عقد معهد الحقوق في جامعة بيرزيت والائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس ومعهد الأبحاث العربية بالشراكة مع مدى الكرمل - المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، وحملة "وقف جدار الفصل العنصري" ، مؤتمر :" الإستراتيجيات البديلة لتحقيق العدالة في فلسطين" وهو احد أهم المؤتمرات العلمية القانونية الذي ينظم على المستوى الوطني الفلسطيني ، انطلاقاً من القدس " فندق الامبسادور " ، فالضفة الغربية وقطاع غزة ، فالناصرة ، في عصف فكري علمي عقب فشل المفاوضات وتهميش القدس وغياب المرجعيات السياسية والتنظيمة والفصائلية وغياب الميزانيات والدعم السياسي والمعنوي للمدينة واهلها.

وحضر المؤتمر اكثر من ١٥٠ شخصية من القدس وبيت لحم وبيرزيت والداخل الفلسطيني ،وتضمن مقدمة وترحيبا من الائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس ، سبقها الوقوف دقيقة إجلال وإكرام للشهداء .

وقال مصعب عباسي في كلمة الائتلاف : " تكمن اهمية المؤتمر في افتتاحه من مدينة القدس لما لها من خصوصية وأهمية كونها مركز استهداف الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة خلال ال٤٨ عاماً من الضم لا بل ٦٧عاماً من الاحتلال الاستيطاني " ، مضيفاً ان المؤتمر يأتي والقدس تخضع للسياسات ومخططات الاسرلة والمصادرات والاستيطان وبناء جدار الفصل وهدم المنازل الفلسطينية وفرض المزيد من القيود والحواجز وحرمان ما يزيد على أربعة ملايين فلسطيني من دخول القدس، وفي ظل العقاب الجماعي والقتل العمد وحجز جثامين الشهداء واعتقال الاطفال وهدم المنازل وتشتت وغياب المرجعية .....

واوضح انه في ظل هذه الهجمة الإسرائيلية تشهد المدينة المقدسة ، حالة من التشتت وغياب المرجعية الفلسطينية الجامعة والموحدة وغياب الخطط والموارد اللازمة لدعم صمود المقدسيين، فاصبحت القدس في اغلب الاحيان ليس أكثر من شعار تتغنى به الاطراف المختلفة الرسمية وغيرها دون وجود لها على أرض الواقع .

من جانبها ركزت نورا عريقات أستاذة مساعدة، في جامعة جورج ماسون ، في كلمة الافتتاح على انه منذ انسحاب اسرائيل من قطاع غزة عام ٢٠٠٥ شنت ٢٢هجوما عسكريا على القطاع المحاصر منذ ذلك الحين ، وتتبجح بالحديث عن انسحاب وانهاء احتلالها لغزة والواقع انها تخنق القطاع وتهيمن عليه براً وبحراً وجواً .

وقالت عريقات ، ان استخدام إسرائيل للقوة العسكرية ضد الشعب الفلسطيني لترسيخ الاحتلال عبر الاعتقال الاداري، وبناء جدار الفصل والضم والقمع الممنهج لطموحات الشعب الفلسطيني بالحرية وانهاء الاحتلال والاستقلال كباقي شعوب الارض، مؤكدة على ان فشل المفاوضات وموتها لم يثن إسرائيل عن مواصلة مشروعها الاستيطاني الذي يدفن حل الدولين ويؤبد الاحتلال .

واضافت ان الشعب الفلسطيني لم يستسلم للألة العسكرية الإسرائيلية ولانتهاكات المستوطنين بل قاوم ذلك حتى بالمحاكم الإسرائيلية حيث استرجع ١٥٠٠ دونم من اراضي بلعين التي كان قد ابتلعها جدار الفصل .

من جانبها ، تناولت نادرة شلهوب - كيفوركيان ، مديرة دائرة دراسات النوع الاجتماعي في مدى الكرمل، في افتتاح الطاولة المستديرة الأولى تحت عنوان : " القدس" ، المحاور الرئيسية كالموقف الرسمي الفلسطيني من القدس منذ اتفاق اوسلو ، وغياب المرجعيات وتهميش وتغييب القدس عن اولوليات الهم الفلسطيني ، وكيف تم إدارة المفاوضات وما نجم عنها ، صفر نتائج وخسائر لا تقدر ولا توصف ، مؤكدة ان المشروع الوطني الفلسطيني مرتبط بالقدس واسلوب التعامل مع قضيتها ، ولماذا وصلت الامور الى هذا الوضع الخطير وكيف . ؟

واضافت : اين المشروع الوطني الفلسطيني من المشروع الإسرائيلي الاستيطاني التهويدي وكيف واجه مشروعنا الوطني المشروع الإقصائي الاحلالي الاستيطاني ،وكيف تصدينا لعملية الاقتلاع والإبادة التي يتعرض لها المقدسيون ، مشيرة الى ثلاث منظومات، الامنية والاستيطانية العنصرية والادمان على العنف ، والرد الفلسطيني والعربي الهزيل ، مما خلف البطالة المرتفعة والفقر .

وفي المداخلات قدم الدكتور برنارد سابيلا عضو المجلس التشريعي ، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيت لحم ، تساؤلات اهمها : لماذا طرح البدائل وهو عنوان المؤتمر ؟ وكيف نواجه المخططات "الإسرائيلية" ؟وقال ان غياب القيادة السياسية والاجتماعية ليس بالامر المكتشف حديثاً في القدس ، فتهميش المدينة وقياداتها السياسية والاجتماعية منذ مدة طويلة ، مشيراً الى انه امر مدروس وممنهج .

واضاف سابيلا:" ان الميزانيات المرصودة من قبل السلطة للقدس هزيلة ،لا تفي احتياج قرية فلسطينية في الضفة الغربية ، مع ان سكان القدس يشكلون ١٠ ٪ من سكان فلسطين، مشيراً الى ان المطروح اليوم اميركيا واوروبياً ، هو تحسين شروط وظروف الحياة في القدس .

واوضح سابيلا ان الفلسطينيين في القدس مشرذمين والقدس مقسمة ليس شرقاً وغرباً فقط ، بل ان ما يحدث في العيسوية ، سكان بيت حنينا لا يعرفون به وكذلك ما يحدث في بيت صفافا لا يعلم به سكان الطور .

وتحدث مندوب مركز البستان الثقافي قتيبة عودة فأشار الى الحملات التي سيقوم بها الشباب المقدسي اعتراضا عما تفرضه عليهم اسرائيل كحملة اشتري حجرا في منزل شهيد وحملة أطول سلسلة بشرية تطالب باستعادة جثامين الشهداء.

وخرج المؤتمر بنتائج أهمها ضرورة اطلاق حوار بين التجمعات الفلسطينية كافة للبدء بخطوات فعلية تصوغ الواقع الفلسطيني نحو مصلحة جماهيرية عامة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com