كيف يفسر الشارع العربي عملية تل ابيب وتداعياتها...

بعد حادثة اطلاق النار التي شهدتها مدينة تل ابيب امس الجمعة والتي راح ضحيتها شخصيّن الى جانب اصابات متفوتة، على يد شاب عربي فلسطيني من الداخل وبالتحديد من مدينة عارة، وفي الوقت الذي تشهد به البلاد هدوءا نسبيا بعد الاحداث الامنية والسياسية الاخيرة، وفي اعقاب هذه الحادثة الغامضة غير الواضحة دوافعها وخلفيتها، عادت من جديد الحملات التحريضية ضد العرب على صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الميديا المختلفة، من قبل متطرفين ينتظرون احداث مشابهة ليشعلون فتيل الصراع ويأججونه بين الشعبين من جديد حتى دون ادراك خلفية الحادثة او تداعيات التحريض.

اعمل ما شئت كما تدين تدان..

تهاني شاهين من الناصرة عقبت لـ“بكرا” في هذا السياق:من الواضح ان الانتفاضه بدات تاخد منحنى خاطئ ، القضيه لا تنحصر بقيام شاب من عاره او من اي منطقه عربيه داخل الخط الاخضر او خارج الخط بهذه العملية .. وصراحة لم ارى انه فعلا كان هنالك هدوء بعد الاحداث الاخيرة التي شهدتها البلاد ، بل كانت عمليات متفرقة لم اعد اعلم اذا كان لها تاثير فعلا.

محمد عنبتاوي من كفركنا قال لـ“بكرا”:عمل غير اخلاقي ومرفرض لا يمكن التعرض للابرياء باي شكل من الأشكال.

واضاف: انا ضد العمليات من هذا النوع لان ضحيتها هم أناس أبرياء لذلك هو عمل مرفوض وغير اخلاقي ولا يمثل الاقليه فالغالبية الساحقة ترفض هذه الاعمال والتعرض للمارة والابرياء وخير لنا ان نحافظ على ما تبقى من انسانية.

بدوره احمد ابو الهيجا قال: انا أجيز لك الموضوع في جمله واحده ؛ ديننا الحنيف هو دين سلام ووئام وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء رحمه للعالمين وبذلك نقول أنتا ضد العنف وضد القتل وخاصه الأبرياء ونؤمن بانتا بني البشر سوف نحاسب على كل شيء في الدنيا وفي الاخره كما قال سيد الخلق حبيب الحق محمد البر لا يفنى والذنب لا ينسى والديان لا يموت اعمل ما شئت كما تدين تدان.

هذه العملية تزيد الكراهية والتحريض ضدنا...

اما صلاح عياش من ام الفحم فقال: اعتقد ان غالبية الجماهير العربية يوافقونني الرأي ان قتل المدنيين عمل مرفوض بغض النظر عن انتمائهم وهويتهم سواء ان كانوا عرب فلسطيننين او يهود .

واوضح: نضالنا المستمر السلمي والمشروع منذ عقود يتنافى مع اي عمل به عنف او قتل اناس عُزّل كما هو الحال حين نحتج على أعمال القتل من قبل المستوطنين او جيش الاحتلال ضد شعبنا .سيبقى نضالنا بعيد كل البعد عن اي تطرف او عنف لا يخدم قضيتنا وخاصة نحن فلسطينيي الداخل والذي من شأنه ان يزيد التحريض والكراهية من قبل اليمين العنصري ضدنا .!!

يوسف شاهين قال لـ“بكرا”: نحن ندين كل قتل بشكل عام وضد العنف، لكن ما حدث في تل ابيب حاله خاصه لم يعرف حتى الان دوافعها ..ان كانت انتقام من الشرطه على مقتل احد اقاربه وخضوعه بعد ذلك الى علاج نفسي او دوافع قوميه ووطنيه .

وتابع: الاحداث المحلية والدولية تلعب دور هاما بحياتنا جميعا وانتشار العنف والقتل في بعض الدول المجاوره من قبل منظمات تكفيرية خلق صوره مشوشة لكل مجتمعنا ومن ضمنها الشباب .

