت الزوجة بسبب تلوث خطير بالدم ! وبعد هذه المأساة بأربع سنوات، قدّم الزوج المنكوب دعوى إلى المحكمة المركزية باللد، ضد صندوق المرضى "مكابي" وضد مستشفى "أسوتا" (بتل ابيب)، الذي فشل اطباؤه في عملية الاخصاب .

وادعت أسرة الفقيدة ان سبب التلوث عائد الى الاهمال، وطلبت من المحكمة ردّ استنتاجات وزارة الصحة، بأن الأطباء "تصرفوا على اكمل وجه"!

وفي تفاصيل ملف هذه القضية، ان السيدة المتوفاة كانت تعاني من مرض يسبب إضعاف الجسم (إرهاق ووهن) وقد استؤصل الطحال من جسمها، وقد أحيط اطباء مستشفى "أسوتا" علماً بهذه الإحداثيات.

وتجدر الاشارة إلى أن الزوجة كانت قبل حوالي عشر سنوات قد انجبت طفلة، بالإخصاب الاصطناعي، وبعدما فشلت محاولات الزوجين بإنجاب مولود ثانٍ، بدأت الزوجة تتعالج لكي تُنجب بالتلقيح الاصطناعي في مستشفى "هداسا" بالقدس.

توفيت في مستشفى "تل هشومير"

ووفقاً لما ورد في الدعوى، فعندما جاءت السيدة المذكورة إلى مستشفى "أسوتا" لسحب واستخراج البويضات، فقد لوحظ ان تعاطي طبيبة التخدير مع العملية كان سطحياً، كما ان الطبيب المشرف على العملية لم يبد اهتماماً بضرورة اعطاء السيدة مضادات حيوية ("انتي بيوتيكا"). وبعد ذلك تم تسريحها، على ان تعود بعد ثلاثة أيام لاعادة البويضات، لكن قبل الموعد بيوم واحد، شعرت السيدة بقشعريرة وأوجاع في العضلات، غير أنها لم تتوجه إلى الطبيب، وعندما اتصل (الطبيب) بها في اليوم التالي، اي في الموعد المقرر سلفاً أبلغته بأوجاعها، ولم يمرّ وقت طويل، حتى تدهورت حالتها، وجلبت إلى قسم الطوارىء في مستشفى "تل هشومير" بتل ابيب وهي في حالة غيبوبة، وسرعان ما لفظت انفاسها !

وأُرفق بالدعوى تقرير طبي مفصّل أعده البروفيسور يوسيف شنكار، الخبير في الولادة والانجاب، وجاء فيه انه كان بالامكان منع وفاة السيدة لو تصّرف الأطباء المعالجون وفقاً للانظمة والتعليمات والمعايير الطبية المعمول بها – مثل اعطاء السيدة مضادات حيوية وقائية، بالنظر إلى حالتها الصحية الراهنة.

مستشفى "أسوتا":الوفاة حدثت بالصدفة!

وفيما يتعلق باستنتاجات وزارة الصحة حول الوفاة، فقد جاء في التقرير الخاص بها انه "على الرغم من تزامن الاجراءات الطبية والعلاجية لحالة السيدة المتوفاة– فان خبراءنا يشددون على انه لم تكن اية علاقة بين عملية سحب واستخراج البويضات، من جهة، وبين تلوث الدم الذي حصل : وحتى لو اعطى الطاقم المعالج للسيدة مضادات حيوية وقائية، لما كان هذا الأمر يحول دون حصول التلوث الذي ادى إلى الوفاة.

ونؤكد ان الطاقم المعالج الذي ضم كفاءات لازمة قد تصرّف على اكمل وجه" - حسب ما ورد.

غير ان التقرير أشار إلى انه "في هذه الحالة بالذات، ربما كان من الأجدى اعطاء السيدة علاجاً وقائياً بالمضادات، نظراً لمرضها السابق (الطحال) ونظراً إلى قابلية جسمها للتلوث"!

وعقبت المتحدثة بلسان مستشفى "اسوتا" على هذه القضية بالتعبير أولاً عن الحزن على وفاة السيدة، وبالإشارة إلى ان تقرير وزارة الصحة "لا يَدَعُ مجالاً للشك في ان ما حدث انما هو محض صدفة مؤسفة، حيث ان طاقم الاطباء قام بعمله على ما يرام"!

أما صندوق "مكابي" فاكتفى بالقول ان المسؤولين "يدرسون ملف القضية، وسيردون على بنودها في المحكمة"! 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com