تتعرض مدينة القدس منذ احتلالها عام 1967 إلى هجمة شرسة تصاعدت مؤخرا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لتشويه معالمها العربية وإقحام كل ما هو غريب عنوة في صورتها، من أجل الترويج للرواية الإسرائيلية الزائفة.

ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة والأدوات التكنولوجية سهلة الاستخدام، أصبح متاحا للمقدسيين نقل حقيقة ما يدور في مدينتهم للعالم أجمع، وطرح قضايا تهم الناس قريبا من بيوتهم، أو تفصل بينهم ألاف الأميال، لتبادل الأراء حولها وتوجيه أنظار العالم إليها.

مشهد قبة الصخرة في ساعات الصباح، أو تسجيل فيديو لمستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى، أو حتى صورة خاطفة لباب العامود وغيره؛ أصبحت تتناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بشكل واسع، ما زاد من الاهتمام بقضية القدس بشكل أكبر.

مروة وزوز

مروة وزوز (20 عاما) طالبة جامعية مقدسية، ترفع هاتفها المحمول لتوثيق كل ما تلتقطه عينها قبل كاميرا الهاتف، فعبر تطبيق "سناب تشات" - الذي تقوم فكرته على التقاط تسجيلات فيديو لا تتجاوز عشر ثوانٍ أو صور ثابتة-، استطاعت تكوين قاعدة متابعين تجاوزت الآلاف من مختلف أنحاء العالم خلال شهر ونيّف.

وبدأت مروة تنشط على تطبيق "سناب تشات" من خلال تصوير مقاطع وصور من رحاب المسجد الأقصى وزقاق البلدة القديمة، وذلك بعد أن لاحظت مدى رغبة جمهورها عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك.

وتقول إن "سناب تشات" يمتاز عن باقي التطبيقات بخاصية التصوير الحصرية، "يكاد يشعر المتابع أنه فعلاً يتجول في ساحات الأقصى وأزقة القدس بأحداثها اليومية المتجددة".

وتبين مروة أنها تهتم بإظهار طبيعة الحياة في القدس بأدق تفاصيلها ما بين الألم والأمل، من خلال يوميات مقدسية بعيدًا عن تزوير الإعلام وتضليله وفق قولها، محاولة إيصال رسالة القدس بالصوت والصورة، ووضع المتابعين في قلب الحدث، إضافة إلى ربط الناس بالقدس والأقصى وتوعيتهم بالواقع الفلسطيني.

"فصورة لأطفال يلهون بألعابهم في الزقاق، أو بائع ينقل الكعك المقدسي عبر شوارع البلدة القديمة، وغيرها من المشاهد قد تجعل الكثيرين ممن هم خارج القدس ينتظرونها بفارغ الصبر علّهم يستشعروا لذة العيش بها"، تقول مروة.

وتقول مروة إن النقل المباشر للأحداث ونشرها عبر حسابها له وقع على النفس أكثر من الصور الأرشيفية وفقًا للتفاعل الذي يصلها من المتابعين، فعدد المشاهدات التي تظهر مع كل المقاطع التي تلتقطها تبين تنوع اهتمامات المتابعين، وما الذي يمكن أن يجذب آخرين جدد.

أحمد المقدسي

وللقبة الذهبية النصيب الأكبر من الصور التي ينشرها أحمد المقدسي (23 عاما) عبر حسابه على "الإنستغرام" الذي يتابعه أكثر من 7000 شخص، فبعد ازدياد أعداد المتابعين لصفحته على "الفيسبوك" قبل ثلاثة أعوام، قرر إنشاء حساب على تطبيق "انستغرام" المختص بالصور ومقاطع الفيديو القصيرة، ما زاد من أعداد المتابعين، وأصبحت صوره تنتشر بشكل أوسع.

يقول أحمد إنه يعرض عبر حسابه على "الانستغرام" مقتطفات جمالية داخل المسجد الأقصى والتي يرغب بنقلها للناس برؤيته الخاصة، ويجد أن ردود أفعال المتابعين هي مزيج ما بين السعادة لرؤية القدس والأقصى حتى لو عبر صورة أو مقطع فيديو قصير، وبين الحزن لعدم قدرتهم على معايشة ما ينقله لهم بحواسهم ووجدانهم

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com