ندد مجلس الإفتاء الأعلى باستمرار مسلسل الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على حرمة الأماكن والمقدسات الفلسطينية، حيث الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك، والتي تتم عبر مجموعات متفرقة تنفذ جولات استفزازية ومشبوهة في رحاب المسجد المبارك ومرافقه، تحت حماية سلطات الاحتلال التي تمنع المصلين المقدسيين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، وتبعد بعضهم عنه قسرياً، في محاولات يائسة لإثبات الوجود اليهودي في المسجد الأقصى، مبيناً أنه لا يحق لأحد أن يحرم الإنسان من مكان عبادته، وناشد المجلس المصلين من أهل القدس والداخل الفلسطيني وكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى من مختلف أرجاء الوطن والعالم ببذل أقصى الجهود لشد الرحال إليه، وتعزيز تواجدهم فيه من أجل حمايته، والحفاظ عليه من الاعتداءات والانتهاكات المستمرة والمتزايدة ضده، مؤكداً على تمسك أبناء شعبنا بمسجدهم مهما تطلب ذلك من ثمن وتضحيات إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

وندد المجلس بالإجراءات القمعية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين وأسراهم ومقدساتهم، التي كان آخرها اعتداء قوات الاحتلال على جامعة بير زيت، مشيراً إلى أن هذا الاعتداء الصارخ على أماكن التعليم وحرمتها يتزامن مع استمرار الانتهاكات البشعة بحق المواطنين، وهو دليل إضافي على أن التصعيد الإسرائيلي يستهدف قطاعات الحياة الفلسطينية كافة.

من جانب آخر؛ استنكر المجلس تطبيق السجان المحتل قانون التغذية القسرية بحق الأسير الصحفي محمد القيق، وقال المجلس: إن القانون الذي أقرته سلطات الاحتلال يعتبر نوعاً من أنواع التعذيب، وهو أمر مرفوض شرعياً وأخلاقياً وإنسانياً وطبياً يأتي بهدف كسر إرادة المضربين عن الطعام، وثنيهم عن المضي في المطالبة بحقوقهم المشروعة، مطالباً المؤسسات المعنية بالأسرى وحقوق الإنسان التدخل العاجل لوقف تعنت السجان الإسرائيلي تجاه الأسرى الفلسطينيين بعامة والمضربين عن الطعام بخاصة، ومحاولة إنقاذ حياتهم، والضغط من أجل الاستجابة لمطالبهم العادلة.

وفي سياق ذي صلة؛ ندد المجلس بالاعتداء على دير (بيت جمال) غرب القدس المحتلة، بتكسير عشرات الصلبان في المقبرة التابعة للدير، معتبراً أن هذه الاعتداءات وأمثالها من الإجراءات المتطرفة التي من شأنها المساس بالمقدسات، والأموات في قبورهم أمر خطير تأباه النفس السوية، وترفضه الأديان السماوية.

وشجب المجلس الاعتداءات على أراضي المواطنين القريبة من الطرق الالتفافية لإقامة أبراج عسكرية، لتأمين حركة المستوطنين ومركباتهم، مبيناً أن سلطات الاحتلال ما تفتأ تبتكر الأسباب وتخترع الأساليب لوضع يدها الغاشمة على
الأرضي الفلسطينية ومصادرتها، تحت ذرائع غير قانونية وزائفة، بهدف اقتلاع أكبر عدد من المواطنين الفلسطينيين من أراضيهم، وطردهم من ديارهم. وتهجيرهم من أماكن سكناهم وإقامتهم لإحلال المستوطنين الأغراب مكانهم.

كما استنكر المجلس هدم منازل الشهداء وذويهم في فلسطين، مديناً هذا العقاب الجماعي الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد شعبنا.

وقدم المجلس تعازيه الحارة إلى ذوي الشهداء الذين ارتقوا إلى العلا في مختلف أنحاء الوطن الجريح، منوهاً بمكانة الشهداء عند الله سبحانه وتعالى، مؤكداً على أن فلسطين تفخر بأبنائها الذين يقدمون الغالي والنفيس فداء لوطنهم ومقدساتهم وكرامتهم وحريتهم، فانضموا إلى كوكبة الشهداء المنيرة في سماء فلسطين، سائلين الله العلي القدير أن يتقبل شهداءنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، كما تمنى المجلس الشفاء العاجل للجرحى والحرية للأسرى جميعاً.

جاء ذلك خلال عقد جلسة المجلس السادسة والثلاثين بعد المائة، برئاسة سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com