أصيب ثلاثة إسرائيليين جراء حريق هائل اندلع، الليلة، في مكاتب منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية اليسارية في مدينة القدس المحتلة.

وقالت مصادر إعلامية عبرية إن الحريق أتى على مكاتب المنظمة في الطابقين الثالث والرابع، ورغم التأكيدات بالبداية أن الحديث يدور عن حريق معتمد، أكدت سلطة الإطفاء في بيان لها ظهر اليوم أن سبب الحريق، تماس كهربائي

ورغم الإعلان السابق، إلا أن العديد من المصادر، وخصوصًا قبل إعلان سلطة الإطفاء عن سبب الحريق، رجحت أن من قام بهذا العمل هم يهود متطرفين، خاصة وأنها تراقب انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

سيكوي: طاقم بتسيلم يربط الليل بالنهار للحفاظ على حقوق الفلسطينيين

ودانت عددُ من المؤسسات الحريق، حيث قالت مؤسسة "سيكوي" اليسارية متضامنةً: جمعية "سيكوي" وطاقم عامليها تعبر في هذا الصباح عن التضامن مع منظمة "بتسيلم" والدعم لعامليها، بعد إحراق مكاتبها، الليلة. رغم أن الظروف والأسباب المباشرة للحريق الذي أودى بالمكتب لم تتبين بعد، إلا أنه لا يمكن تجاهل حملة التشهير والتحريض البشعة ضد "بتسيلم" ومنظمات حقوق انسان أخرى، والتي وصلت إلى ذروة غير مسبوقة في الأشهر الأخيرة بمساندة من أعضاء في الحكومة والكنيست.

وأضاف البيان: بتسيلم هي منظمة هامة وحيوية للديمقراطية الاسرائيلية وطاقم عامليها يربط الليل بالنهار من أجل الحفاظ على حقوق الانسان للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال وللنضال ضده. الظرف الذي وصلنا إليه حيث يتحول نشطاء حقوق الانسان والمواطنون العرب، برعاية الحكومة، إلى هدف للملاحقة والتحريض، يتطلب منا جميعا العمل الموحد والصارم، ضد من يهبون للاعتداء على منظمات حقوق الانسان والمجتمع.

وأختتم بالقول: مسؤولو بتسيلم قد أعلنوا بأنه وعلى الرغم من إحراق المكاتب، إلا أن المنظمة ستواصل العمل بنشاط- وعلى هذا فإننا نشكرهم من أعماق القلب.

حقوق المواطن: على الحكومة وقف التحريض

اما مؤسسة حقوق المواطن فقد قالت معقبةّ على الحادث في بيان خاص: التحريض ضد مؤسسات حقوق الإنسان بدأ منذ سنوات إلا أنه أمس سُجل الرقم القياسيّ، فخطاب نزع الشرعية نجح بصورة فوق المتوقع ودفع بأشخاص إلى التفكير أنه من الطبيعي حرق مكاتب "بتسليم".

وأضاف البيان: في الوقت الذي ينشر فيه فيديو يظهر موظفي "بتسيلم" ومديرها العام على أنهم خوّن، كما وينشر تقرير تلفزيوني يحقر من عملهم، إلى تقوم تقوم الحكومة بشرعنة قوانين تمس بعمل الجمعيات، يبقى التحوّل من النظرية إلى التطبيق خطوة طبيعية وتحصيل حاصل.

وأضاف: من كان ينوي اخافة وكم أفواه الموظفين في "بتسليم" وجد أنّ هنالك موظفين مصرين على المضي قدمًا دون الخنوع، حتى حرق المكتب لن يفيد، وفي "بتسيلم" مستمرين على المضي قدمًا في الدفاع عما يعتقدون أنه عادل. 

وقال البيان: اذّا ما الخطوة التاية؟! من سينجح بوقف الكراهية والتحريض؟! حكومة إسرائيل والتي جزء منها يعد لاعبًا فعالا في التحريض عليها أن توّضح أن حرية التعبير وحرية التنظيم من حق كل مواطن وكل تنظيم، ويحظر المس بها تحت أي مسمى أو ذريعة أو أي موقف سياسيّ. 

يش دين: مستمرون

بدورهم في مؤسسة "يش دين" علقوا على الموضوع في بيان مقتضب جاء فيه: إذا ما كان الحديث حريق مفتعل فلا شك أن هذا يعد خرقًا سافرًا للديمقراطية، من غير المعقول أن يكون الخلاف في المواقف ذريعة للتحريض، وهذا للأسف ما نشهده في الآونة الأخيرة. 

وقال البيان: التحريض الأرعن الذي يقوده رئيس الحكومة، وزرائه، وعدد من أقطاب اليمين المتطرف، لم تخيفنا كما ولن تخيف أصدقائنا في منظمات حقوق الإنسان من الاستمرار في رفع صرختنا ضد الاحتلال وممارساته الوحشية وانتهاكاته.

وأختتم بالقول: نشد على اياديهم في "بتسليم"، وفي منظمة "كسر الصمت، وكافة المنظمات التي تتعرض إلى الهجوم. 

كسر الصمت: الحريق أشعل في مكتب رئيس الحكومة

بدورهم في منظمة "كسر الصمت"، والتي تعنى بفضح انتهاكات جنود الإحتلال فقد علقوا على الحريق ايضًا في بيان مقتضب وصل منه نسخة إلى "بكرا"، جاي فيه: نحن في منظمة "كسر الصمت" نقف إلى جانب الزملاء في "بتسيلم"، ومما خفف نا السماع أن الاعتداء اقتصر على الخائر المادية دون الخسائر الجسدية، خاصة بعد أن تم انقاذ عددًا من العالقين في المبنى بعد الحريق.

وقال البيان: علينا أن نتذكر جيدًا،الحريق في مكتب بتسليم أشعل في مكتب رئيس الحكومة. 

الائتلاف لمناهضة العنصرية: التحريض المستمر من قبل القيادات الإسرائيلية السياسية

بدوره عقب المحامي نضال عثمان، مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية على الحريق بالقول: نشاط مؤسسات حقوق الانسان يفضح تورط المؤسسات الأمنية وسقوطها الأخلاقي بكل المعايير ويضع إسرائيل في مرمى انتقادات كل المؤسسات الدولية والدول. هذا النشاط البارز لـ "بيتسيلم" وغيرها من المؤسسات يكشف عورات الدولة والمجتمع ولذا تشهد هذه المؤسسات حملة مسعورةشنت عليها، وليس فقط من الجمهور المتطرف وإنما من قبل الحكومة من خلال اقتراحات القوانين غير الديمقراطية وآخرها قانون الجمعيات. 

وقال: نستنكر هذا الاعتداء على مكاتب ومؤسسة بتسيلم، فهو تغذى من المستوى السياسي بكافة أذرعه، عليه نحمل الحكومة كامل المسؤولية لما وقع، ونحذّر من المس بمؤسسات أخرى والذي قد يصل إلى حد قتل السياسيّ. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com