"إرجعي ماما... إرجعي ماما ..بدري يا حنونة".. بضع كلمات بالكاد خرجت من الطفلة ملك حماد (8 أعوام) طفلة الشهيدة مهدية حماد، ما لبث أن نطقت تلك الكلمات حتى سار جثمان والدتها من بين مئات النسوة، وصاحت ملك بصوت أسكت الحشود الحاضرة "بالروح بالدم نفديك يا شهيدة... بالروح بالدم نفديك يا شهيدة".

ثمة مصورون التفوا حول الطفلة ملك وهي تحمل شقيقها يحيى (9 أشهر)، وتطلب منه أن يبتسم للكاميرا، وفي زاوية أخرى الطفلة أحلام (15 عامًا) وهي الإبنة الكبرى للشهيدة، وقالت: "سأقوم بدور أمي الآن وسأرعى أخي الرضيع، فأمي علمتني الكثير، فهي مثال للأم الحنونة الصبورة... الله يرحمها".

جميلة بصبرها 

وتتابع الطفلة ملك:" لن أبكي لأن أمي شهيدة وأنا أفتخر بأنني ابنة شهيدة منذ اليوم، لكن ما يؤلمني هو فراقها وأنني لن أراها مجددًا، فقد كانت والدتي جميلة بصبرها، علمتنا الكثير وأذكر ذات مرة كيف كانت تذرف دموعها عندما مرضت، وظلت طيلة الليل بجانبي ولم تغمض عينيها حتى صباح اليوم التالي".

أما زكريا (19 عامًا) الإبن البكر للشهيدة، فجلس أمام عتبة المنزل وجاءت جدته مسرعة تطلب منه الصبر وتقبل جبينه، فتنزل دموعه على وجهه، وهي تقول له: "إصبر يا ستي وارفع رأسك أمك شهيدة".

إمرأة تقف بعيدًا عن المعزين وتهمس لاحدى النساء بقربها وتقول:" شعبنا يعيش ظلما يوميا، هل تدرين من سينصفنا؟ من سيحررنا من هذا الظلم؟ إنه ربنا الذي لا يضيع عنده عدل ثم تختم بكفي دم بكفي قهر".

ادعاء الإحتلال، باطل 

ويروي زوج الشهيدة أديب حماد (43 عاما) تفاصيل قتل زوجته مهدية، مشيرا إلى أن ما يدعيه الاحتلال باطل، حيث كانت في زيارة لشقيقتها وأثناء عودتها إلى المنزل تفاجأت بجنود الاحتلال يعترضون طريقها وما لبث ان اقتربت منهم حتى أطلقوا عليها وابلا من الرصاص، وأصيبت بـ10 رصاصات اخترقت وجهها وصدرها وحوضها، ثم ارتقت شهيدة.

وباستشهاد مهدية حماد يرتفع عدد السيدات اللواتي ارتقين منذ مطلع شهر تشرين أول إلى 7 شهيدات، فيما بلغ مجموع الشهداء 138 شهيدًا بينهم 26 طفلًا وطفلة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com