واسهب بالشرح: محليا في اسرائيل نشاهد ما يقوم به الاحتلال من قمع لاخوتنا في الاراضي المحتله من اعدامات ميدانيه في شوارع القدس وغيرها وحتى وصلت الى الاماكن المقدسة، نحن نعيش في دوله عنيفة تقتل في الداخل والخارج وما حدث مع سمير قنطار دليل على غطرسه هذه الدولة والفارق الشاسع بين العرب واليهود في الدولة من بنية تحتية لجميع المرافق الحياتية والتميز العنصري في التعليم والاقتصاد والسكن الخ.. كل ذلك قد يخلق حالة من الغضب في مجتمعنا ويتحول الغضب الى عنف .

قبل ان نغضب على الفاعل علينا ان نعرف دوافعه

وقد اشار اسامة مصاروة من الطيبة في حديثه لـ“بكرا” قائلا: انا شخصيّا ارفض العنف جملة وتفصيلًا ولا اراه صالحًا لحلّ ايّة مشكلة خاصة السياسيّة منها. طبعًا العنف يولد العنف وقبل ان نصبّ جام غضبنا على الفاعل أيًّا كانت هويته علينا ان نحلل ونفهم الأسباب والدوافع ومن ثم التعامل معها ووضع حدّ لها والّا سيظلّ العنف سيّد المشهد طالما بقيت اسبابه ودوافعه كما هي. طبعًا كون الفاعل عربيًّا فلسطينيًّا من الداخل يكون لهذا الأمر تداعيات خطيرة على العلاقات اليهودي العربية الهشة اصلًا. ان نضال الأقلية العربية الفلسطينيّة في اسرائيل نضال من اجل العدالة الاجتماعية والمساواة والسلام بين الشعبين ونيل حقوقنا وضد العنصرية وسياسات التمييز العنصري وبالتأكيد الوقوف الى جانب ابناء شعبنا الفلسطيني المناضل من اجل نيل حريته واستقلاله واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. يجب الفصل بين نضالنا ونضالهم، واعتقد ان هذا يخدم مصلحتنا جميعًا.

محمد شيني من المغار عقب بدوره قائلا:انا ضد كل عمل اجرامي يقتل ابرياء وما حدث في تل ابيب وفي اماكن اخرى ان كان اجرام يهودي او عربي هو نتيجة مباشرة لدعم اليمين واصوات اليمين وتنحية وتهميش اليسار واتهامه بالعمل ضد الدولة... كراهية العرب اصبحت عندهم وطنية واتهام الاسلام قصدا اصبح منهاج وليس هناك مساعي لحل ازمتنا الفلسطينة وحق الشعب الفلسطيني بالاستقلال... الشباب العربي على شفى فقدان الامل من التقدم والمساواة فاصبح فكرهم هش مقابل الايديولوجيات الراديكالية.

وتابع:ناهيك عن الاذلال والنظرة الدونية التي يتعاملون بها مع العربي في الاسر في الشارع في العمل وغيرها... نظرة دونية تنعكس بالعنصرية وكيفية التعامل المختلفة بين عربي ويهودي في حالات مشابهة والتي تتلخص ب عربي مع سكين هو ارهابي ويقتل اما يهودي مع بندقية هو يدافع عن نفسه.

عملية تل ابيب تخدم مصلحة اليمين المتطرف

وعقب لؤي مصاروة قائلا لـ“بكرا”: بلا شك ان الوضع ليس سهلا والعملية التي حدثت في تل ابيب لا تخدم مصلحتنا كأقلية عربية في البلاد وانما جاءت لصالح اليمين المتطرف، من نفذ العملية هو شخص لا يمثل الا نفسة وعلى جميع الاحوال فانه وجود المتطرفين تعاني منه جميع المجتمعات.

