شهد عام 2015 عدة تغييرات اقتصادية على مستوى الصعيد المحلي والعالمي، حيث تميز هذا العام بأحداث اقتصادية أثرت على عدة مرافق اقتصادية، منها انخفاض أسعار النفط، الذي ايدته بعض الدول ورفضته أخرى.

وإلى جانب الجدال الحكومي والضجة الكبيرة التي شهدها العام حول تمرير قانون الغاز الطبيعي الذي اكتشف في البلاد قبل أعوام حيث من المقرر ان يبدأ استعماله في العام القادم ومن المتوقع ان يؤثر إيجابيا على نمو الاقتصاد الإسرائيلي تم المصادقة على الخطة الخماسية التي بموجبها تم منح مبلغ 15 مليارد للمجتمع العربي بهدف دعمه ودعم مؤسساته المختلفة مثل المجالس والبنى التحتية والمدارس وغيرها.

كما تميز العام 2015 بتولي الوزير كحلون وزارة الاقتصاد بعد ان اشغل هذا المنصب يائير لابيد الذي وبشهادة العديدين اثر سلبا على اقتصاد الدولة في حين ان كحلون يعمل جاهدا على رفع الاقتصاد في البلاد من جديد من خلال خطط داعمة ومخصصات وبرامج اقتصادية على جميع المستويات وتشمل كافة الشرائح.

"بكرا" توجه لخبراء اقتصاديين الذين بدورهم قاموا بتلخيص عام 2015، وبناء عليه ذكروا بعض توقعاتهم الاقتصادية في العام القادم.

اقتصاد قوي جدا جدا، في حين ان مؤشرات الفقر تشير الى ان الفقر آخذ بالازدياد


اياد سنونو الخبير الاقتصادي قال لـ"بكرا": على مستوى البلاد وضع الاقتصاد الإسرائيلي هو اكثر من جيد جدا بمعنى اننا ان كنا سنقيس المؤشرات الاقتصادية فاننا نتحدث عن ناتج قومي رهيب بكل معنى الكلمة، اكثر من الف بليارد شيكل الناتج القومي الإسرائيلي وهو مؤشر على تحسن في انتاج الدولة، نتحدث عن اقتصاد متطور جدا في العام 2015، نتحدث هنا عن فائدة منخفضة جدا وتضخم مالي وبطالة بمستويات منخفضة جدا ما يقارب الـ5%، واقتصاد قوي جدا جدا، في حين ان مؤشرات الفقر تشير الى ان الفقر آخذ بالازدياد، وذلك لان النظام الإسرائيلي هو رأس مالي، حيث ان الغني يصبح اغنى والفقير يزداد فقره وذلك بسبب سياسة لابيد، الذي قام بتخفيض مخصصات الأطفال علما اننا كرجال اقتصاد لا نحبذ هذه المخصصات ونريد ان يكون تطور الفرد في المجتمع عن طريق العمل، لكن لابيد تجاهل الفقر الموجود بالمجتمع العربي وعمل عن توسيع الفجوة بهذه الطريقة.

سياسة كحلون الجديدة ممكن ان تساهم في تحسين الوضع الاقتصادي في المجتمع العربي 

ونوه: اعتقد بانه في عام 2016 ممكن ان تنخفض نسبة الفقر في البلاد لانه من الواضح ان سياسة كحلون المالية تختلف عن سياسة لابيد، لانه أعاد مخصصات الأطفال وبشكل جديد وخلاق، فلم يزد فقط المخصصات الشهرية بل قام بانشاء برنامج توفير للأطفال، بهدف مساعدة الطفل في اكمال تعليمه بعد سن الثامنة عشر دون اقتراب الاهل من مخصصاته المالية التي وفرتها الحكومة، إضافة الى برامج العمل التي قوم كحلون بتطويرها ممكن ان تساهم وتساعد في تطوير الاقتصاد في البلاد.

