قد ندعي جميعنا اننا لا نستطيع ان نضع فئة ذوي الاحتياجات الخاصه جانبا وان نساهم في تهميشهم واقصائهم، فنكون اول من ينادي بالتودد لهذه الفئه ولدمجهم في الحياة الاجتماعية. اليوم قد نجد الكثير من البرامج والفعاليات والهتافات التي تهدف وتنادي لان نكسر حاجز اقصائهم خارج مساحتنا وذلك ايمانا منا بانهم اشخاص مميزين يملكون الكثير من المواهب التي قد لا تبرز اذ ابعدناهم عن الحيز الذي قد يظهروها به. لكنني اتسائل هل نحن نفعل هذا لانه ابسط ما يكون واقل ما يكون ؟ هل دمج هذه الفئه في الحياة الاجتماعية هو اكثر ما نستطيع ان نجود به عليهم ؟ وكانهم اصلا بحاجة لشفقتنا وتعاطفنا !! ماذا اذا لو طرحنا وتسائلنا عن امكانية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في اماكن عمل قد تلائم قدرتهم؟ ليغضب الان كل اصحاب المصالح والزبائن !! مثلا ما المانع ان اشتري من متجر في سوق تجاري وادخل فيساعدني شخص اصم او اعمى او ابرص او يعاني من اي مشكله تجعله لا يستطيع بالقيام بما نقومه بشكل كامل ومثالي ؟ قد يفكر البعض الان ويقول ان ربما لا يستطيع شخص كذلك ان يقوم بتلبية طلباتي ، الا انني اقف هنا واتسائل السنا نحن من هتفتا بالتعاطف معهم قبل قليل ودمجهم ؟ فلماذا نرفض دمجهم في حالة انهم قد لا يلبو مطالبنا، من الممكن جدا ان نتعاطف حيث نتقبل هذه الفئة ونفهم ان قدراتها ليست كقدرات اي انسان طبيعي اخر وبذلك نستطيع تحديد التوقعات فنرفع من سقف امالهم وثقتهم بنفسهم وقد نستطيع ان نلائم حاجاتنا لهم وليسوا هم دائما من يتطلب منهم الواقع الاختفاء والمحاوله للظهور ،علينا ان نراهم باعين حقيقية مسالمة دون شفقه تحبط فرحتهم. ماذا لو راينا دمى لعرض الملابس بهيئة اشخاص ذوي احتياجات خاصة مقعدين مثلا او يعانوا من اختلاف بالشكل ولا يبدو بصورة كاملة طبيعية، هل سنصاب بالذهول ونفزع ؟ هل اذا تركنا طفلنا مع ذوي احتياجات خاصه سنفزع ؟اذا لماذا نهتف بدمجهم ؟ان دمج هذه الفئة حسب معتقدي هو دمجها الكامل بل ودمجها الذي يجعلنا نتعامل مع احتياجاتها الخاصه كحاجه ماسه نريد ان نتعلم منها. ان اقصاءهم وابعادهم يحجب عنا اكبر واعظم اسرار الحياة وهو ان نستطيع ان نقبل وان نتاقلم مع ظروف مغايرة اصابتنا فجاه ،هم اشخاص اذكياء يستطيعون التعايش مع عالم يبدو غريب عليهم فلماذا علينا ان نرفضهم ؟.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com