في اعقاب تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأخيرة حول مسألة الاذان في المساجد والتي جاءت في سياقها كألتالي " "إن أصوات المساجد تسبب الضوضاء". الى جانب تصريحاته خلال جلسة كتلة الليكود البرلمانية الأخيرة: إنه "لا يوجد احترام للقانون في غالبية البلدات العربية، بما في ذلك البناء وأصوات المساجد وتعدد الزوجات"، ومهاجمته مكبرات الصوت في المساجد قائلاً: "لا يمكنني التسليم بهذا الأمر، فلا يوجد أي نص ديني يبيح إزعاج الناس بمكبرات الصوت، ولا يوجد أمرٌ من هذا القبيل بالدول العربية أو الأوروبية". توجه "بكرا" الى عددٍ كبيرٍ من المشيوخ لسماع موقفهم حيال تلك التصريحات، إلا أن المفاجىء في الموضوع أن عددًا منهم فضّل عدم التطرق للموضوع بحجة عدم "خلط الدين بالسياسة"، مما يؤكد أن مساعي التحريض التي تنتهجها الحكومية اليمينية على ما يبدو قد نجحت بترهيب الكثير الذي يعتبر موقفه من "رفع الآذان" خلطًا للدين بالسياسة. 

كمال خطيب: نتنياهو يقود الى حرب دينية بشكل واضح

وعلى الرغم من الرفض ومحاولات التملص من بعض رجال الدين، قال الشيخ كمال خطيب، القيادي في الحركة الإسلامية الشماليّة التي تم حظرها مؤخرًا، معقبًا: من يتابع تصريحات نتنياهو في المدة الأخيرة يجد انها تتمحور في اتجاه واحد، وهي الحرب الدينية، علما انها ليست حرب أسلحة، ولكنها حرب الكلمة والتصريح والموقف، حينما القى كلمته الشهيرة بعد حادث نشأت ملحم كان كلامه واضحا حيث وجهه للمسلمين بشكل خاص، وطالبهم بضرورة الولاء للدولة وان يكونوا مثل الاخرين مما يشير بشكل واضح الى توجهه، وتعهد وقتها بمعالجة ازعاج المساجد، وها هو يعود مرة أخرى للحديث عن المسجد والاذان وتعدد الزوجات، وهو امر غير خارج عن سياق الحركة الإسلامية، وحظرها وغير منفصل عن سياق المسجد الأقصى المبارك واستهدافه وتعهده الجديد والمتجدد بالقضاء على ما اسماها بظاهرة المرابطين والمرابطات، كل هذا يشير الى ان نتنياهو يقود الى حرب دينية بشكل واضح ليس ضد الفلسطينيين فقط انما جوهر عداؤه هو للمسجد الأقصى المبارك الذي هو مسجد 1600 مليون مسلم.

وتابع: هذه المرحلة مهما بلغت من خطورتها والتضييق فيها هي غير صالحة للمجتمع الإسرائيلي، وانا اذكر انّ شمعون بيرس قبل 15 عاما قال جملة مهمة جدا وهي "نحن حرصنا منذ العام 48 على ان لا يكون للصراع في المنطقة أي بعد او طابع ديني"، حتى لا يجر الى صراع كل المسلمين في المنطقة، في حين ان نتنياهو قد جاء بكل غباء وحماقه وتهور ضمن حكومته الحالية والسابقة الى المربع الذي حظر منه شمعون بيرس، ومن هنا ان يتم وضع قوانين لتخفيض صوت الاذان ومنع اذان الفجر وتحديدا في المدن المختلطة او القرى العربية القريبة من المدن اليهودية وغيرها هذا لا يمكن ان ينجح ابدًا، لكنه سيأجج الكثير من المشاعر داخل المسلمين وعلى نتنياهو ان يدرك ما قلت، ليس جميع مجتمعنا منضبط بمنظومة الحركة الإسلامية التي لها إدارة وقيادة لكن المسلمين في النهاية لهم مشاعرهم الدينية وحبهم للاسلام بعيدا عن منظومة الحركة الإسلامية وعلى نتنياهو ان يتحمل مسؤولية كل ما يمكن ان يكون او يحصل.

مسعود غنايم: تدخله يدل على انه يتهرب من مسؤوليته في حل المشاكل الحقيقية للمجتمع العربي لمآربه الحزبية

من ناحيته، النائب مسعود غنايم عن الحركة الإسلامية الشق الجنوبي قال: تصريحات نتنياهو عنصرية، وهو يحاول ان يتدخل في خصائص متعلقة بدين وطقوس دينية مثل الاذان وتعدد الزوجات. ليس لنتنياهو الحق بالتدخل في مثل هذه الأمور، تدخله يدل على انه يتهرب من مسؤوليته في حل المشاكل الحقيقية للمجتمع العربي، مثل السكن والعنف والجريمة التي ليس لها أي علاقة بالاذان او تعدد الزوجات، انما هو يكرر الأسطوانة القديمة للعنصريين والمتطرفين الذين يحاولوا ان يظهروا ان المشكلة في ثقافتنا او طقوسنا الدينية، ليس لنتنياهو الحق بالتدخل في مثل هذه القضايا وخاصة قضية الاذان التي هي قضية دينية من الدرجة الأولى، وانا اطلب منه ان يبحث عن قضية أخرى يعمل بها لانه ما زال يعمل على قضية التحريض والتخويف من كل ما هو عربي ومسلم لمآربه الحزبية.

وأضاف قائلا لـ"بكرا": ممكن ان يتجرأ نتنياهو وان يقوم فعلا بمنع الاذان، لكننا سنتصدى لاي خطوة فعلية سيقوم بها، واذا كانت الأمور جدية يجب ان يكون هناك اجتماع للجنة المتابعة واللجنة القطرية مع أعضاء الكنيست لاتخاذ موقف.

منصور عباس: سنستمر في بناء المساجد وإعمارها وستبقى مآذننا ومنابرنا تصدح بالحق

بدوره الشيخ منصور عباس عقب قائلا: ليس من حق رئيس الحكومة نتنياهو ان يمنع رفع الاذان في مساجدنا خصوصا انها قائمة قبل قيام دولته وقبل ان يأتي مستعمرا في بلادنا ونحن اهلها واصحابها .

وتابع:ما زال نتنياهو منذ سنوات بتبع استراتيجية بث الخوف والكراهية والالسياسات العنصرية في سبيل محافظته على كرسيه وتأجيج الصراع بشكل متعمد وذلك للتغطية على فشل سياساته وإخفاقاته المتكرره . نتنياهو لا يأبه في سبيل كرسيه ان يعتدي على مقدساتنا ومنها شعيرة الاذان وإعمار المساجد ومن يدري ما ستكون خطوته او تحريضه القادمة .

واختتم: لن نسمح لنتنياهو ولحكومته بتنفيذ مخططه بل سنستمر في بناء المساجد وإعمارها وستبقى مآذننا ومنابرنا تصدح بالحق وتتحمل مسؤوليتها الدينية والوطنية والاجتماعية متصدية لسياسات اسرائيل الاحتلالية والعنصرية وكذلك تأخذ دورها في بناء مجتمعنا وترسيخ هويته ونسيجه الوحدوي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com