قال الكاتب الفرنسي إيف غونزاليس كيخانو مؤلف كتاب "ربيع العربي الرقمي (العروبة الجديدة)، إن الانترنت هي أداة رئيسية للخلاص من الاحتلال في العالم الجديد، وبإمكان الفلسطينيين الخلاص من الاحتلال أيضا بالاعتماد على الفضاء الرقمي، فالفلسطينيون يستخدمون الانترنت في تغيير الصورة النمطية السيئة التي نشرها الاحتلال عنهم في العالم، وهم يوضحون اليوم للعالم جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصل، والعالم أصبح أكثر قناعة بأن إسرائيل مجرمة وهذا سيسهم في الخلاص من الاحتلال.

وأضاف في حديث خاص بـ"بكرا" خلال زيارته لرام الله على هامش توقيع النسخة العربية من كتابه الذي ترجمته الكاتبة ولاء سمارة، وطبعه الاتحاد العام لكتاب فلسطين، إنه على المدى القريب لا يمكن الاعتماد على الانترنت للخلاص من الاحتلال، ولكن على المدى البعيد وبتراكم العمل على الانترنت يمكن البناء على ما يجري من أجل الخلاص من الاحتلال.

الانترنت تربط الفلسطينيين فيما يبينهم أيضا

وقال أنه يعتقد أن الانترنت تساعد الفلسطينيين بشكل كبير في التواصل فيما بينهم، رغم محاولات الاحتلال قطع التواصل بين الداخل والخارج والضفة وغزة والداخل الفلسطيني.

وأضاف أن دروس التاريخ تؤكد أن الاحتلال ليس له مستقبل، فأي شعب يحتل شعب آخر في النهاية سيينهزم المحتلون، وسينجح الشعب الواقع تحت الاحتلال في الخلاص منه، ومهما طال الاحتلال الإسرائيلي سيزول في النهاية، هذه من أبجديات دروس التاريخ.

وفال إن القضية الفلسطينية قضية عالمية بحاجة لاتفاق عالمي بين القوى الكبرى في العالم من أجل وضع حد للاحتلال الإسرائيلي الذي سيزول في النهاية، وكل التطورات بالمنطقة المتمثلة بدخول روسيا وإيران وما يجري في بعض الدول العربية يمكن أن يتغير موازين القوة، وسينهزم الاحتلال بالنهاية.

وقال إن إسرائيل هي شرطي الإمبريالية في الشرق الأوسط وقد لعبت هذا الدور خلال عقود من الزمن، ولكن اليوم في ظل التطورات الحالية لم يعد الامر كذلك، فكثير من التحالفات الجديدة التي تظهر يمكن أن تهمش إسرائيل وتسهم في دفعها لإنهاء احتلالها لدخول كدولة طبيعية للشرق الأوسط، خصوصا أن إسرائيل أصبحت مشروع مكلف على الغرب ولم يعد أحد قادر على تحمله، وإنهاء الاحتلال ليس قريب لكنه ليس بعيد كذلك.

وقال إن فلسطين كانت ولا تزال من الأماكن التي تشهد حراك سياسي متواصل، وهي ليست بحاجة لربيع عربي بل هي بحاجة لربيع ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتجليات الفلسطينية ضد الاحتلال ظاهرة في العالم كله والعالم كله بات يدرك حقيقة الاحتلال بشكل أكبر.

العروبة الجديدة والربيع الرقمي

وعن كتابه الذي وقعه مطلع الأسبوع الجاري في رام الله، قال إن كتابه مهم للجمهور الفرنسي الغربي بالأساس وهو موجه لهم لفهم الحالة العربية الراهنة، ولكن ترجمته للعربية يمكن للعرب أيضا الاطلاع على كيفية نظرة الغرب لما يجري في بلادهم.

وأوضح أن كتابه يشير إلى أن الحراك على السياسي على الانترنت في العالم موجود منذ سنوات سبقت ما سمي بالربيع العربي، وقال: شهدنا مواقع أخبار ومدونات وثم مواقع التواصل الاجتماعية حيث سجل الشباب العربي افكاره وآرائه وأمكن عمل الكثير من الأفكار السياسية، وأن الثورات العربية نتجت عن ازدهار الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وهذا كله بفضل التقنيات الغربية المتمثلة في وسائل التواصل الجديدة عبر الانترنت، وأن الانترنت سلاح أصبح يضاهي في تأثيره الاسلحة التقليدية.

الانترنت غيرت التربية السياسية لدى العرب

وبين أن الانترنت في الوطن العربي غيرت التربية السياسية، وشجع الناس على مواقف متعددة، وشجع الناس على البحث بشكل أكبر واختيار ما هو مفيد وغير مفيد والمقارنة بين الأفكار والمواقف وهذه جذور الثورات العربية الرقمية، فالانترنت كونت جيل جديد يختلف عن الجيل السابق بأنه قادر على حصد النتائج السياسي التي يريدها بشكل أفضل من الأجيال السابقة.

وتوقع الكاتب أن تحصل عروبة جديدة بفضل الانترنت، وقال: العروبة موجودة منذ الازل وأخدت هوية معينة في أواخر القرن التاسع عشر بفضل المطابع والمجلات والمنشورات، واليوم تأخذ العروبة منحى جديد بالاعتماد على الانترنت والإعلام الجديد، فالانترنت اليوم يتحرك بشكل أفقي وينطلق من القاعدة للقمة ويمكن ان يؤثر في القاعدة أكثر من القمة، وسنشهد تكوين جديد للعروبة من قبل هذا الجيل الذي تربى على الانترنت، وفهو سيتجه للعروبة بطريقة مختلفة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com