في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن العربي في البلاد، وعدم قدرته على امتلاك مبلغ مالي لشراء بيت او بنائه، يلجأ المواطن الى أخذ قروض الإسكان من البنوك التي تهب هذه القروض مقابل شروط وقيود معينة تلزم الشخص الى فترة طويلة من الزمن قد تبلغ أقصاها مدى الحياة تقريبا، لذلك فان المواطنين في البلاد تضاربت آرائهم حول من يؤيد اللجوء لأخذ قرض الإسكان ومنهم من وجد فيها أمر خطيرا يهدد استقرار وحرية المواطن مدى الحياة.

في هذا السياق تحدث مراسلنا الى عدد من المواطنين في البلاد الذين اختلفت آرائهم بين مؤيد ومعارض وبين من هو يؤيد ولكن مع بعض الإجراءات والتحفظات، حيث اعرب البعض على ان قرض الإسكان وما يعرف بالـ "مشكنتا" نوعا ما هو عامل مساعد للمواطن الذي يمكنه من بناء بيته او شراء بيت، ولكن مع التحذير حول المطبات والصعوبات التي قد تواجه المواطن الذي لا يلتزم في إعادة أقساط القروض بشكلها الصحيح.

مؤيد للخروج من الأزمة ...

المواطن أحمد أمارة قال: رغم الصعوبات والشروط المقيدة للفرد الحاصل على قرض الإسكان، الا انني مع ان يلجأ الفرد لأخذ هذا القرض ، لأنه في غالبية الأحيان هو السبيل الوحيد لحل أزمة الإسكان المتعلقة بالوضع الاقتصادي، إضافة الى ذلك هي بمثابة تأمين للبيت وتامين على حياة صاحب البيت الذي يهبه البنك المانح للمواطن ، لذلك ومن تجربة خاصة انا مؤيد لأخذ القرض ولكن مع الاهتمام في الالتزام بتسديد القرض.

حبس مدى الحياة 

الشابة مي حكروش قالت بدورها: انا شخصيا ضد فكرة اللجوء لقروض الإسكان وما تعرف بال"مشكنتا"، لأنها بالنسبة لي هي حبس وتقييد للحرية قد توقع بالشخص مدى الحياة، وفي بعض الأحيان قد يكلّف الانسان اكثر بكثير من حاجته الى القرض ، وبالتالي ق تتسبب في دمار البيت والله اعلم أي مصير قد ينتظر صاحب القرض.


وأضافت حكروش: انا كشابة عربية وبشكل خاص، ارفض وبشكل قاطع الارتباط او الزواج من رجل مديون لقرض اسكاني ومقيّد طيلة حياته لهذا القرض ، لأن ذلك بالتأكيد سينعكس سلبا على نفسية الرجل وعلى أداء وجبه داخل بيته وعلى الحالة التي يعيش بها مع الاسرى ومع الأبناء، عدا عن انه سيبقى مدينا ومرهونا لهذا القرض الامر الذي سيترك تأثيرا سلبيا بالتأكيد على البيت وهذا ا لا اراه مناسبا لي.

التعامل معه بالشكل الصحيح 

اما المواطن سعيد نصار فقال: قرض الإسكان الـ"المشكنتا" هو أمر حيوي، وهو بمثابة هبة او نوع من لمساعدة التي تقدمها الدولة للمواطن من اجل حل ازمة لسكن المرهونة بالمال، من اجل توفير السكن الملائم له من حيث بناء بيت او شراء بيت او أي عقار هو بحاجة له، وانا شخصيا لا أرى ان هنالك أي اشكال في ان يتقدم الفرد لأخذ قرض الإسكان ،ولكن مع معرفة التعامل مع هذا القرض بالشكل الصحيح .

وقال نصار: اعتقد ان على المواطن ان يكون اكثرا دراية واكثر معرفة قبل ان يخطو مثل هذه الخطوة، فيجب عليه ان يدرس الشروط بالشكل الصحيح وان يطّلع بشكل كاف على العقد، لان هنالك شروط قد تكون ملزمة وصعبة قد لا يستطيع المواطن الصمود امامها ، لذلك يجب على الفرد ان يقيس على نفسه حجم المبلغ المطلوب مقارنة مع قدرته وتلائم مع ظروف معيشته وعمله وأيضا معاشه الذي منه يريد تسديد أقساط القرض ، فغير ذلك قد تواجهه مطبات صعبة ومتاهات يصعب عليه الروج منها .

الطرق الأخرى أفضل 


الشاب محمد خمايسة قال بدوره: انا لا استطيع القول اني مؤيد لفكرة القرض ولا معارضا له، فعندما انظر الى الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي يمر بها مجتمعنا العربي وشبابنا العربي نتيجة قلة فرص العمل وصعوبة توفير مبلغ من اجل البناء او شراء بيت، أرى انه لا مفر ولا محالة من اللجوء لأخذ قرض مالي، من الناحية الأخرى عندما ننظر الى القيود والشروط الصعبة والعقبات التي قد توضع امام المواطن فانك ترى في ذلك نوعا من الانتحار او من التقيد مدى الحياة، وهذا ما لا يرضاه او يرغبه انسان، وعليه فانا لا احبذ او ادعم فكرة اخذ القرض وان توفرت طرق او أساليب أخرى فيجب ان تكون لها الافضلية عن المشكنتا. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com