وتابع: على مستوى المجتمع العربي فانا اعتقد باننا غير مندمجين في اقتصاد الدولة، وكل هذا الإنتاج القومي لم يصل للمواطن العربي، في حين ان سياسة كحلون الجديدة ممكن ان تساهم في تحسين الوضع الاقتصادي في المجتمع العربي خاصة مع إقرار الخطة الخماسية للمجتمع العربي، التي تحوي ملياردات التي ستعمل على تحسين عدة مجالات في المجتمع العربي منها المواصلات العامة، التي ستعود إيجابيا على اقتصاد المجتمع العربي، الى جانب قضية البناء والمسكن حيث ان هناك برنامج للوزير كحلون من شأنه ان يخفض أسعار الشقق، علما ان العرض على الشقق اقل من الطلب عليها لذلك فانني أرى ان هذه الحلول ممكن ان تساعد شرائح معينة وليس كل المواطنين، وبالتالي فانني اعتقد بانه في عام 2016 ستبقى سعر الشقق عالية.

لا نشهد اليوم أزمات عالمية كبيرة

"كما تميز العام 2015 بإيجاد الغاز الطبيعي في البلاد في الوقت الذي دار به الحديث على ان إسرائيل تعتمد على الموارد البشرية ولا تملك موارد طبيعية وقد ظهر العكس، وتم اكتشاف هذه الموارد في الـ2010 ومن يومها لم تستخرج ولم تباع وفي الـ2015 تم المصادقة على خط الغاز، وهو مورد طبيعي سيبدأون باستخراجه في العام القادم وسيدر ملياردات على الدولة.عدد السكان في ازدياد والفائدة منخفضة، وبطالة منخفضة شهدها العام 2015، والبورصة الإسرائيلية كانت في ارتفاع في عام 2015 ووضعها جيد جدا"- قال سنونو.

وعالميا ذكر سنونو بعض التغييرات حيث قال: على مستوى عالمي بشكل عام فاننا لا نشهد اليوم أزمات عالمية كبيرة، كان هناك القليل من المتغيرات الدولية علما ان الاقتصاد العالمي لا ينمو بالمراحل المطلوبة الا انه هناك نمو دون راجع او تباطؤ، الى جانب أسعار النفط حيث انخفض سعر النفط الى ما يقارب ال50% وهو من اكثر المتغيرات التي حدثت بالاقتصاد العالمي عام 2015، علما ان سعر الوقود في إسرائيل لا ينخفض.

هناك تراجع معين في نسبة النمو الاقتصادي وان هذا التراجع لا بد منه 

وائل كريم قال بدوره لـ"بكرا": عام 2015 كان عاما عاديا علما انه شهد انتخابات في إسرائيل، لم يكن هناك قرارات واضح لتغيير جذري في سياسة الحكومة في الأمور الاقتصادية، موضوع اكتشاف الغاز اخذ حيزًا كبيرًا في عام 2015، حيث أنه في عام 2016 من الممكن ان نبدأ باكل ثمار اكتشاف الغاز، من ناحية أخرى كان هناك تراجع في الاقتصاد في إسرائيل على مستوى مدخول الدولة من الضرائب حيث انه كان هناك فائض في الضرائب مما أدى الى ان تقوم الحكومة بمحاولة ارجاع قسم من هذه الضرائب الى الجمهور وتلوح بعض البوادر توسيعات من ناحية المصاريف الحكومية لاعطاء مجال لموارد نمو اقتصادي في إسرائيل.

وأضاف: المشكلة انه كما يبدو ان هناك تراجع وتغيير في البنية الديمغرافية في إسرائيل، بحيث ان القطاع غير المنتج في إسرائيل هو من اعلى النسب في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ونحن نتحدث عن نسب البطالة في قطاعين أساسيين وهما المجتمع المتدين اليهودي والمجتمع العربي الذي يؤدي بالتالي الى توقعات من بنك إسرائيل الذي بدأ يعطي مؤشرات بان السنة المقبلة ستكون هناك تراجع معين في نسبة النمو الاقتصادي وان هذا التراجع لا بد منه اذا لم يكن هناك تفعيل واضح في العمالة التشغيل في المجتمع العربي وخاصة على المستوى النسائي، أي انه كون المجتمع العربي غير متداخل في التشغيل والعمل في الاقتصاد الإسرائيلي يؤدي الى منع موارد اقتصادية كبيرة جدا لدى إسرائيل وبالتالي الى تراجع في النمو الاقتصادي المستقبلي، علما ان هناك بوادر ان يكون تغيير في سياسة الحكومة نحو المجتمع العربي، منها الخطة الخماسية.

