لم تجد عائلة "السنوار" مفردات تعبر بها عن سعادتها بعد ترميم منزلها "المتهالك" ضمن حملة خيرية أٌطلقت في قطاع غزة، وتحويل حياتها البائسة في مخيم جباليا للاجئين إلى حياة كريمة.

وبفضل حملة "وينك عنهم" الخيرية أصبح منزل المواطن مازن السنوار (29 عامًا) في شمال القطاع صالحًا للسكن، بعدما أعياه وزوجته وطفلتيه البرد شتاءً والحر صيفًا.

وتهدف الحملة التي أطلقتها منظمة التعاون الإسلامي بغزة لاطلاع المسؤولين والمؤسسات المحلية والدولية على الأوضاع المعيشية والإنسانية للأسر الفقيرة، وسبل تقديم المساعدات لهم عبر مؤسسات خيرية مختلفة.

وبدموع الفرح يقول السنوار لمراسل "صفا": "انتهت معاناتي المعيشية وأصبح لدي مسكن جيد يؤويني وأطفالي من برد الشتاء وحر الصيف؛ وينتهي الجحيم الذي كنّا نعيش فيه".

ويتكون المسكن القديم السنوار من غرفة ومطبخ ودورة مياه مصنوعة من الصفيح (الزينكو).

وتوضح "وفاء" زوجة "السنوار" أن وضع العائلة المعيشي قبل إعمار المنزل كان سيئًا للغاية في ظل عدم امتلاك زوجها وسيلة رزق جراء إعاقته التي ولد بها، وإصابته بشلل الأطفال الذي لازمه منذ الصغر.

وبعد إعمار مسكنه من الحملة بالتعاون مع جمعية الأمل للرعاية والتنمية الاجتماعية اللبنانية تغيرت حياة عائلة السنوار وباتت تملك منزلاً يناسب حياة الإنسان الكريمة.

"وينك عنهم"

ويقول ممثل منظمة التعاون الإسلامي في غزة محمد حسنة إن حملة "وينك عنهم" جاءت لتسليط الضوء على الأسر الفقيرة والمهمشة، ومدى إمكانية مساعدتها عبر تمويلهم من مؤسسات خيرية خارجية.

ويضيف لوكالة "صفا" أن "هناك أسر لا يعلم بحالها إلا الله، وضعها المعيشي مأساوي جدا تقطن المناطق الحدودية، منها من ليس له بيت يأويه، ومنهم من يقيم بمساكن عشوائية من الجريد".

ويشير حسنة إلى أن الحملة تأتي ضمن سلسلة أنشطة أطلقها مكتب إدارة الشؤون الإنسانية في منظمة التعاون الإسلامي منذ إنشائها في قطاع غزة عام 2009.

وبحسب فريق ميداني للمنظمة فإنه يوجد في القطاع نحو 2400 أسرة فقيرة تعيش في منازل لا تصلح للعيش الآدمي، لم يشملهم أي برامج مساعدات إنسانية، ولم تتعرض لدمار في العدوان الإسرائيلي على غزة صيف عام 2014.

ويشير حسنة إلى أنه تم ترميم وإعادة تأهيل نحو 400 منزل بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني، في حين تهدف حملة "وينك عنهم" ترميم نحو ألفي منزل.

ويضيف "بدأنا مشوارنا بترميم 2000 منزل ونقوم حاليًا بتأهيل 20 منزلا في مختلف محافظات قطاع غزة ونأمل أن ننهي جميع المنازل".

مسؤولية اجتماعية

وسرعان ما أحدثت حملة "وينك عنهم" صدى عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد دعوة منظمة التعاون الإسلامي النشطاء الشباب بغزة لجولة ميدانية على تلك البيوت من شمال القطاع وحتى جنوبه.

ويلفت حسنة إلى أن وسم #وينك_عنهم الذي أطلقه النشطاء عبر موقع "تويتر" أحدث تفاعلاً كبير ومشاركة واسعة عبر توجيه السؤال للمجتمع الفلسطيني والمؤسسات المحلية بإعادة هيكلية التمويل في قطاع غزة.

ويلفت إلى أن الحملة استهدفت في المرحلة الأولى النشطاء الشباب؛ لتعزيز المسؤولية الاجتماعية لهم، وأن يروا على أرض الواقع المعاناة التي تحياها الأسر الفقيرة؛ لنقل واقعهم المأساوي إلى العالم الافتراضي، وفق قوله.

ويوضح حسنة أن حملة "وينك عنهم" ستستهدف في الأيام القادمة قادة الفصائل الفلسطينية ورجال الأعمال والمؤسسات الدولية والمؤسسات المحلية؛ للتدارس بآلية مناسبة لإخراج الفقراء من الواقع المعيشي الصعب الذي يعايشونه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com