تهدد المياه العادمة التي تسير في قنوات خصصت لمياه الأمطار في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، سكان المدينة بالأمراض جراء الروائح الكريهة المنبعثة من تلك القنوات والباعوض والعشرات التي تترعرع في تلك الأمكنة.

ويشتكي مواطنو قلقيلية من قيام البلدية تحويل قنوات أعدت لتستخدم في تصريف مياه الأمطار في الشتاء، لتصبح شبكات لتسيير مياه المجاري، ويتحدثون عن أضرار كبيرة لحقت بهم جراء ذلك، وكذلك تضرر المزروعات المواقعة بالقرب من تلك القناوات.

أحمد سلمي أحد مزارعي المنطقة الغربية من المدينة يقول إن مزروعاته من الخضروات تضررت جراء جراء فيضان مياه المجاري عليه، ويضيف: يحدث فيضان عند اختلاط مياه الأمطار مع مياه الصرف الصحي خلال فصل الشتاء، وترتفع المياه لأكثر من متر مما يؤدي إلى غرق كامل المزروعات التي تضحي ملوثة بمياه الصرف الصحي، ويشير إلى أنه توجه للبلدية عدة مرات لحل المشكلة لكنه لم يحصل على ما يريد

فيضان المجاري يتلف المزروعات

إلى ذلك، يقول أبو محمد: "نضطر في فترات الفيضان إلى إتلاف جميع ما نزرع، بسبب اختلاط مياه المطر بالصرف الصحي، لو أن القناة فارغة ولا يوجد بها مياه صرف صحي كنا نستطيع تنظيفها بواسطة جرافة صغيرة كالسابق، لكن جريان الماء يمنعنا من أن ننظف أو حتى إدخال محراث لأرضنا، توجهنا لكل الجهات لكن لا مجيب لنا.

يضيف أبو محمد توجهنا للبلدية بعدة حلول لكن لا استجابة لأي حل، وكل ما يفعلوه أن يحضروا كل فترة يشاهدوا الوضع ويذهبوا ولا يعودون.

أما المواطن صلاح ماضي احد قاطني المنازل المتضررة من مياه المجاري فيوضح أن المشكلة بدأت منذ خمس سنوات، ومنذ ذلك الحين ونحن نناشد ونطالب بحل الكارثة دون جدوى، فهناك مشكلتين رئيسيتان إذا تم حلهن فستحل تلقائيا المشكلة وبشكل نهائي.

وأضاف ماضي نحن في فصل الشتاء ولا يوجد بعوض ولا جرذان، أما في الصيف فيكون الوضع مأساوي وكارثة إنسانية، فهناك حوالي 3 آلاف مواطن من أطفال ونساء وشيوخ يعيشون بالحي وجميعهم متضررين سواء من الروائح أو من البعوض، وأيضا المزارعين الذي يتضاعف استهلاكهم للمبيدات الحشرية خلال فصل الصيف بسبب البعوض، فالمزارع يقوم بالزراعة ليستفيد وما يحدث هو العكس، فالمبيدات التي يستعملها المزارع وهو مضطر هي مواد كيماوية مسرطنة وتكون على خضروات نأكلها.

وقال ماضي الحل أن تعود البلدية للمقاول والمهندسين الذين اشرفوا على إنشاء خطوط مياه الصرف الصحي المسبب للمشكلة، فالتقنيات الأن عالية والمعدات حديثة ويستطيعون معرفة منسوب الميل من منزل المواطن يوسف النبريصي إلى بئر القبعة فهناك تكمن المشكلة وهي واضحة " مثل عين الشمس "، وأي فني يستطيع أن يفحص ويقول أن المشكلة عدم وجود أي ميل في خطوط مياه الصرف الصحي في هذه المنطقة المذكورة, فطول خط تصريف مياه الصرف الصحي 1 كيلو متر ولكن المشكلة تكمن في الـ 50 متر بالإضافة للمصنع الذي يقوم بتصريف مخلفاته في خطوط الصرف الصحي.

البلدية ترد....

من جانبه، رد رئيس بلدية قلقيلية عثمان داوود، على شكاوى المواطنين مشيرا إلى أنه لم يتم تحويلها لتستخدم كخط لمياه الصرف الصحي صممت لمياه الأمطار، لكن ما يحصل في خطوط مياه الصرف الصحي وبسبب الضغط العالي في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية لقلقيلية يؤدي إلى انفجار في قنوات مياه الصرف الصحي وذهابها إلى قنوات الأمطار، فحينما يكون هناك ضغط عالي فقنوات مياه الصرف الصحي لا تستوعب هذه الكميات الهائلة من مياه الصرف الصحي وهي التي تزيد عن نصف كمية مياه الصرف الصحي لقلقيلية.

وأضاف داوود بلدية قلقيلية طلبت من الجانب الإسرائيلي من بين عدة مطالب بتوسعه المخطط الهيكلي وإنشاء فتحة باتجاه الغرب من الناحية الشمالية للمدينة، وان تم فتح هذه الفتحة في الناحية الشمالية كما هي مفتوحة من الجنوب والوسط ستحل المشكلة نهائيا ويصبح الميل طبيعي وتنساب المياه بلا إشكالات، فقبل وجود الجدار لم تكن هناك أي مشكلة وإنما كانت المشكلة حوض تجميع مياه الصرف الصحي المقام منذ عام 1982، ويهدف لإخراجنا من مدينتنا، مشيرا أن البلدية ليس في يدها حلولا سحرية ما لم يرفع الاحتلال سلطاته على مرور المياه باتجاه الغرب ستبقى المشكلة قائمه، منوها انه لا توجد لجنة أو جهة أجنبية ودولية تزور المدينة إلا نضعها أمام هذه المشكلة الكبيرة التي تحتاج إلى حل في القريب العاجل، فكلما اتسعت حدود المدينة وكلما زادت كثافة السكان في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية كلما زاد ضغط مياه الصرف الصحي على الشبكة وأصبح صعب مسيرها من الشمال للجنوب فنحن بحاجة إلى هذه الفتحة كل يوم يمر أكثر من اليوم الذي قبله.

وأشار داوود إلى أن أية آفة مكشوفة هي ضرر بالبيئة وهي ضرر لصحتنا وضرر لحياتنا البيئية كلها، وكل هذه الإشكالات تقال ولا نقول عن الإسرائيليين أنهم شماعة، إنما هي إشكالات حقيقية واقعة فيها مدينتنا، فمنع الإسرائيليين مسير المياه بشكلها الطبيعي يؤدي إلى هذه الإشكالات البيئية، ونحن نخاطب الارتباط المدني من اجل التسريع بالحصول على الموافقة على الفتحات المطلوبة، ومن اجل أن يوقف الإسرائيلي استخدام القنوات التي تم إنشائها من قبل الصليب الأحمر وان يوقف ضخ المياه الزائدة من التكرير في هذه القنوات.

ونوه داوود أننا راسلنا القنصليات الأجنبية والمحافظ وسلطة البيئة وكل الجهات المعنية بان هذه المياه العادمة تسبب لنا إشكالات صحية كبيرة جدا، فالجهة الغربية كاملة لا يستطيع أي منزل أن يفتح شبابيك منزله على مدار العام بسبب الروائح الكريهة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com