تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أحيت حركة التحرير الوطني 'فتح'، وملتقى المثقفين المقدسي، اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ21 لرحيل القائد والمفكر خالد الحسن 'أبو السعيد'، في قصر رام الله الثقافي.

وقال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم في كلمته نيابة عن الرئيس: 'أسمحوا لي أن اعترف أمامكم بداية، أنني في حيرة من أمرِ ذاكرتي، فمنذ أن تقرر هذا الحفل إحياء لذكرى الراحل الكبير الشهيد خالد الحسن أبو السعيد، وهي تتفلت كَمَثل مُريد عجول، لا يريد غير سرد رواياته الأثيرة عن لحظاته المفعمة، بالتنور والمحبة والحياة، التي عاشها قريباً ممن صدَّق وأحب، وبفعل من أحب وصدَّق، وما عهدت ذاكرتي على هذا القدر من الاشتياق، غير أني أعرف الآن أن خزينها هو خزين القلب، وقلبُ المحب لا يعرف نسيانا ولا غياباً، ولهفةُ الذاكرة واشتياقُها هي لهفته واشتياقه'.

وفي كلمة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أوضح واصل أبو يوسف، أن الراحل خالد الحسن تبوأ موقعا مهما في حركة فتح ومسيرة النضال والكفاح الفلسطيني، وكان مؤثرا في الحركة وله حضور لافت على مستوى فصائل العمل الوطني، ما ترك أثرا واضحا على مستوى القضية الفلسطينية.

بدوره، قال رئيس ملتقى المثقفين المقدسي د. طلال أبو عفيفة: 'إن الراحل كان قائدا فلسطينيا وعربيا كبيرا، ترك بصمات نضالية وسياسية وفكرية واضحة ومتميزة في التاريخ الفلسطيني المعاصر، وشهد له الجميع لفكره المستنير في الغرب والشرق، حتى أن بعض ملوك ورؤساء الدول العربية كانوا يهتمون برأيه وفكره وتحليله للأوضاع الراهنة كما أن عددا من المؤسسات السياسية والفكرية الدولية كانت تدعوه وتستمع إليه '.
من جهته، شكر نجل الراحل هيثم الحسن، المنظمين لإحياء ذكرى والده، مشيرا إلى اللفتة الكريمة من الرئيس بتبني هذه الفعالية وإطلاق اسم خالد الحسن على مستشفى علاج مرضى السرطان وزراعة النخاع.

وأوضح أنه تم جمع كتب ومؤلفات الراحل وتم وضعها على قرص صلب، إضافة الى طباعة ثلاث نسخ ورقية، للحفاظ على هذا الإرث الثقافي والإنساني.

عرض السيرة الذاتية لخالد الحسن

وتخلل المهرجان عرض فيلم قصير عن سيرة الراحل خالد الحسن من انتاج تلفزيون فلسطين، وقصيدة ألقاها الطفل وسام شرف السوداني من مؤسسة الأشبال والزهرات اقليم رام الله والبيرة .

ولد الراحل خالد محمد سعيد الحسن (أبو السعيد) في قرية 'إجزم' جنوبي مدينة حيفا عام 1928، لأسرة وطنية ومتدينة، احتضنت خلال الثلاثينيات بعض اجتماعات الشيخ عز الدين القسام برفاقه الثوار، ودرس في حيفا وحصل على شهادة المترك، ثم التحق عام 1947 بجامعة لندن ودرس الاقتصاد، هجر وعائلته عام 1948 على اثر النكبة الى لبنان، ثم الى سوريا، ثم تشتت حال أفراد الأسرة بين الدول لتأمين لقمة العيش.
ويعتبر الحسن من رموز 'حركة التحرر الوطني الفلسطيني- فتح' وأحد قادة النضال الوطني الفلسطيني، وعرف بعطائه الفكري اللامع، وبروحه الديمقراطية، وببحثه الدؤوب عن التطور والإبداع في كافة مجالات العمل.

في عام 1959، وبعد وصوله الى سوريا قام بتأسيس 'مجموعة تحرير فلسطين'، ثم ساهم، وشقيقه القائد السياسي هاني الحسن في تأسيس 'حزب التحرير الإسلامي' إلا أن الرئيس السوري آنذاك أديب الشيشكلي حظر هذا الحزب، ما اضطر أبو السعيد مغادرة سوريا الى الكويت، وأثناء وجوده في الكويت التقى خالد الحسن ياسر عرفات وخليل الوزير وغيرهما، وشكلوا نسيجا قياديا لحركة 'فتح' المزمع الإعلان عن انطلاقتها فيما بعد.

وفي عام 1960 أصبح عضوا في حركة فتح، وشارك في أعمال المجلس الوطني التأسيسي الأول في القدس عام 1964، الى جانب ياسر عرفات كممثلين عن الجالية الفلسطينية في الكويت.

وتبوأ الحسن مناصب تنظيمية عديدة، من بينها: رئيسا للدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بين عامي (1968-1974)، ومفوضا للتعبئة والتنظيم بين عامي (1971-1974)، ورئاسة لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1968، فضلا عن كونه عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح منذ عام 1967، كما تولى مسؤولية الإعلام الموحد في حركة 'فتح' حتى وافته المنية في المغرب عام 1994.
وأصدر الحسن أكثر من عشرين كتابا في السياسة والفكر من بينها: الدولة الفلسطينية شرط للسلام العادل، والاتفاق الأردني الفلسطيني، -العلاقة الإسرائيلية الأميركية، ويوميات حمار وطني، وقبضة من السلام الشائك، والقيادة والاستبداد، فلسطينيات 'أربع أجزاء' دار الجليل- عمان، وسلسلة أوراق سياسية – مؤسسة صامد، والخيارات المفتوحة أمام منظمة التحرير – مؤسسة صامد، وعبقرية الفشل – مؤسسة صامد، والثورة الفلسطينية – مؤسسة صامد، وجدانيات – مؤسسة صامد، ونقاط فوق الحروف – دار الجليل- عمان، ومستقبل السلام في الشرق الأوسط – مؤسسة صامد بيروت.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com