لا يجد الأسرى حيلة وهم يستمعون للمذياع ونشرات الطقس في التلفاز وتقارير الصحف، والتي تشير إلى شتاء قارس، قد يكون شديدًا مقارنة بسنوات سابقة.

ويقول الأسير محمد خمايسة في سجن النقب ل"صفا": "لدينا قلق شديد في التعامل مع متطلبات الشتاء، قرأنا تقريرا صحفيا عن التحذير من انخفاض كبير في درجات الحرارة وموجهات قطبية متتالية وشديدة، وإذا كان بمقدور الناس في الخارج أن تحتاط بما تسير، فالسجون مرتبطة بإجراءات القمع من قبل إدارتها".

ويؤكد أنه توجد مشكلة حقيقية سيما في السنوات الأخيرة وهي أن "كل حاجياتنا ترتبط بابتزاز مصلحة السجون؛ فلا هي توفرها ولا تسمح لنا بإدخالها".

وتصاعدت في الأيام الأخيرة وقبيل دخول فصل الشتاء التحذيرات من قبل الأسرى ومن قبل مؤسسات حقوقية حول ضرورة سماح مصلحة السجون الإسرائيلية بتوفير مستلزمات الشتاء للسجون خاصة في ظل ما يجري الحديث به عن واقع الطقس القادم".

لا مؤشرات إيجابية

وحذر نادي الأسير مطلع الشهر الجاري من أن أسرى قطاع غزة محرومون من إدخال الملابس الشتوية والأغطية والكتب منذ أكثر من شهرين، و أبلغتهم إدارة السّجون أن حاجز "ايريز" منع دخول جميع الحاجيات الأساسية التي يصطحبها الأهالي لأبنائهم عند توجههم لزيارتهم.

ويبدي رئيس نادي الأسير قدورة فارس قلقا شديدا من تجاهل مصلحة السجون لحاجيات الأسرى في الشتاء ويقول ل"صفا": "رغم ما يقال عن قساوة الشتاء لا يوجد ما يشير إلى أن مصلحة السجون تولي ذلك أي اهتمام؛ فالمؤشرات من مصلحة السجون حتى الآن تشير إلى رفضها التجاوب مع مطالبنا بإدخال حاجيات الشتاء للأسرى".

ويؤكد أن مصلحة السجون لا تأبه بحياة الأسرى؛ مبينا أن "كثافة الاعتقالات في الشهرين الأخيرين تضاعف الأعباء على الأسرى وتضعف قدرتهم على استقبال الشتاء".

ويعرب عن أسفه لتجاهل مصلحة السجون لكافة المؤسسات الحقوقية ونداءاتها في هذا المجال بما في ذلك الصليب الأحمر.

فيما تحذر هيئة شؤون الأسرى والمحررين من أن مئات الأسرى مهددون بمحاصرة البرد القارس لهم في هذا الفصل، في ظل تصاعد أعداد المعتقلين بشكل جنوني، وانعدام وسائل التدفئة داخل السجون ومراكز التوقيف.

وبحسب معطيات هيئة شؤون الأسرى والمحررين فإن أكثر من 7000 أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال ومراكز التوقيف الإسرائيلية، حيث تم اعتقال أكثر من 2000 منهم خلال الشهرين الماضيين.

الشتاء أداة للتعذيب

ويشير الأسير احمد سمودي إلى أن الشتاء يختلف وقعه على الأسرى من سجن لآخر؛ فهناك من يكون في مرحلة التحقيق "فينام في زنزانة بلا فراش خلال البرد الشديد كأحد أدوات التعذيب".

وينبه إلى أن أسوء السجون من حيث البرد هي "نفحة" و"ريمون" بحكم موقعهما من جهة، ونقص المتطلبات الأساسية فيها من جهة أخرى.

وينوه الأسير سمودي إلى أن الأسرى القدامى يتقاسمون الحاجيات الأساسية مع الأسرى الجدد، ولكن مع زيادة الأعداد يصبح الأمر فوق الطاقة سيما وأن هناك نقصا تراكميا بدون موجة الاعتقالات الأخيرة فكيف بها.

من جهته، يحذر مدير مركز أحرار فؤاد الخفش في حديث ل"صفا" من أن الأسرى الجدد الذين تكدست بهم السجون في الشهرين الأخيرين يواجهون صعوبات جمة مع حلول الشتاء، سيما سجن "عوفر" الذي يعاني من اكتظاظ شديد ولا يجد الأسرى سبيلا للتعاطي مع نقص الحاجيات به سيما وأنه سجن مفتوح.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com