واضاف: انا شخصيا ارى الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة بيبي هي المسؤولة عن الوضع الأمني الحالي، نقص مبادرات سلمية ومفاوضات مع الطرف الاخر وزيادة التطرف من خلال سن القوانين اليمينية المتطرفة ضد الاقلية العربية في البلاد أحد الاسباب الرئيسية التي ادت الى تدهور الوضع الأمني في البلاد

اما ابو طه عمر من العزير فقال:اعتقد ان ما حدث في تل الربيع عمل فردي خالص، لانه ليس للشاب اي انتماءات حزبيه او سياسية وجاء ذلك نتيجة مما يحصل من مجازر واعدامات ميدانية في الضفة الغربيه ليؤكد اللحمه الوطنية بين اطياف المجتمع الفلسطيني في الداخل الفلسطيني المحتل وبين فلسطينيي الضفه ومدينة القدس المباركة، التحريض على فلسطينيي الداخل بالذات كان النصيب الاكبر لخروج هذا الشاب، الحكومة الإسرائيلية تتخبط ونرى انخفاض كبير في شعبية نتنياهو وخاصة بين اوساط اليهود المتدينين ويؤكدوا جميعاً أن الحكومة لا تستطيع حمايتهم وانهم في خطر دائم.

سعيد ابو جابر اختصر قائلا:هذه بلاد مشؤمه منذ الازل ، ولن تنعم بالسلام ابداً . كون الشاب من داخل الخط الاخضر لا يعني تعميم اللوم. نتمنى للجميع سنه خير ورحمه من رب العالمين.

مثل هذه الأعمال تضر بالمجتمع العربي في الداخل وتمنح المجال لتنامي العنصرية

من ناحيتها لطيفة اغبارية من ام الفحم اكدت لـ"بكرا" قائلة: بغض النظر عن الأسباب والحقائق التي ستظهر لاحقا، لأنه لا يوجد تفاصيل كافية للآن . فإننا ندين أي سلوك عنيف من الطرفين، ومثل هذه الأعمال تضر بالمجتمع العربي في الداخل وتمنح المجال لتنامي العنصرية، وربما سن قوانين عنصرية ضدنا. ونضالنا يجب أن يكون من خلال القوانين ونيل الحقوق بالطرق السلمية.

سامر إبراهيم من دير الأسد عقب قائلا: استنكر كل اعمال العنف من كل الاطراف باي حجة كانت، للاسف الشديد سياسة الحكومة الاسرائلية في الفترة والاحداث الاخيرة ستؤدي بلا ادنى شك الى تطرفات البعض وتفقدهم رشدهم ، المحاورة والمحادثة وتوعية الوسط اليهودي قدر المستطاع وبناء خطط ومشاريع سياسية مشتركة تخدم الطرفين هو الحل الوحيد الذي يضمن لنا حياة مشتركة وامنة ، الاحداث الاخيرة لا تخدم اي طرف كان ووتوصلنا الى الهاويه.

وأضاف: كنت اتمنى ببداية عام جديد باخبار افضل واحسن ، لولا فسحة الامل... اتمنى ان تهدأ الاحداث ويعود الكل الى رشدهم ويعم السلام والمحبة بين الجميع.

حنين رضا من الناصرة قالت لـ"بكرا" في ذات السياق: لا اعلم حقيقة ما تم تداوله عبر وسائل الاعلام بان منفذ العملية هم من بلدة عارة، لكنني اعتقد ان الامر لم يحصل على خلفية قومية بل هو خلاف شخصي، وإسرائيل حولت المسألة لصالحها وصورتنا على اننا شعب عنيف، كل الحديث عبر وسائل الاعلام الإسرائيلية اظهر معاناة اليهود في القدس مع الفلسطينيين في حين تم تهمش معانتنا.

وكان هناك تعقيبات متفرقة للعديدين بانهم لا يستطيعون ان يبدوا اي رأي او موقف بسبب عدم معرفتهم بخلفية الحادث مثل علي شلاعطة الذي بدوره رفض التعقيب بسبب عدم معرفته بخلفية الشاب الفكرية وغيرها.