وقال: نأمل ان تكون في الخطة الخماسية بوادر خير ولكن لن يكون فيها انقلاب نوعي في النظر نحو العرب، او في تعامل الحكومة مع المجتمع العربي.

واعرب كريم في حديثه لـ"بكرا" عن عدم تفائله من الخطة الخماسية حيث قال: من يسمع مبلغ 15 مليارد شيكل فانه يعجب بالمبلغ لكننا نتحدث عن مبلغ مقسم على خمس سنوات أي خطة خماسية، ولذلك نحن نتحدث عن ثلاثة مليارد كل عام في حين اننا نشكل نسبة 20% من عدد السكان في الدولة وميزانية الدولة هي 100 مليارد لذلك يجب ان تكون حصتنا 60 مليارد سنويا وليس ثلاثة مليارادات، نحن بحاجة الى مبالغ تفوق المعروضة علينا لتقليل الفجوة الموجودة بين الوسطين العربي واليهودي، أي انه يجب ان يتم إعطاء مبالغ جيدة للمجتمع العربي كل سنة ولي بخطط مؤقتة كل خمسة سنوات، نحن نتحدث عن تغيير جذري بالتعامل مع هذا المجتمع، وإدخال الإصلاحات اللازمة عن طريق الميزانيات المطلوبة التي من شأنها ان تحسن الموارد الاقتصادية في المجتمع العربي وبالتالي الناتج القومي في الدولة يرتفع، نأمل ان تكون في الخطة الخماسية بوادر خير ولكن لن يكون فيها انقلاب نوعي في النظر نحو العرب، او في تعامل الحكومة مع المجتمع العربي، الانقلاب يكون في بناء خطة واضحة ذات معالم واضحة وحل المشاكل المعروفة للجميع والتي يعاني منه المجتمع العربي على مستوى التطوير الاقتصادي، هناك نقص كبير في وجود جامعة في المجتمع العربي تستقطب الكم الكبير من الطلاب العرب الذين يتعلمون في بلاد خارجية حيث انه من الأفضل ان يتم استثمار هذه النقود في جامعة عربية في الداخل وان يتعلم طلابنا العرب هنا، نحن نتحدث عن موارد هائلة جدا تخرج من المجتمع ولا تعود اليه، كما اننا لا نملك نرافق اقتصادية على مستوى مطارات جامعات وسكك حديدية حيث انها هذه هي الرافعات الاقتصادية التي تقوم بنقلة نوعية وهي غير موجودة في المجتمع العربي.

انخفاض أسعار النفط سيشعل الحروبات والنزاعات بين الدول

على المستوى العالمي عقب كريم قائلا: سيشهد عام 2016 تحديات كثيرة، لان هناك تداعيات وتأثيرات كبيرة للاحداث السياسية على الاقتصاد الإسرائيلي، هبوط النفط يؤدي الى رافعة بالاقتصادات النامية، في البلدان التي لا تستطيع تمويل الوقود والنفط كما يجب وهو ضربة للبلدان القومية التي تملك النفط والتي يشكل النفط مصدر أساسي لها لذلك سيكون هناك تغيير على التوازن المجتمعي الدولي ما بين الدول القوية والضعيفة مما سيغير في سياسات العالم لان النفط هو أساس الحروبات والنزاعات، اليوم نتحدث عن نفط بأسعار اقل بكثير وبالتالي سيكون هناك ضغط من قبل الاقتصادات الكبيرة على تقليل كميات النفط في السوق لرفع أسعارها لتدعيم الاقتصادات القوية وضرب الدول النامية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com